الناصرية / حسين العامل عزا رئيس لجنة إنعاش الاهوار في مجلس محافظة ذي قار أسباب شحة المياه وانخفاض مناسيبها في مناطق الاهوار إلى تجاوز المحافظات على الحصة المائية المخصصة لها مؤكدا عدم قدرة وزارة الموارد المائية على السيطرة والحد من تلك التجاوزات التي آخذت تنعكس سلبا على مجمل الحياة في مناطق الأهوار . وأوضح المهندس حسن وريوش الأسدي للمدى : إن هنالك تجاوزات على الحصة المائية المخصصة للمحافظة من قبل المحافظات الواقعة على عمود نهري دجلة والفرات .
وأضاف: وهذا ما لم تتمكن وزارة الموارد المائية من السيطرة عليه والحد منه حتى الآن ،وأشار رئيس لجنة إنعاش الاهوار إلى انعكاس تلك التجاوزات سلبا على مجمل الحياة في مناطق الاهوار التي مازالت تواجه مخاطر شحة المياه وانخفاض مناسيبها . لافتا إلى انه على اتصال وتواصل شبه يومي مع الجهات المعنية في وزارة الموارد المائية لغرض رفد مناطق الاهوار بكميات إضافية من المياه تجنبها مخاطر الشحة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية . وتشكل مساحة مناطق أهوار الناصرية المغمورة بالمياه حاليا نحو 50% من إجمالي مساحات اهوار الناصرية قبل التجفيف والبالغة 1،048 ألف دونم . فيما يواجه التنوع البيئي والبايولوجي في مناطق الاهوار التي تعاني شحة المياه مشاكل كبيرة من أبرزها ظاهرة ركود المياه وانتشار السداد الأمنية التي أقامها النظام السابق إبان حملة تجفيف الاهوار مطلع تسعينات القرن الماضي، الأمر الذي حال دون إكمال مياه الاهوار دورتها الطبيعية وتمركزها في مناطق دون أخرى. وكان عدد من المسؤولين المحليين في مناطق أهوار الناصرية قد حذروا في وقت سابق من تداعيات انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وانعكاسها السلبي على نوعية المياه وطبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتكاثر الأحياء المائية في مناطق الاهوار. مؤكدين للمدى تأثر طبيعة الاهوار الوسطى وهور الحمار التي تشكل القسم الأكبر من مناطق اهوار الناصرية بصورة مباشرة بارتفاع وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات فكلما انخفضت مناسيب النهرين حسب ما يقولون انحسرت المياه وأصبحت مناطق الاهوار أشبه ما تكون بالمستنقعات المغلقة. مشيرين إلى تأثير ركود المياه على نوعية وحياة الأحياء المائية. ويرد المراقبون أسباب شحة المياه في عموم العراق إلى السياسة المائية التي تعتمدها دول الجوار والتي حرمت العراق من حصته المائية عبر إنشاء عدد من السدود الضخمة حيث أنشأت تركيا 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، ما يتطلب ذلك عدة سنوات لملء البحيرات الاصطناعية خلف تلك السدود، فيما أنشأت سوريا خمسة سدود ثلاثة منها شيدت في منتصف الستينات، في الوقت الذي حولت فيه إيران مسارات معظم روافد نهر دجلة التي تنبع منها والتي تناهز الـ30 رافداً، فضلا عن بناء عدة سدود منها خمسة سدود إلى نهر الكارون.
لجنة إنعاش الأهوار: تجاوز المحافظات أحد أسباب شحّة المياه

نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 08:21 م