إحسان شمران الياسري كنت في ريف النعمانية قبل اسبوع.. وقد تناولنا الغداء في بيت جاهز (كرفان). كان البيت يتكون من غرفتين وحمام. وكانت ابعاده مترين ونصف المتر في تسعة أمتار، يعني ان المسافة الكلية بحدود (23) متراً مربعاً. كان البيت جديد وقد بلغت كلفته (5) ملايين دينار ونحو نصف مليون دينار لايصاله من بغداد. وتبين ان كلفة (الكرفان) بأبعاد (5) أمتار في (12) متراً تبلغ نحو (8) ملايين دينار.
وقد تخيلت حجم النقص في الوحدات السكنية التي تعانيها بلادنا، والارقام التي تقدمها هيئة الاستثمار والشركات التي تتباحث معها عن كلف الوحدات السكنية. لقد بلغت تلك الكلفة في حسابات تلك الجهات اكثر من عشرة اضعاف تلك التي تتكلفها الكرفانات، وليت شيئاً قد حصل، وتسلم الفقراء والمساكين مساكنهم.ولأني مع القراء الاعزاء نعرف معنى ان يكون الشخص يسكن سكناً مؤجراً، فلا اتردد من الجزم بأن هذا الكرفان، او عقاراً بهذا الحجم يكفي لسدّ حاجة أسرة مكونة من اربعة أو خمسة افراد، وأجزم بان العديد من المعامل والشركات الوطنية تستطيع تجهيز أي مستثمر او مؤسسة حكومية بألوف الوحدات السكنية من هذه الشاكلة لبناء قرى من الكرفات تؤمن فيها الخدمات والبنى التحتية خصوصاً الخدمات الصحية والصرف الصحي ثم الكهرباء.وبأمكان المستفيد أن يضيف لاحقاً على المتبقي من قطعة الارض ما يشاء من بناء بالطابوق والاسمنت. ان هذه الفكرة تحل على المدى القصير وحتى المتوسط جزءاً كبيراً من مشكلة الاسكان. ثم على المدى الطويل ننتظر هيئة الاستثمار ومشاريعها في بسماية وغيرها.
على هامش الصراحة :مساكن المساكين
نشر في: 20 ديسمبر, 2011: 10:47 م