TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :المسؤولية التاريخية!

كردستانيات :المسؤولية التاريخية!

نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 07:30 م

 وديع غزوان مع تقديري الكبير للمضحين الصادقين ممن قدموا وما زالوا الكثير من التضحيات من اجل عراق جديد ابتعدنا كثيراً عن مساره ، فان ثقتنا اهتزت بعدد غير قليل من الأطراف السياسية ، بل والأسوأ من ذلك أن صار البعض منا نحن البسطاء من المواطنين لم نعد نميز بين خطابات البعض منهم وما كنا نسمعه أيام زمان من الحرص على كرامة العراقي وإعلاء شأنه وحقه في التمتع بثرواته ..
 الكل بدون استثناء يتحدث عن المسؤولية التاريخية في قيادة البلاد إلى بر الأمان والمرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها العراق و غيرها من الجمل والكلمات الرنانة التي حفظناها عن ظهر قلب من كثرة تكرارها . أمس كنت أشاهد برنامجاً من إحدى الفضائيات ضيفت فيه ثلاث شخصيات من كتل مختلفة وأستاذ جامعي متابع للشأن السياسي ، وكانت محاور البرنامج تتركز بشأن تداعيات انسحاب القائمة العراقية من البرلمان وإعلان ديالى إقليماً وما تبع ذلك من سلوكيات  والموقف العراقي من أحداث سوريا  . وكالمعتاد فان كل شخصية كانت تدافع بحماسة عن وجهة نظر الكتلة التي تمثلها وتبرر مواقفها ، عدا ذلك الأستاذ الذي اختتم البرنامج بكلمة قال فيها كنت أتمنى كعراقي أن أجد أحدا من سياسيي ما بعد 2003 هنا أو في أي مناسبة ينتقد حزبه أو كتلته ، وتأسف أن الأطراف السياسية تعمل بهذه العقلية الغائب عنها شيء اسمه النقد الذاتي كما كنا نسمع سابقاً في أدبيات العمل السياسي . لم يشدني من برنامج الفضائية أكثر من هذه الكلمات  التي لا أبالغ إذا قلت أنها كانت لسان حال كل عراقي  . فالملايين سئمت لعبة التلاعب بالمشاعر والاستهانة بالحقوق التي تمارسها النخب دون حياء منذ تسع سنوات غير آبهة بالمعاناة والمآسي ، بل تجاوز البعض الحدود واخذ يتصرف بحدود مسؤولياته بشكل اقرب ما يكون إلى تقاليد العشيرة أو الأسر الحاكمة ، وهذا لايؤسس إلى بناء دولة مدنية صحيحة . كان يمكن أن يتحقق الكثير للعراقيين منذ 2003 حتى الآن لولا عبث سياسيين بمقدرات ومصالح العراق وشعبه ، حتى صار الواحد منا لايملك إلا الضحك على البعض ممن حسبوا على خانة السياسة وهم لايجيدون ابسط لعبها ، فوضعوا أنفسهم بموضع السخرية من كثر ما كذبوا وسطروا من انجازات يكذبها الواقع . ليس  هيناً على الواحد منا أن يرى هذا الوضع المزري ونحاول قدر الإمكان أن نتشبث بشيء من الأمل ونجد لأنفسنا الأعذار ، لكننا في كل مرة نصطدم بمسؤول يحدثنا عن "المسؤولية التاريخية " فلا نملك إلا أن نبحث مع أنفسنا في ما تحقق فلا نجد غير ملفات ضخمة من الفساد السياسي والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي ، ملفات أجهزت على بداية مشروع جديد لعراق ينتصر فيه السياسيون له ولأبنائه.. لكنها إغراءات السلطة التي تستباح بها المبادئ وتعلو المصالح والمطامع  على كل شيء ،عندها يقرأ كل واحد منا السلام على الديمقراطية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram