هاشم العقابيلا اريد ان اذهب بعيدا واقول أن تهديد المالكي بالاستقالة، جاء استجابة لما كتبته في عمود الامس. والسبب هو انني لم الحظ منه ولا من مقربيه ولا حتى من معارضيه من كلف نفسه واستجاب أو ناقش ما نكتبه. ولذلك فقد اكثرت من الاستشهاد بقفلة لموال عراقي تقول: "يا طابخ الفاس ترجه من الحديدة مرك". اعتقد انها الصدفة التي جعلت ما قرره المالكي يأتي بعد الذي كتبته عن وجوب استقالته ان كان حقا مقتنعا بأن نائبه "ارهابي". مع هذا اقول له "انعم الله". ولرب صدفة خير من الف ميعاد.
لا انوي اليوم الدخول بما يفكر به المالكي ولا المطلك. لكني سأقف عند "سكتة" الأخير ازاء اتهامه باخطر تهمة، وكذلك عند "صيغة" التهديد بالاستقالة كما نسبت للمالكي. فالسكوت لغة. وقد قيل عنه مرة بانه من عدم الرضا. كما قال البعض انه الرضا بعينه. حتى مباشرتي بكتابة هذه السطور لم اسمع ردة فعل من المطلك. رغم ان "الشغلة" و"صلت للصدك". خاصة وان تهديد المالكي هو تحد واضح. وكل متهم ليس أمامه غير أن يتخذ واحدا من قرارين لا ثالث لهما: أما الاعتراف أو النفي. والنفي يكون ابلغ لو ان المطلك يعلن أنه لو ثبت ما اتهمه به المالكي فسيستقيل طواعية ويسلم نفسه للعدالة بنفسه. وان لم يكن كذلك فعليه احالة المالكي للقضاء بتهمة الإبلاغ الكاذب. اننا، وبصراحة، نحتاج لمثل هكذا سلوك حتى لا تصبح تهمة الارهاب كتهمة البعث اللتين ما ان يختلف معك "صاحبك" حتى يلوح بإحداهما أو بكلتيهما معا. انهما يذكراني بشطر من الدارمي قالته احدى النساء العراقيات : "مثل أم نغل وياي إس لا أطلعه".أما عن تهديد المالكي بالاستقالة، فبرأيي قد اتى بمحله، ولكن ..! اقول بمحله لان مجلس النواب ان لم يسحب الثقة عن المطلك فمعناه انه لم يصدق بما الصقه به المالكي. وكتحصيل حاصل يصبح قرار عدم سحب الثقة معناه عدم الثقة بالمالكي نفسه. أما "لكن" فهي تخص الطريقة أو لغة التهديد. وارجو هنا ان يتسع صدر المالكي ومقربيه وحتى المعجبين به، لاذكرهم بان المالكي لم يُتَّهم بالتسلطية والدكتاتورية من قبل المطلك فقط، انما اتهمه بها كثيرون، من بينهم على سبيل المثال وليس الحصر، كل من السيد مقتدى الصدر والشيخ صباح الساعدي. وهنا كنت اتمنى عليه ان يضع الحديث القائل "رحم الله امرأ جب الغيبة عن نفسه"، في باله، قبل ان يهدد مجلس النواب على قاعدة "لو العب لو أخرب الملعب". كان الاصح هو ان يقول لمجلس النواب: ها انا قد ثبت لي ان نائبي غير كفوء وارهابي، فاسحبوا الثقة عنه، والا فاسحبوها عني واني مغادر موقعي. وهذا ما يميز الحاكم الديمقراطي عن الدكتاتور.
سلاما ياعراق : هكذا هكذا .. وإلا فلا لا
نشر في: 20 ديسمبر, 2011: 08:02 م