عدنان حسينهذه المرة جانبت شركة "ميرسر" للاستشارات الصواب باعتبارها أن الموظفين والعاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة يحظون بأكبر عدد من الإجازات المدفوعة مقارنة بنظرائهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهملة العراق إهمالا تاماً، فنحن العراقيين أصحاب الحظوة الأكبر على هذا الصعيد ليس فقط في منطقتنا وإنما على صعيد العالم كله.
ففي آخر دراسة لها وجدت "ميرسر" أن المؤسسات الإماراتية تمنح موظفيها وعمالها إجازات سنوية يصل متوسطها إلى 22 يوم عمل، ما يجعل الدولة الخليجية في الطليعة في هذا الميدان. وأظهرت الدراسة المنشورة على الموقع الإلكتروني للشركة أن الأميركيين الشماليين أكثر كدحاً من نظرائهم الجنوبيين، بينما يعمل الآسيويون بدوام أطول من الأوروبيين.وقالت دراسة "ميرسر" إن الموظفين في أوروبا الغربية يتمتعون بأكبر قدر من الإجازات المدفوعة في العالم، فالبريطانيون لديهم 28 يوم عطلة مدفوعة الأجر، والهولنديون 20 يوم عطلة وبقية الأوربيين 25 يوم. وفي الولايات المتحدة يبلغ المعدل نحو 21 يوماً. أما في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا فتعدّ الإمارات الأكثر سخاء في العطلات لمنحها الموظفين إجازة مدفوعة يبلغ متوسطها 22 يوما، يليها المغرب (18 يوما)، ولبنان (15 يوما). الدراسة لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى العراق ، والأرجح إن هذا يعود إلى أن أجهزة الكومبيوتر التي يستعملها موظفو الشركة في إجراء الدراسات والاستطلاعات الميدانية قد تشوشت كثيراً واستعصى عليها أمر حساب العطلات في العراق. لا تستبعدوا هذا، فبلادنا لا تشبه أي بلاد أخرى في أشياء كثيرة للغاية ومنها الإجازات مدفوعة الأجر.. هل بوسع أحد أن يحدد بالضبط كم عدد هذه الإجازات سنويا؟ لا أظن أن اثنين سيتفقان على عدد محدد. فلدينا الإجازة السنوية المعهودة للموظفين والعمال التي أمدها شهر واحد، وهناك الإجازات بالمناسبات الدينية والوطنية. المناسبات الدينية كثيرة وغير قابلة للحصر، وغالبا ما يجري مدّ بعض هذه الإجازات بصورة اعتباطية، فإذا تصادف مثلاً موعد عيد الفطر أو عيد الأضحى يوم الاثنين من الأسبوع فأن الكثير من الموظفين والعمال يمنحون أنفسهم تلقائيا عطلة يوم الأحد السابق ويوم الخميس اللاحق لتصبح العطلة أسبوعا كاملاً بدلاً من ثلاثة أيام (الفطر) أو أربعة (الأضحى).. وهلم جرا.نتمنى على شركة "ميرسر" أن تعيد النظر في حساباتها ودراساتها واستطلاعاتها لكي تعيد الحق إلى نصابه والفضل إلى أصحابه بالإعلان إن العراقيين هم الأكثر حظوة بين شعوب العالم قاطبة لدى دولتهم وحكومتهم على صعيد العطلات مدفوعة الأجر، فأيامنا كلها تقريبا عطلات مدفوعة الأجر.
شناشيل: دفاعاً عن حقّنا المبخوس!
نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 09:11 م