TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > القمة الخليجية .. الاتحاد بدل الإصلاح

القمة الخليجية .. الاتحاد بدل الإصلاح

نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 08:08 م

حسين علي الحمدانيأبرز ما يمكن لنا أن نسجله عن القمة الخليجية التي عقدت مؤخراً أنها تجاهلت الأردن والمغرب رغم إن دول الخليج هي من طالبت بضمهما للمجلس، فهل شعرت دول الخليج العربي بأن ثمة خطأ قد حصل أم وجدت نفسها تختلف كلياً عن النظامين السياسيين في المغرب والأردن ؟ بالتأكيد هنالك فوارق كبيرة في المنظومة السياسية الحاكمة، فالأحزاب نشطة في الأردن والمغرب ،
وهنالك انتخابات تفرز حكومة بعكس دول الخليج، وبالتالي وجدت هذه الدول أن تدفع خمسة مليارات دولار تعويضا لهما أفضل من إدراجهما ضمن المنظمة السياسية والأمنية لدول المنطقة . لا يمكن لأي متابع للوضع العربي الراهن إلا أن يؤشر حالة من القلق تسود مختلف الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي التي وجدت نفسها محاطة بمنطقة يسودها الربيع الذي اقترب كثيراً من حافات الخليج إن لم يكن في طريقه لأن يورق مزيداً من الثورات فيها، خاصة إن الثورة البحرينية مستمرة وقمعها هو الآخر مستمر وسط تكتم إعلامي عربي على ذلك ، يضاف إلى هذا أوضاع الكويت الداخلية ، وأحداث القصيم والمنطقة الشرقية في السعودية ، وحملة اعتقالات في الإمارات لنشطاء شملوا مؤخرا بعفو خاص ، هذا العفو كشف أن البلد فيه حالة اضطراب ، ناهيك عن الصراع بين الإخوة والأشقاء في أكثر من دولة خليجية لعل أهمها دولة قطر وصراع العائلة الحاكمة في ما بينها ، وقبل هذا وذاك تظاهرات شعب سلطنة عُمان في بداية ربيع العرب.القمة الخليجية الأخيرة ركزت على نقطة تُفسر كل هذه المخاوف وتجعلها تظهر دفعة واحدة ، وهي انتقال دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد ، ورغم صعوبة إن لم تكن استحالة تكوين اتحاد خليجي سواء كان فيدرالياً أو كونفدراليا بسبب تباعد وجهات النظر بين حكام الخليج الذين لم يتفقوا على العملة الخليجية الموحدة فكيف يتمكنون من الاتفاق على الوحدة، إلا إذا كان المقصود من هذا الإعلان توجيه رسائل للمنطقة الإقليمية بأن هذه الدول متحدة، رغم إن هنالك قواسم مشتركة بين دول الخليج العربي وتعاونا أمنيا لكنه لا يرتقي في كل حال من الأحوال إلى أن تكون هذه الدول في طريقها لتكوين وحدة أو اتحاد حتى في المجال الاقتصادي أو حتى الموقف الإعلامي والسياسي في الكثير من دولها، خاصة ما يتعلق منها بقضايا المنطقة المحيطة بالخليج ، فنجد أن الدوحة كانت وما زالت تحاول سحب البساط من تحت أقدام السعودية في قيادة المنطقة وبلورة رؤية قطرية واضحة تخدم إلى حد كبير مصالح الغرب وإسرائيل  خاصة إن قطر تحتفظ بعلاقات مع إسرائيل تؤهلها لأن تتزعم دول الخليج بموجب هذه العلاقة التي لم تعد خافيه ولا ينكرها قادة قطر ولا يُحاسبون عليها من قبل القنوات الإعلامية التي تكيل هي الأخرى بمكيالين في نظرتها للأمور.وحقيقة الأمر فإن القمة الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي أشّرت القلق الخليجي الرسمي من أن يصل الربيع العربي لنهاياته في الخليج مما يؤدي لسقوط أنظمة هي حتى الآن تعد الأضعف أمنيا واقتصاديا وفي مقدمتها البحرين وإمكانية حدوث تغيير في طبيعة النظام السياسي في الكويت وتأثيرات ما سيحصل في اليمن ، إضافة إلى الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق الذي سيجعل من العراق دولة محورية في المنطقة وقد أثبتت الوساطة أو المبادرة العراقية في أحداث سوريا نجاح ومقبولية العراق في محيطه العربي والإقليمي وهذا ما دفع قادة مجلس التعاون الخليجي لدعم الكويت في قضية تشييد ميناء مبارك واعتبار هذا التأييد رسالة للعراق ، ناهيك  إن حلفاء دول الخليج في المنطقة العربية تساقطوا وفي مقدمتهم نظام حسني مبارك الداعم والشريك الأكبر لدول الخليج في العقود الماضية .والأهم من كل هذا وذاك الموقف الغربي – الأمريكي إزاء قضايا حقوق الإنسان التي تُخترق يومياً في الخليج العربي خاصة إن الثورة البحرينية كشفت حجم هذه الخروق التي دانتها لجنة محايدة واعترفت بهذه الانتهاكات حكومة البحرين نفسها بعد أن وجدت أن لا مفر من نكرانها.وتبقى دول الخليج تعزف على نغمة التدخل الإيراني وتحاول تصوير إيران على إنها تزعزع أمن الخليج رغم إن جل هذه الدول تحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياسية كبيرة جدا مع طهران وإن الجالية الإيرانية في الكثير من دول الخليج تشكل نسبة كبيرة جدا وتؤدي دورها في الكثير من النشاطات الاقتصادية والثقافية ، ولكن على ما يبدو أن دول الخليج وبعد أن أدركت جيداً بأن الغرب وأمريكا بالذات لم يعد قادرا أخلاقياً على دعم أنظمة تنتهك حقوق الإنسان ولا تراعي حقوق المواطنة ، شعرت دول الخليج بأن الطريق للبقاء يتمثل بالاتحاد ولا أدري لماذا لم تفكر هذه الدول بالإصلاح والانتقال الديمقراطي واحترام خيارات الشعوب ، خاصة إنها ما انفكت تدافع عن حقوق الشعب الليبي في الحرية وقادت تحالفا دوليا لإسقاط الدكتاتور القذافي ، وتقود الآن حملة كبيرة لفرض الديمقراطية في سوريا ، وقدمت مبادرة للإصلاح في اليمن ، فلماذا لم تختر دول الخليج الانتقال للإصلاح بدل الاتحاد؟ هذا السؤال لا يمكن أن نجد له إجابة في قاموس حكّام الخليج لأنهم لا يعرفون أصلا معنى الإصلاح .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram