عادل العاملجعلت الموسيقى الحيوية، والرقص، والتكييفات المتألقة لمسرحيات شكسبير، من مهرجان أدنبرة العالمي حدثاً يتّسم بالقوة و النشاط. أما بالنسبة لمحبي شكسبير، فإن مهرجان أدنبرة العالمي اشتمل على وفرة من أعمال الشاعر الانكليزي وهو ما يسهّل الاختيار منها.
وقد عزّز مهرجان (الشرق يقابل الغرب) الرئيس شعبية مسرحيات شكسبير على امتداد العالم في الوقت الذي أبرز فيه المهرجان الثانوي أيضاً مسرحياتٍ كثيرة تعالج حياته وأعماله.فمن كوريا جاء نصّ لامع مكيَّف عن "العاصفة"، ومن الصين، تكييف أوبرالي لمسرحية "هاملت"، ثم كان هناك "الملك لير" من تايوان. وكانت "العاصفة"، التي قدمتها فرقة موكوها بإخراج تي ــ سَك أوه Tae- Suk Oh ، إنتاجاً مصبوباً بقدرٍ كبير من الإبداع ومشرباً بثقافة وأحاسيس البلد، مع هذا أبحرت بنعومة مع رياح القصة ــ قصة عاصفة تكتسح مرتكبي الخطأ نحو الجزيرة الوحيدة التي أُرغم البطل الملكي وكاهنة الشابة على اللجوء إليها، قبل أعوامٍ كثيرة.فيُصبح كتاب بروسبيرو للسحر هنا مروحة سحرية، وكاليبان وحشاً برأسين والروح أريَل، كاهنة شامانية مصنوعة من القش، ترأس جماعة من الأرواح النشيطة. (والشامانية في الأصل الكاهنة التي تستخدم السحر لمعالجة المرضى والكشف عن المخفي والسيطرة على الأحداث).وقد أُعدت أحداث المسرحية وفقاً للتكييف،في كوريا القرن الخامس، فتداخلت الموسيقى، والتاريخ، والفوكلور الكوري هنا بشكلٍ متجانس مع العناصر السحرية في "العاصفة" الشكسبيرية إلى حد أن التجربة أذهلت جمهور الحاضرين.فالتكييف الكوري لمسرحية شكسبير بشكلٍ قوي. أما " انتقام الأمير زي دان "، المكيَّفة من ترجمة زو شينغ ــ هاو الصينية لمسرحية "هاملت"، فكانت مفعمة باللون، والغناء، والمشهد.وجعلت الواحد يعتقد أن "هاملت" كان يمكن أن تكون صينيةً حقاً! فالأزياء المطرَّزة المهيبة تتوهج بالتنانين والأشياء الغريبة، ومعها بعض البهلوانيات المذهلة، والموسيقى الأوبرالية، حيث الأصوات الأنثوية رقيقة وحزينة والذكرية جازمة وقوية، وتشكل جميعاً جزءاً من التسلية المقترنة بالفائدة. وقد قدمت هذا الإنتاج فرقة أوبرا بيكين شنغاي المعروفة أيضاً بـ " جنجو "، وهي فرقة أوبرا "مصممة لأن تشاهدها وتسمعها حشود كبيرة في خلفيات مقامة في الهواء الطلق تضيئها في الغالب مصابيح زيتية فقط".■ عن/ The Hindu
مسرح عالمي.. الشرق يقابل الغرب عند شكسبير
نشر في: 20 ديسمبر, 2011: 06:31 م