باسم عبد الحميد حمّوديالعدد الجديد من ( قضايا أسلامية معاصرة )45- 46 يكشف عن الكثير وهو يقدم الباقة الثالثة من موضوعات رهانات الدين والحداثة,فرئيس تحريرها الأستاذ الدكتور عبد الجبار الرفاعي يضع افتتاحية تحت عنوان ( الإشكاليات الراهنة للتفكير الديني ) أوضح فيها نشأة المجلة مطلع عام 1997 خارج العراق لخدمة الفكر الديني في ظل المناهج الحديثة وهي ( تنشد الاستيعاب النقدي للتراث والمعارف الحديثة وتحسب أن المصالحة مع التاريخ والجغرافية يكفلها وعي الماضي والحاضر)
ويكشف د. الرفاعي أن مجلته لايحتويها مبنى ولا تملك ميزانية ولا أوقافاً لكنها تملك تلك الحيوية الخاصة بالفكر وتفيد من إمكانات الشبكة الالكترونية وتكنولوجيا الاتصال لتحقيق مجموعة من اللقاءات مع الكتاب الذين يتعاونون معها. تدرس المجلة الدين والمقدس وتجد أن حضور المقدس وتمثلاته وتعبيراته وآثاره الحياتية ظاهرة انثرولوبولوجية منذ فجر التاريخ وفي المجتمعات كافة وتجد أن المقدس مستمر متواصل ابدي لكنه ليس ساكنا أو ثابتا بل هو متحرك ومتغيّر ( وعادة ما يتعرض المقدس للتلاعب من قبل البشر ويجري توظيفه في المعارك ويستخدم كقناع أو ذريعة في الصراع الاجتماعي) ومع احترام الكاتب للمؤسسة الدينية يجد أن ما تشهده المؤسسة من تطورات تكون بطيئة عادة ذلك أن التغيير لا يمكن أن يكون ألا عبر أنساقه التاريخية التي غالبا ما تكون كثيفة (لا تسمح بالعبور من مرحلة إلى أخرى بسهولة).يضيف الكاتب أن تحديث المؤسسة الدينية يعني تحديث التفكير الديني ويتطلب رافدين هما : 1-دراسة وفهم واستيعاب الموروث الديني والاهتمام بالموروث العقلي في المنطق والفلسفة وعلم الكلام والميراث الرمزي وتحديث الأساليب التدريسية.2- الاطلاع على العلوم الإنسانية الحديثة ودراستها. ويستمر الباحث في سرد تاريخية التحديث في المؤسسة الدينية وحركات الإصلاح الديني واهتمامها بالتحديث مع الإقرار بعجز منجز معرفي خارج الحوزة من اختراقها، ثم الانطلاق لشرح عوائق التحديث، مع الإشارة إلى قوى التحديث في الفكر الديني التي تساعد على الوقوف ضد قوى الانغلاق وقوى الوقوف السلبي من الدين كعطاء روحاني.
الفكر مبنى واليراع نافذته
نشر في: 20 ديسمبر, 2011: 06:28 م