اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > بين كل عطلة وعطلة.. عطلة!

بين كل عطلة وعطلة.. عطلة!

نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 05:51 م

ناجح العبيديبرلينتسعة أيام بالتمام والكمال عطّلت دوائر الدولة بمناسبة عيد الأضحى أوائل تشرين الثاني الماضي خمسة أيام منها أعلنتها الحكومة عطلة رسمية لكي يتسنى للجميع، شيعة وسنة، الإحتفال بالعيد دون حسد الآخر، وأضيفت إليها عطلتا نهاية الأسبوع ليكتمل هذا الرقم الذي يؤهل بلدنا "المرفّه" لدخول كتاب غينيس للأرقام القياسية.
ولو حدث ذلك في بلد صناعي متقدم لأعلنت عشرات الشركات إفلاسها ولفقد الآلاف وظائفهم. فليس من المعقول أن توقف الشركات في مناسبة واحدة فقط نشاطها لأسبوع ونصف وتواصل في الوقت نفسه دفع الأجور والمرتبات وغيرها من التكاليف الثابتة. وأي صحيفة  تحتجب لمدة تسعة أيام هي مهددة بأن تفقد قراءها، هذا الى جانب تكبد خسائر مالية باهظة.في العالم المتقدم يشكل وقت الفراغ والعطل الرسمية والإجازة السنوية أحد المؤشرات الهامة على رفاهية المجتمع. ولم يأت ذلك من فراغ، وإنما بعد كفاح طويل خاضته بالدرجة الأولى الحركة العمالية من أجل حصول العمال والموظفين على وقت كاف للراحة ولاستعادة نشاطهم الجسمي والعقلي. وللمقارنة فإن مواطني السويد يتمتعون سنويا بتسع عطل رسمية فقط، بينما تترواح مدتها في ألمانيا بين 10 و13 يوما بحسب الولاية، مقابل 14 يوما في إسبانيا الكاثوليكية. ومع ذلك فإن الكثير من أرباب العمل في البلدان الصناعية يشكون من كثرة العطل الرسمية والاجازات. وعندما يصادف مجيء عيد الميلاد أو أي عطلة رسمية أخرى مع عطلة نهاية الاسبوع فإن رجال الأعمال لا يخفون عادة فرحهم لأن ذلك سيعني زيادة في الايرادات والأرباح.وتشير تقديرات الخبراء الاقتصاديين الى أن توفير يوم عطلة واحد يعني زيادة النمو الاقتصادي بقرابة 0,1 نقطة مئوية. في المقابل يشعر العمال والموظفون بالأسى لذلك لأنهم سيفقدون يوما للراحة أو لتمضية وقت مفيد مع عوائلهم. وبالتأكيد فإن هذا الأسى سيتحول الى استغراب لو عرفوا ما يحدث في بلادنا.ومع أن عدد العطل الرسمية بحسب مشروع قانون العطل الرسمية الذي أعده مجلس الوزراء لا يتضمن عطلا كثيرة، إلا أن العراق يتفوق في الواقع على بقية دول العالم بكثرة المناسبات الوطنية والدينية الرسمية وغير الرسمية والتي يقدرها البعض بما يزيد عن 100 يوم في العام دون أن تثير استهجان مسؤولي عهدنا الجديد.فالقانون يحتوي على 13 عطلة رسمية في العام، فضلا عن 13 عطلة رسمية اخرى خاصة بالأقليات الدينية في العراق طبقا لتواريخ المناسبات الدينية لتلك الأقليات.لكن وكما يبدو فإن عقارب الساعة تسير في العراق بطريقة تختلف عن بقية العالم. فقد أصبح تعطيل أعمال البلاد والعباد صفة بارزة للمرحلة التي جاءت على أنقاض النظام الديكتاتوري وتحول فيها مهد الحضارات وموطن الابداع الانساني الى ما يمكن وصفه ببلاد تنابلة السلطان الذين تتحدث عنهم الحكايات القديمة.وبالتأكيد فإن هذا الوصف لا ينطبق على العمال والحرفيين وأصحاب المهن الحرة وأرباب المشاريع الصغيرة والفلاحين الذين يعملون في ظروف صعبة من أجل تدبير رزقهم، وإنما بالدرجة الأولى على الطبقة والنخبة الجديدة الحاكمة، وهي ظاهرة استفحلت بعد سقوط نظام صدام حسين البائد ولاحظها على سبيل المثال لا الحصر الحاكم المدني الأميركي بول بريمر. ففي مذكراته عن العام الذي قضاه في العراق يتحدث بريمر عن  "كسل" بعض أعضاء مجلس الحكم وعادتهم بأخذ قيلولة أثناء فترة الظهيرة بعد تناول وجبة غداء دسمة، بينما كان مساعدوه يعملون ليلا ونهارا على حد قوله.وبعد عهد بريمر القصير أصبح من الأعراف السائدة للعمل البرلماني أن يتوقف مجلس النواب عن عقد جلساته في موسم الحج لأن نوابه المؤمنين لا يفوتون فرصة لمحو ذنوبهم، أما مصالح الناخبين فتأتي في مرتبة لاحقة.وبعد عودتهم من الحج يخصص ممثلو الشعب ومسؤولون آخرون بضعة أيام لاستقبال المهنئين بالحج المبرور. وليس نادرا أن يواجه البرلمان مشكلة عدم اكتمال النصاب في جلساته لأن عددا غير قليل من النواب وبينهم زعماء بارزون يفضلون قضاء معظم الوقت في إجازة مفتوحة في عمان أو دمشق أو طهران. ومع ذلك يتسلم هؤلاء مرتبات ومكافآت ومنافع اجتماعية يحسدها عليهم أعضاء البرلمانات العريقة في العالم. بدورها اعتادت الحكومة التبرع في عيدي رمضان والأضحى بأيام عطل اضافية على الرغم من أن مدتها تعتبر طويلة أصلا بالمقارنة مع البلدان الأخرى.أما المشكلة الأكبر فتتمثل في المناسبات الدينية الكثيرة التي تستغلها الأحزاب الاسلامية بمختلف ألوانها لاستعراض عضلاتها ولتحشيد أنصارها في ظاهرة نادرة لا توجد في أي بلد في العالم.وقد بدأ ذلك مباشرة بعد سقوط النظام السابق الذي مارس قمعا وحشيا لمنع الشيعة من أداء طقوس عاشوراء وغيرها. ومن هنا كانت مشاركة الملايين في إحياء ذكرى مقتل الأمام الحسين في تلك الفترة مفهومة تماما لأنها جاءت تعبيرا عن الفرحة بنهاية هذا التمييز الطائفي المقيت.وبعد انتهاء حقبة الدكتاتورية والتغيير الجذري في النظام السياسي كان من المفترض أن تعود الأمور الى سياقها الطبيعي دون مبالغة أو تسييس في المناسبات الدينية. غير أن الواقع يشير الى عكس ذلك، إذ يلاحظ أن إحياء ذكرى مقتل الحسين وأربعينيته وغيرها من المناسبات يستغرق أياما عديدة. بل ظهرت مناسبات جديدة وبدأت مجالس المحافظ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تغيير جذري في قرعة دوري أبطال أوروبا

النقل العام في العراق.. حل مؤجل لازمة دائمة

بالصور| تشييع جثامين شهداء الحشد الشعبي الذين ارتقوا أثر القصف على شمال بابل

مع الاغلاق.. أسعار الدولار تستقر في بغداد وترتفع باربيل

النزاهـة: كـشف مخالفات بعقـد قيمته (٤,٥) مليارات دينار في كربلاء

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram