علاء حسن من توفرت له فرصة مشاهدة المسلسل الكارتوني المصري " بوجي وطمطم " استعاد هذه الأيام النصف الثاني من عنوانه ، واخذ يردد مفردة" طمطم "أثناء الحديث عن إمكانية السلطة القضائية في معاقبة المتهمين بارتكاب جرائم بعد ثبوت إدانتهم ، لينالوا الجزاء العادل بغض النظر عن ارتباطهم أو عملهم مع شخصيات بارزة ومسؤولين في الدولة والحكومة .
الأطراف المتصدية الآن للعملية السياسية ، اعتادت على تسوية القضايا الخلافية وهي ذنوب كبيرة ارتكبت بحق الشعب العراقي وفي مقدمتها انتهاك الدستور وحقوق الإنسان ، والأمثلة والشواهد على اعتماد "الطمطمة" كثيرة ومتعددة، تتعلق بعمليات اغتيال وقضايا فساد وهروب سجناء من المعتقلات ، وإشعال حرائق في مؤسسات الدولة وغيرها من سمات المشهد العراقي الذي أصبح ذا طابع ميلودرامي على طريقة الأفلام الهندية والمصرية ، ومبارك الست حامل ، والأب لايعلم بعلاقة ابنته ببطل الفيلم . قبل أيام وعلى ذمة موقع إلكتروني ،قرأنا خبرا يفيد بان مسؤولا في مكتب رئيس الوزراء أجرى لقاءات مع عراقيين مقيمين في العاصمة الأردنية عمان مطلع الشهر الحالي ، يقودون جماعات مسلحة في العراق ، وذكر الموقع أن فصيلا واحدا استجاب لدعوة الحكومة للمشاركة في العملية السياسية ، وأبدى استعداده لإعلان إيقاف نشاطه بعد الانسحاب الأميركي ، ونقل الموقع عن المسؤول العراقي قوله بأنه حصل على معلومات خطيرة ، تثبت ارتباط سياسيين ووزراء حاليين وأعضاء في مجلس النواب بجماعات إرهابية. بصرف النظر عن صحة ماذكره الموقع ، الحكومة وبما تمتلك من أجهزة مخابراتية واستخباراتية عن المتورطين بارتكاب جرائم مدعوة اليوم إلى تعزيز دور القضاء، لكن المشكلة هي تشكيك معظم القوى المشاركة في العملية السياسية بعدالة ونزاهة واستقلالية القضاء ، وقبل يوم من عرض اعترافات حماية الهاشمي نشر موقع إلكتروني تابع لأحد الأحزاب المتنفذة محضر التحقيق مع المتهمين ، وكانت التعليقات عليه وهي بالعشرات ، وربما اليوم تجاوزت المئات ، تعبرعن إصرار البعض على الانتقام، منطلقين من دوافع مذهبية .دعاة الوساطة لاحتواء الأزمة الراهنة وصفوا الأوضاع في البلاد ، بأنها تنذر بعواقب وخيمة ، يدفع ثمنها أبناء "الخايبة من الشيعة والسنة " ، واستنادا إلى اعتقاد النائب محمود عثمان فانه طالب باحترام القضاء ، وفصله عن السياسة ، وانتقد تداول الملفات القضائية عبر وسائل الإعلام ، لأنها باعتقاده، تسهم في تأجيج حالة الاحتقان وتعمق الأزمة العراقية .النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود أشار في تصريح له إلى دور لإحدى دول الجوار في قضية الهاشمي ، عندما قال، إن عملية الاعتقال طالت عناصر حماية نائب الرئيس تلقوا تدريبا في دولة مجاورة لم يذكرها بالاسم ، وبين تصريح عثمان والصيهود مسافة شاسعة تختصر بإمكانية تسوية الملف على طريقة السلة الواحدة لان الأطراف الحكومية اعتمدت هذا الإجراء في "طمطمة" ملفات كثيرة لضمان نجاح العملية السياسية وتحسين الأداء الحكومي .استذكار العراقيين مسلسل " بوجي وطمطم" ربما يشجع الأشقاء المصريين ، ولاسيما أنهم يعيشون أزمة أخرى، ليعيدوا إنتاجه بنسخة جديدة ، وتسويقها لشعوب المنطقة ليتعلموا الدرس الديمقراطي بشكل صحيح ، من اجل أن يشاركوا في الانتخابات التشريعية وهم على يقين بان أصواتهم لن تكون لصالح من يجيد لعبة (الطمة خريزة ) .
نص ردن: بوجي وطمطم
نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 08:25 م