  الموصل/ نوزت شمدينبدأت في مدينة الموصل، حملة واسعة لرفع البسطات عن الأرصفة في الأسواق والشوارع الرئيسية، وحدد نهاية الشهر الجاري، موعداً نهائيا لوجود البسطات في بعض المناطق، وأهمها منطقة باب الطوب أقدم أسواق المدينة وأكثرها زحاماً.
الإجراءات برفع البسطات بدأت عملياً قبل أشهر، غير أن المعارضة الشديدة التي جوبهت بها من قبل أصحابها، وقيامهم بتظاهرات عديدة أكبرها في منطقة السرجخانة، دفع السلطات المحلية إلى تأجيل الأمر، وأخذت تفكر بإيجاد أماكن بديلة يضمن فيها أصحاب البسطات عملهم.منطقة باب الطوب المغلقة بالبسطات بالكامل، على طول شارعه الرئيسي من السوق العصري وحتى شارع النجفي، كانت موضع قرار اتخذته قائممقامية قضاء الموصل، بنقل جميع البسطات عنها، إلى ساحة بديلة قريبة من المكان. غير أن أصحاب البسطات المتواجدين منذ سنوات في المكان، وجلهم باعة خضراوات وفواكه، رفضوا القرار وخرجوا في تظاهرة مطالبين بإبقائهم في أماكنهم. قائممقام قضاء الموصل حسين علي حاجم، قال إن خطة وضعت لإعادة تنظيم مدينة الموصل، تشترك فيها محافظة نينوى مع قائممقامية قضاء الموصل والبلدية، وذلك بعد أن أدت البسطات إلى عرقلة حركة المشاة في الأسواق، وفي أحيان أخرى المركبات أيضاً، فقرر رفعها جميعاً.وأضاف القائممقام: تمت مراعاة الجانب الإنساني، ولا سيما أن الكثير من أصحاب البسطات هم خريجو كليات، ولم يوفقوا في إيجاد وظيفة، لذا قامت بلدية الموصل بتخصيص أماكن بديلة، خصوصا باعة الخضراوات في منطقة باب الطوب وسط المدينة، خصصت لهم ساحة خاصة بعد ان تم تبليطها وتخطيطها  وتم تسقيفها، وستجري عملية قرعة بين الباعة من اجل تحديد مكان لكل منهم.  وتابع حسين علي حاجم، فوجئنا  بخروج هؤلاء في تظاهرة أمام مبنى قائممقامية القضاء مطالبين بالبقاء في شوارع باب الطوب، وهذا ما نرفضه بشكل قاطع، وسيكون على باعة الخضراوات  الانتقال إلى الساحة الجديدة التي ستفتتح في 31 من الشهر الجاري، وفي اليوم الأول من العام المقبل لن تكون هناك ولا بسطة واحدة في الشارع، وسنحاسب المخالفين بشدة.الكثير من أصحاب البسطات رفضوا قرار نقلهم من أمكنتهم الحالية، وقالوا بأنهم لايضمنون في المكان الجديد نفس العمل المتوافر لديهم في منطقة باب الطوب، بينما المسؤولون يصرون على أن وجودهم في وسط الشارع الرئيسي وغلقه ببسطاتهم طوال السنوات الفائتة، أثر على نحو كبير على معالم المدينة، وأن جهاز الشرطة سيتعامل مع البسطات هناك على أنها تجاوزات ينبغي رفعها، وإلا ستكون هناك محاسبة قانونية.البعض من أصحاب بسطات باب الطوب، انتقدوا تعامل السلطات المختصة مع الأمر، وقالوا بان قرار رفع البسطات ينبغي أن يشمل جميع مناطق مدينة الموصل دون أي استثناء، وان القائممقام بنفسه أوقف تنفيذ قرار محافظة نينوى برفع البسطات عن شارع السرجخانة التجاري وسط الموصل، وذلك بعد تظاهرة قام بها أصحاب البسطات هناك ونقلتها القنوات الفضائية.وحدث ذلك أيضا في منطقة المجموعة الثقافية في الجانب الأيسر لمدينة الموصل، إذ عادت البسطات لتفترش الأرصفة، دون أي إجراء من القائممقام كما يفعل الآن مع باب الطوب. محمد في السادسة والعشرين من عمره، يملك عربة لبيع الفواكه في منطقة باب الطوب، أكد للمدى أن القرار فيه جانب أمني أكثر من كونه يتعلق بالجانب الجمالي للمدينة، حيث يقع مكان ا لبسطات بالقرب من أحد مراكز الشر طة التي تعرضت لحوادث عديدة خلال المدة الماضية، كما أن حوادث اغتيال عديدة وقعت في المكان أو محيطه واستخدمت فيها كواتم صوت، واستهدف خلالها عناصر للشرطة.يؤكد محمد، أنه لن يتردد في ترك العمل فور حصوله على وظيفة تعيد إحياء شهادته البكالوريوس التي حصل عليها من كلية الآداب قبل خمسة أعوام، مشيراً إلى ضرورة أن تقوم الحكومة المحلية بتوفير فرص العمل، بدلاً من تقليلها، وأن هناك آلافا من الشبان مثله يعيشون هم وأسرهم على ما تدره البسطات، وقال بحزن موجها كلامه إلى قائم المقام: هل تجدنا سعداء بالعمل في العراء، متعرضين لبرد الشتاء وأمطاره، وحرارة الصيف وقساوته ؟