اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > لماذا تُرَوَّج الأفلام الرديئة؟

لماذا تُرَوَّج الأفلام الرديئة؟

نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 06:41 م

ترجمة: عباس المفرجي مارك كيرمود هو رجل ذو أصول سينمائية على نحو ملائم : اسمه ، ومظهره ، ومكانه في الحياة الثقافية هي بوضوح نتيجة تجربة فاشلة لمسألة نقل كانت فيها جينات فرانك كيرمود ومارك لامار مقرونة من غير قصد . هنا هو ناقد واسع المعرفة مع تقدير سليم للرديء ، ومحافظ محب للشريط السينمائي ويفضل على نحو صريح "على آخر نفس" ، ورجل يبدي بتباه شعره المسرّح والمصفوف عاليا وإلى الخلف ، ومع هذا فهو يتماثل مع طيف ملغد لريتشارد نيكسون .
 كتابه هذا هو كتاب أزمة منتصف العمر . لو كان ناقدا سينمائيا لربع قرن ( و (( الأكثر ثقة )) في بريطانيا حسب استطلاع يوغوف عام 2010) ما الفائدة من وجوده عندما يحقق فيلم ( الجنس والمدينة 2 ) نجاحا ساحقا؟أسلوب كيرمود مفرط في الثرثرة . كثيرا ما يردد عبارات مثل : (( اسمع ... )) أو (( هل تريد سماع حجتي ؟ سأخبرك على كل حال . إنها شيء من هذا القبيل ... ))  كما أنه يتحدث على نحو غير مترابط إلى حد الملل : تنويه بزاك ايفرون يحّث على استطراد نزق عن مارلون براندو ، الذي ينطوي على قوسين حول (( المخرج الجنوب إفريقي المولد ريتشارد ستانلي )) ، ثم نادرة من ديفيد ثيوليس ، قبل أن يعود إلى ايفرون ، وقبل أن ينطلق ثانية مثل مافريك بعد أن يحدث ضجة داوية بعجلتي طائرته على سطح الباخرة قبل الذهاب للحاق بكوغار في المشهد الافتتاحي من (توب غن ) . كان على محرر الكتاب أن يبصم على كل هذا الهراء . حين تنتهي من الكتاب ، سترى أن لدى كيرمود معرفة غير طبيعية ، وحماسة رهيبة متفردة ، وجهازا كبيرا للكشف عن الهراء وبعض الأمور من المثير للاهتمام جدا قولها . ليست كل تلك الأشياء متفائلة ، إنه يلقي نظرة شاملة على منظر السينما السائدة، فيرى أرضا قاحلة مشتركة كريهة ، تدفع فيها أنت ثمن بطاقة بمقدار عشرين باوناً لمتابعة فيلم رديء ، مصنوع بكلفة عالية ، في مكان للوجبات السريعة ثمنها فاحش .شكواه الأساسية هي هذه : إذا كان من المستحيل تقريبا للأفلام القنابل ، التي نجومها من القائمة الأولى من المشاهير ، خسارة نقود { ويشرح ذلك مع إشارة خاصة إلى أفلام (واترلاند ) ، ( كليوباترا ) ، و ( بوابة الفردوس ) } ، لماذا إذن تكون نفاية ؟ هل هو أمر عسير أن تُعطى سيناريو محترما ، وممثلين ملائمين ، وهلّم جرّا؟أفلام الحدث تلك التي تكون حذرة في إهانة ذكاء جمهورها هي ، كما يقول ، شائعة كاذبة : أفلام الحدث هي فقط للأشخاص الذين يقدرون على تحمّل المجازفة . لو أردت حقا أن تخسر نقودا ، فاصنع فيلما مُموَّلا بشكل مستقل ، وفيلما للآرت هاوز [ دور السينما التي تعرض أفلام الفن فقط ] متوسط الثقافة.لجعل دعواي واضحة ، سوف لا تكون لي النظرة الفوقية التي لكيرمود . أنا لم أشاهد فيلما لمايكل باي لم يعجبني ، رغم أني أعترف بأنني لم أشاهد ( بيرل هاربور ) ، إذ كنت حذرا من مشاهد الفيلم الإعلانية وملصقاته ، وكل النقد الذي كُتب عنه .أنني حتى أُعجبت بفيلم " ترانسفورمرس " . وبرغم أن لكيرمود فكرة قد نقود إلى اكتشاف مهم ، فما كان من الممكن لفيلم " ترانسفورمرس " أن يكون أفضل . يطرح كيرمود نقطة مثيرة للانتباه ، وإن تكن مضايقة قليلا ، وهي رغم انه لا يمكن للمرء الإخفاق في مشهد مسلٍّ ، فإن الفكاهة هي مخاطرة . رمي أموال كافية على مشهد انفجار هيليكوبتر خال من الفكاهة ، سيدفع الجمهور للحضور ؛ لكن كوميديا ضعيفة ربما ستفشل تماما . ذلك قد يُفصِح عن شيء من طبيعة السينما . موجة الثري دي الشائعة حاليا هي ، كما يزعم كيرمود ، شيء مفروض على الجمهور أكثر مما هي مطلوبة منه ، لذلك هي مدانة بالفشل ، كما الحال مع بُدَع الثري دي السابقة . غايتها هي الاتجاه نحو القرصنة ، لا تحسين المنتج ، وميراثها هو أوجاع الرأس ، وشاشات متسخة ، وصرخات رعب ولامبالاة استهلاكية واسعة النطاق . ويتعرض كيرمود باقتدار لأوجه القصور التقنية والفنية فيها .يظهر كيرمود ، أيضا ، عددا لا بأس به من أساطير أخرى . فصل واحد يُفتتح بتقاربات لاذعة بعناوين (( السينما البريطانية ماتت )) حول شطب مجلس الفيلم البريطاني ، بجوار عناوين متزامنة (( السينما البريطانية تولد من جديد )) حول حصاد (خطبة الملك ) لجوائز الأوسكار .كلاهما ، كما يقول ، كانا سماد حصان . جوائز الأوسكار هي فساد مؤسسي لوسائل العرض التجارية الأميركية ، والأفلام ’’ البريطانية ‘‘ التي فازت ، كانت بشكل عام بتوجيه وإنتاج مشترك مع أميركا حول أعضاء الأسرة المالكة ، ورعاية المنتج الأميركي هارفي واينستاين هي في كل حالة تقريبا كانت قضية حاسمة . أمّا مجلس الفيلم البريطاني ، الذي موّل فيلم " الحيوات الجنسية لرجال البطاطا " ، كان الأجدر به أن ينفق ماله على دعم السينمات البريطانية بدلا من ’’ السينما ‘‘ البريطانية . ما تحتاج اليه صناعة السينما ، كموطن خصب للمواهب ، هو ليس أفلام فن جادة مدعمة ، بل ثقافة مزدهرة لاستثمارات سينمائية برأسمال صغير . ثيمة كيرمود ، في كل مكان ، هي أن مشكلة المنتَج الفني ليست التمويل : إنها التوزيع .حول مسألة العلاقة بين الذيل والكلب ــ من منهما يهتز؟ هل تكون الأفلام الرديئة مفروضة على جمهور لا يريدها ، أم هي مطلوبة من قبل جمهور يحصل على الأفلام التي يستحقها ؟ ــ كيرمود يراوغ قليلا . لكن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram