□ بغداد/ المدىبالعكس مما أعلن رسميا في واشنطن وبغداد، لا يبدو أن القوات الأميركية قد انسحبت نهائيا من البلاد، فثمة معلومات لمصادر برلمانية تؤكد بقاء قوات أميركية في بعض مناطق الجنوب. وأعلن يوم الأحد في العاصمتين الأميركية والعراقية مغادرة آخر جندي أميركي الأراضي العراقية،
بعد أن تسلّمت الحكومة العراقية من القوات الأميركية يوم الجمعة الماضي في مراسيم خاصة قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية والتي اعتبرت حينها آخر قاعدة بيد الأميركان.وأكد نائب رئيس اللجنة الأمنية النيابية في تصريح لمراسل (المدى) في مجلس النواب، أن معلومات دقيقة حصل عليها تؤكد تواجد قوة من الجيش الأميركي في قاعدة (أبو عبيدة) في محافظة واسط.وقال اسكندر وتوت، في تصريحات صحفية أمس، انه "هنالك عدد من القوات الأميركية من صنف الخدمات الإدارية متواجدة في قاعدة ابو عبيدة العسكرية لغاية الآن ولم ينسحبوا مع انسحاب القوات من البلد".وأضاف وتوت، أن "المعلومات التي وصلت لنا تشير إلى أن آخر جندي أميركي قد انسحب من الحدود العراقية ولم يتبق أي منهم داخل العراق، لكننا نعتقد بوجود بعضهم في قاعدة أبوعبيدة". وتواصل القوات الأميركية منذ أيام تسليم آخر القواعد التي بقيت بيدها إلى الجانب العراقي قبل أسبوع ونصف من الموعد النهائي لانسحابها الكامل من العراق، وكان قد أعلن الخميس الماضي في قاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي، انتهاء الحرب الأميركية في العراق، بإنزال العلم الأميركي من القاعدة التي تعد آخر القواعد الأميركية في بغداد، ورفع العلم العراقي إيذانا باستكمال الانسحاب رسميا من العراق وفقا لاتفاقية الانسحاب الموقعة بين البلدين نهاية 2008.ورأى وتوت ضرورة إيجاد خطط بديلة عما كانت عليه قبل الانسحاب الأميركي، فضلا عن استبدال بعض القيادات الأمنية التي أثبتت فشلها في المرحلة الماضية نظرا للخروق الأمنية التي حصلت.تصريحات وتوت جاءت متعاكسة مع ما أفادت به وزارة الداخلية التي استبعدت استحداث خطة أمنية جديدة للعاصمة بغداد أو بقية المحافظات بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام الجاري. وذكر مسؤولون في الوزارة انه "لا توجد نية لاستحداث خطة أمنية جديدة، بل سيصار إلى تطوير وتحديث الخطة الموضوعة حالياًَ، مشيرين إلى أن الوزارة ستقوم بتفعيل الدور الاستخباري، والتركيز على الحدود مع دول الجوار، وتأهيل القوات الأمنية بكل صنوفها"، وأعربت عن ثقتها بالأجهزة الأمنية وقدرتها على حفظ الأمن بعد الانسحاب الأميركي، مستبعدة إمكانية تردي الوضع الأمني بعد الانسحاب.بالمقابل فأن التيار الصدري الذي يملك جناحا عسكريا باسم (لواء اليوم الموعود) استهدف من خلاله الوجود الأميركي طيلة الفترة الماضية، استغرب المعلومات التي تتحدث عن وجود للقوات الأجنبية، غير انه تريّث في اتخاذ قرار تجاه هذا التواجد إلى ما بعد انتهاء الاتفاقية الأمنية مطلع العام المقبل.وقال النائب عن التيار، وعضو الهيئة السياسية، رافع عبد الجبار في تصريح خص به (المدى)، أمس "لا املك معلومات عن وجود أميركي في العراق لأننا نعاين ما ستؤول إليه الأمور بعد نهاية العام الحالي، وحتى إذا كانت المعلومات صحيحة والتي تدلل على كذب الأميركان بأنهم رحلوا في تلك الأيام فلن يكون لنا رد عليهم إلى ما بعد انتهاء الاتفاقية الأمنية التي أبرمت مع الجانب الأميركي".وتابع عبد الجبار "إذا ما استمر الوجود فسيكون لنا موقف تجاه الأميركان من جهة والحكومة العراقية من جهة أخرى"، رافضا التعليق عن نوعية استعدادات لواء اليوم الموعود لاحتمال تواجد بعض القوات الأميركية، وقال "لست مخولا بالجانب العسكري لكني أقول إن غدا لناظره قريب ولا يفصلنا عن موعد الانسحاب الكامل سوى أيام قليلة بعدها سيكون لكل حادث حديث وجميع الخيارات ستكون مفتوحة أمامنا".
(المدى) تحصل على معلومات بوجود أميركي في قاعدة أبوعبيدة

نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 09:10 م









