الكتاب: "ايفا براون: حياة مع هتلر" كتابة: خيكاب ب. غورتيميكر ترجمة: ابتسام عبد الله لقد التقيا في محل للتصوير حيث كانت تعمل، في ميونخ. وكان هو في الأربعين من عمره وهي في الـ 17 وقد سحرها بعينيه، هذا ما قالته بعد وقت قصير، ومضى هو بعد ذلك للتدقيق في سجل عائلتها ليتأكد من أصلها الآري، وكانت ايفا براون شقراء جذابة من الطبقة الوسطى،
والتي بعد سنة دراسية في مدرسة تديرها الراهبات، تركت الدراسة وتعود الى منزلها، وتعيش بين والديها ونحن نعرف نهاية القصة.ومن المؤكد أن رسائل براون الى هتلر التي كانت تزيد على 100 أحرقت حسب وصيته. أما رسائله إليها فلم تظهر على السطح، وكانت قد وضعت في كيس من البلاستيك دفن حسب تعليماتها، ومن المفروض الآن أنها تلفت وما تبقى هو مجرد خاصة بعد العثور على ابنة عمه مقتولة بمسدسه وكانت في الـ 23 من عمرها، وانتشرت الإشاعات اثر ذلك وانتهى التحقيق الى حادثة انتحار.وكانت الدعوة التي أقامها في احد المطاعم ذات مرة قد بدت محاولة لكسر الروتين، ولكن الساعات الثلاث التي أمضتها ايفا بيرون الى جانبه دون أن تنطق بكلمة له، كانت صورة لشقاء اثنين ليسا من طراز واحد. كما أن الإشاعات التي دارت من ظهوره في صالونات برلين مع البارونة سيعزيد فون لافيرت، لا بد قد وصلت سمعها، خاصة أن سيعزيد كانت في الـ19 ارستقراطية جميلة، وكانت براون آنذاك في ميونيخ تنتظر زيارته التالية. وقد حاولت آنذاك الانتحار للمرة الثانية، فاشترى لها منزلاً.عندما كان يسافر هتلر، كانت ايفابراون تذهب ضمت مرافقيه كسكرتيرة خاصة. وفي بيرغوف فقط، تخيلا عن المظاهر الرسمية. وهناك كان هتلر يستيقظ من النوم في الواحدة أو الثانية بعد الظهر، يتناول طعامه، يتجول في المكان المحاط بالاسيجة، وفي الصيف، يأتي إليه آلاف الزوار، وينتهي النهار "بجلوسهما معا". أما أحاديث معارفها فتبدو متناقضة، وقال غوبلز "إنها كانت تقرأ بشكل جيد يعبر عن النضج" وقال غيره، "كانت سعيدة ومرحة"، وفي صورها تبدو ميالة إلى المرح، سعيدة لتختار الوضعية التي سيتم تصويرها. وكانت أيضا غير ميّالة للسياسة.بدءاً، قالت إنها ستجعل هتلر يتزوج بها، مع المظاهر التي دلّت واضحة - من أم كل شيء سار حسبما أراد- وتضاءلت آمالها الى مجرد ساعتين تمضيها معه قبل منتصف الليل. ولم يظهر الاثنان معا قط. وكما قالت مرة، "انه مشغول جدا والحب لا يوجد في أجندته"، لكنه كان يرسل إليها باقة ورد في عيد ميلادها. ومرة أرادت رؤيته، فوقفت مع الجموع في الشارع لتقي نظرة عليه.كان هتلر متزوجا من الرايخ، قال ذلك مرة محاولا التشبّه بالمسيح، ولا وقت له للحياة، وكلنه كان يحمل صورتها في محفظته.كان نائياً وهي مع الأيام ازدادت نكدا ومشاكسة. وحاولت الانتحار مرة، وأدرك عندئذ انه ملتزم برعايتها. (كما انه حاول أن يتجنب الفضيحة، في الشرفة ويتناولان العشاء في الـ 7، يتبعه مشاهدة فيلم اختارته ايفا، وعندما أصبحت مكانتها في "البلاط" أكثر متانة، حاولت الظهور بمظهر المرأة المسيطرة، تقاطع الاجتماعات لدعوته إلى تناول الطعام، أو تقاطع حديثه في موضوعات تهمه "فاجز مثلا" بسؤاله عن الوقت، ويستجيب لها مع التربيت على يدها.ومن الصعب اليوم وصف حياة ايفابراون إلا بمأساة، قد لا يثير التعاطف معها إلا القليل. ويتساءل المرء، هل كانت براون ستكون اسعد إن كانت قد عملت في مكان ما وحققت الهدف الذي كانت تصبو إليه.الحب اعمي، كما يقال. وفي حالة ايفابراون يعتبر جهلا إراديا، ورومانسية طغت على المنطق.وفي الأسابيع الأخيرة من الحرب انفطر الجمع في بيرغوف وانتقلت المجموعة إلى موقع محصن تحت الأرض، في برلين: 2.150 قدم مربع، 15 غرفة متواضعة ورطبة، وكشفت براون هناك عن دورها كمضيفة، "سعيدة جدا أن أكون الى جواره وخاصة الآن".وكانت ايفا براون في تلك المرحلة قادرة على الهرب، ولكنها على العكس ألحت أن تموت معه. وفي ذلك العام بلغت الـ 33 من العمر، وفي رسائلها للصديقات، كانت قد تقبّلت قدرها، فمكانة في التاريخ بجوار الدكتاتور المعزول الذي سيصبح رمزا للشر، ستكون النتيجة الأفضل التي بإمكانها تخيلها. وقد تزوجها هتلر هناك وبعد انتهاء المراسم الخاصة، احتفلوا باحتساء الشمبانيا.فقد سمّما كلبهما أولاً، لمعرفة مدى تأثير اقراص السم فيه. وفي ذلك الوقت كان الهاتف قد تعطل والجيش السوفيتي قد وصل الرييتاغ، تناول هتلر السم وأطلق النار على نفسه، في الصدغ، اختارت براون سم "السيانيد" بدلا من الطلقة لأنها ودت أن تكون جثة جميلة، صبّ البنزين على جثتيهما بكثافة وأحرقتا ودفنتا أخيرا في فوهة أحدثتها قنبلة في الحديقة. عن الغارديان
ايفا براون وهتلر وحب غريب
نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 06:17 م