تستطيع أن تستوعب أن مشروعا قد التف حوله أباطرة الفساد المالي فترك "نص – نص" وان مشروعا آخر قد أنجز بمواصفات خارج مواصفات العقود الفنية، وأن تسمع وترى وتقرأ أن مشروعا آخر كلفته أكثر من كل تخمينات الخبراء مرّ مرور الكرام على الجميع، وان آخر سرقت نصف الأموال المخصصة له وبقي معلقا في الهواء، والأمثلة كثيرة ومتنوعة ومؤلمة، كالمدارس الجاهزة وتعبيد الشوارع ومحطات الكهرباء واكساء الأرصفة وصفقات الأسلحة الى ما هنالك من بلاوي الفساد المالي التي يشيب لها الرضعان، كما يقال، وتهدر أموالها بملايين الدولارات ومليارات الدنانير على مذابح لصوص المال العام!
لكن أن يكون الفساد المالي على شاكلة "مشروع المستشفى العراقي – الألماني وكلية الطب الألمانية" فهذه قصص من قصص خيال حرامية البلاد والعباد. القصة حسب ما نشرته وكالة المسلة أن تأريخ 12-12- 2010 قد شهد في منطقة الجادرية احتفالية وضع الحجر الأساس لهذا المشروع بمباركة السيد رئيس الوزراء الذي وضع الحجر بنفسه بحضور نائب رئيس الوزراء الدكتور رافع العيساوي ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور سامي الأعرجي والقائم بأعمال جمهورية ألمانيا في بغداد ورئيس مجلس الأعمال الوطني العراقي السيد إبراهيم البغدادي والمدير التنفيذي للمشروع وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين.
في احتفالية المراسيم القى رئيس الوزراء كلمة نقتطف بعضا منها للأمانة والتوثيق. قال المالكي "تغمرنا السعادة عندما نجد مشروعا هنا ومشروعا هناك ما يدل على ان عجلة الإعمار بدأت تتحرك بالاتجاه الصحيح...و.... إذا كانت الظروف في السابق وخصوصا الجانب الأمني لا تسمح للقطاع الخاص بممارسة دوره، فاليوم ومع تحقق الأمن وتطور البلاد في مختلف الاتجاهات وفي ضوء الدستور والقوانين التي أنجزت في هذا الإطار لحماية الإستثمار وتوفير الأرضية المناسبة لنجاح هذه المهمة أصبحت الفرصة متاحة لرجالنا وكل من يريد أن يسهم في بناء البلد.. و.. الدولة مستعدة لدعم مجلس الأعمال الوطني العراقي ورجال الأعمال والشركات في كل ما تسعى إليه، ولاسيما ما يتعلق بالجانب الطبي لأن العراق لم يشهد بناء أي مستشفى أو مركز صحي منذ عام 1985، رغم الثروات التي يتمتع بها..و.. أن الدولة من جانبها بدأت والمشاريع أصبحت في طور الإنشاء وليس في طور التعاقد، وان هذا المشروع يعد صرحا لا يقتصر على تقديم العلاج فقط وإنما للتعليم أيضا "هذا اقتطاف كاف لنعرف أهمية المشروع للبلاد من وجهة نظر الرأس التنفيذي في البلاد وهي وجهة نظر صحيحة بلا منازع أو اختلاف".
شيء جميل ومبهج.. لكن البهجة والجمال والفرحة سرعان ما "تبخرت" كلّها، لان المشروع تبّخر بدوره قبل أن يضع احد حجرا فوق حجر الأساس، والمصيبة ان الأرض المخصصة للمشروع الطبي هذا تعرض بعد 22 شهرا بالكمال والتمام، بحسب تسريبات خاصة للموقع، للبيع من قبل المستثمر، بعد ان تحول عقد الأرض من ايجار الى تمليك بقدرة القادرين على تحويل الأبيض إلى أسود!!
سنقّر ونبصم بالعشرة أن المشروع ربما "لكي لا نتجنى على احد" نهبه النهابون وهربت أمواله الى الخارج.. لكننا نسأل: ان مشروعا بهذا الحجم والأهمية وبكلفة 125 مليون دولار يضع حجر أساسه رئيس الوزراء، لا يسأل عنه من قبل رئيس الوزراء نفسه أو نائبه؟ ألا يسأل احد "يا جماعة الخير وين صارت المستشفى والكلية وملايين الدولارات"!!
مجرد سؤال..
جميع التعليقات 3
طالب احمد
يسال احدهما الاخر كيف اصبحت غنيا , فقال صاحبه هل ترى تلك البنايه الشاهقه قال صاحبه لا ارى شيئا فرد عليه هي بلضبط العماره التي شيدتها
اسماء
الى متى ايها الشعب العراقي تبقى نائما والى متى تبقى محروما من ثروتك والانذال وقطاع الطرق واللذين يدعون الدين والايمان يقفون على اعناقكم فالدكتاتور الذي كان يرعبكم ذهب الى بئس المصير ، ماذا تنتظرون ثوروا على هؤلاء الجلاوزة وانتقموا لبلدكم الذي ابيح وسلبت ث
ربيع الضاهري
الله يخليج اسماء المشكله مو بالثوره المشكله بايجاد بديل وطني انا اعلم ان ارض العراق مثلما انجبت الانتهازين انجبت شرفاء ولكنهم خائفون متربصون بهم وشويه شويه مثل هيجي مشاكل تظهر فئات بالمجتمع تنادي بالعداله وصيانه حقوق الوطن واهله المقهورين تحياتي