د. معتز محي عبد الحميدهل الدردشة والأحاديث الجانبية الماجنة عبر الانترنت توجب الطلاق؟ سؤال بدا يلوح في الأفق بعد أن أصدرت إحدى المحاكم الشرعية حكما قضائيا يقضي بأن الأحاديث الماجنة في غرفة الدردشة على الانترنت كانت سببا لرفع دعوى للطلاق والتفريق بين الزوجين .
ومن هنا وفي ظل انتشار الالتباس في العلاقات بين الجنسين الذي يشهده مجتمعنا , وحفاظا على مؤسسة الزواج حذرت دراسة اجتماعية صدرت حديثا من وقوع الكثير من الأزواج في فخ ( الخيانة العاطفية ) لزوجاتهم حيث ينزلقون إلى علاقات يظنونها بريئة مع الجنس الآخر , ولكن في الواقع قد تكون المقدمة التي لاتحيد عنها للخيانة الزوجية من قبل الأزواج . وتشير الدراسة إلى أن انتشار الانترنت ووسائل الاتصالات الحديثة أتاحت مجالا للتواصل بين الجنسين , حيث يأخذون وقتا بالحديث ضمن المواقع والعناوين المعروفة للدردشة والتعارف , وطورا بعد آخر تنمو العلاقة حيث يأخذ الطرفان بتبادل أسرارهم العائلية والشخصية , والتي قد تتطور لاحقا لتصبح علاقة جنسية بالكامل بعد تجاوز مراحل التعارف . وحول درجة وعي المندمجين بعلاقة مثل هذه العلاقات .. ترى الدراسة أن الطرفين عادة ما يخادعون أنفسهم ويزعمون أن مايفعلونه هو عبارة عن تواصل ( بريء ) لايدل على شئ حقيقي , طالما أن الأمور لم تصل إلى مرحلة الممارسة الجنسية الصريحة . فإن الأمور برأيهم كانت تسير على مايرام من الطرفين . ولكن هذا غير صحيح برأي الدراسة نظرا لأن حصر الخيانة بالفعل الجسدي أمر غير صحيح .فالعلاقة الزوجية كما أكدت الدراسة تتضمن الكثير من العواطف والتواصل , وتبادل الأسرار الزوجية, والتحدث مع نساء أخريات سيشكل نوعا من انهيار الثقة بين الزوجين , حيث معنى ذلك أن هذا الزوج ببساطة يرتاح لامرأة أخرى غير زوجته . وهو الأمر الذي قطعا لن ترضى عنه الزوجة بل قد يكون الأمر أسوأ وقعاً عليها من الخيانة الزوجية نفسها , لأن الزوج ببساطة ائتمن بأسراره إلى امرأة أخرى. ولمعرفة صحة هذا الرأي تتساءل الدراسة .. هل باستطاعة الأزواج أن يسألوا أنفسهم إن كانوا قادرين على مواجهة زوجاتهم والحديث عن هذه ( العلاقة البريئة ) وعندئذ سيعرفون أنهم في كثير من الحالات عاجزون عن مثل هذا الإقرار , مما يشير إلى أنهم ينزلقون إلى الوقوع في براثن الرذيلة وبغرام سيدة أخرى . ووفقا للدراسة فإن هناك ثلاثة طرق تؤدي للوقوع بهذا الفخ .. الأول هو التغزل بنساء أخريات. وهذا هو أول الشرر, أما الطريق الثاني هو عندما يقوم الزوج بالاتصال بحبيبات سابقات حيث أن هذا ببساطة قد يكون محاولة لإشعال النار بعلاقة سابقة على حساب زوجته الحالية . أما الطريق الثالث هو معاشرة أناس من النوع ( الخائن عاطفيا ) حيث من شأن هؤلاء أن يقنعوا الزوج بأن ما يفعله هو أمر عادي ولا ضير فيه . وعلاجا للخيانة الزوجية من قبل الأزواج أكدت الدراسة على الزوج الخائن عاطفيا أن يواجه نفسه بصورة عقلانية ويبحث عن مواقع الخلل في علاقته الزوجية ، وذلك لكي يستدل عن السبب الرئيسي الذي دعاه للتواصل مع امرأة أخرى . وان يكاشف ويحاور زوجته في محاولة للعثور عن سبب الملل والرتابة التي بدأت تلوّن حياتهما .
تحت المجهر: وسائل الاتصال الحديثة والخيانة الزوجية
نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 05:31 م