بغداد/ المدى والوكالاتقلل العراق مجددا من المخاوف التي نشأت عقب الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، مذكرا بالفترة التي كانت فيه الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن على مناضد النقاش بين مسؤولي الدولتين.وأكدت وزارة الدفاع أن أي قرار بسحب خمسين ألف جندي أميركي بحلول الصيف المقبل «لن يؤثر على مهام قواتنا وخططها في حماية أمن وسلامة البلاد ضد أية تهديدات».
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء محمد العسكري في تصريح نقلته وكالة (آكي) الايطالية للأنباء إن «خطة إعادة انتشار الجيش الأمريكي تأتي في إطار اتفاقية الانسحاب المبرمة بين بغداد وواشنطن، وهي لن تؤثر على عمل القوات العسكرية العراقية وخططها كون أن الأخيرة هي التي تتولى ميدانياً منذ حوالي عام مسؤوليات حفظ الأمن بمشاركة رجال الشرطة في جميع محافظات البلاد، أما القوات الأميركية فهي متمركزة مع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في معسكراتها وفعالياتها العسكرية محدودة». وأضاف: أن «الإدارة الأميركية وعلى لسان العديد من مسؤوليها أكدت التزامها بالخطة الإستراتيجية التي وضعتها لمساعدة العراق على بناء جيشه وتجهيزه بأحدث التقنيات العسكرية والتسليحية لاستكمال جاهزيته بالشكل المطلوب حتى حلول موعد انسحاب قواتها نهاية 2011 وما يعقب هذا الموعد على المدى البعيد». وأردف «هذا الالتزام يشجعنا على بذل المزيد من الجهود لرفع قدراتنا العسكرية وشغل أي فراغ ربما يتركه هذا الانسحاب» وفق تعبيره. وكرر المسؤول العسكري تحذيرات من احتمال تصاعد أعمال العنف خلال الشهور المقبلة التي تسبق الانتخابات العامة المقررة مطلع العام القادم. وأكد «لدينا هواجس من قيام العدو بتكثيف فعالياته في المرحلة المقبلة ولأجل ذلك أعددنا خططاً احترازية وإستباقية لصد أية هجمات إرهابية تهدد أمن المدنيين، كما نشرنا قوات عسكرية على حدود العراق مع الدول المجاورة بهدف القضاء على عمليات تسلل الإرهابيين وتدفق الأسلحة» على حد قوله.وكان قائد القوات الأمريكية الجنرال في العراق راي أوديرنو قد قال: إن انسحاب قوات بلاده من العراق يتم بأسرع من المتوقع، مما يوفر بعض الموارد لعمليات أفغانستان، لكنه شكك في اعلان النصر في العراق بوقت قريب. وأضاف إنه سيتم سحب 4 آلاف جندي أمريكي إضافي بنهاية شهر تشرين الأول، وإن العدد المتبقي سينخفض إلى 120 ألف جندي. وقال الجنرال الذي كان يدلي بشهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بالكونغرس الأمريكي إن الولايات المتحدة في طريقها للوفاء بالتعهد بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق بنهاية آب عام 2010. وحث الجنرال الكونغرس على عدم حرف أنظاره عن العراق فيما تتركز الجهود على أفغانستان. وأبلغ اللجنة أن سحب القوات في منتصف تشرين الأول كان «أسرع مما كان مخططا له في الأصل». وأضاف قائد القوات الأمريكية في العراق أن الترتيبات الأمنية في محافظة الأنبار تعني أنه ليست هناك حاجة الآن لوجود كتيبتين أمريكيتين وإنما لكتيبة واحدة فقط. مشيرا الى إلى أن الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في كانون الثاني المقبل ستكون اختبارا حقيقيا للوضع الأمني في العراق، إلا أن «القوات العراقية تؤدي مهامها بكفاءة بشكل عام، تدعمها القوات الأمريكية المتمركزة هناك». وأكد أن القوات الأمنية العراقية هي التي تقود العمليات في جميع أنحاء العراق. وأشار إلى أن المعدات العسكرية التي يتم الاستغناء عنها في العراق تستخدم الآن في أفغانستان. وتابع ان ايران ما زالت تقدم دعما «كبيرا» لمسلحين في العراق لكن لعدد من الجماعات أقل ممن كانت تدعمهم من قبل. مضيفا أن قوات الامن العراقية ضبطت في الاسابيع القليلة الماضية مخزونات «كبيرة للغاية» من صواريخ ايرانية الصنع وذخيرة قادرة على اختراق المدرعات الامريكية. وقال ان المساعدات الايرانية تتواصل الي عدد قليل من الجماعات لكن الجهود كانت في نطاق أضيق مما كانت عليه في 2007 و2008 عندما كانت هجمات المسلحين أكبر. ومضى قائلا «اذا كنت تدرب اناسا.. في ايران ليعودوا الى العراق وتزودهم بالصواريخ وبأشياء أخرى.. فأنا أصف ذلك بأنه (دعم) كبير لانه لا يزال يمكن أشخاصا من شن هجمات ليس على القوات الامريكية فحسب بل ايضا على المدنيين العراقيين».وقال اوديرنو: ان الولايات المتحدة ستقلص عدد مقاتليها الى قوة انتقالية قوامها 50 ألف فرد بشرط ان يكون الوضع في ذلك الوقت «سلميا». وستتولى تلك القوة تدريب القوات العراقية وتزويدها بالعتاد وحماية فرق الاعمار والمشاريع الدولية والموظفين الدبلوماسيين. غير أن اوديرنو قال ان اعلان النصر ما زال بعيدا. واضاف قائلاً: «لست متأكدا مما اذا كنتم سترون أحدا يعلن النصر في العراق.. لانني في المقام الاول لست متأكدا أننا سنعلم ذلك خلال عشر أو خمس سنوات.» واشار اوديرنو الى ان عدد المتعاقدين الاميركيين في العراق هبط من نحو 149 ألفا في كانون الثاني إلى ما يزيد قليلا عن 115 ألفا وهو ما يوفر أكثر من441 مليون دولار. وجاء في نص الافادة ان نحو 100 قاعدة اميركية اغلقت ايضا. واضاف انه «مع
المتعددة: القوات العراقية هي من تقود العمليات الأمنية
نشر في: 2 أكتوبر, 2009: 07:38 م