TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :غينغريتش يتحرّش بالإسلام

في الحدث :غينغريتش يتحرّش بالإسلام

نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 08:42 م

 حازم مبيضين بعد إنكاره وجود الشعب الفلسطيني, واتهامه العرب باختراع هذا الشعب, وبصفاقة يحسد عليها, وصادراً عن جهل مطبق, وامتثالاً لعنصرية بغيضة لاتليق إلا بمن هم على شاكلته, واستجداءً لأصوات المتطرفين العنصريين من الأميركيين, وعودةً إلى مفاهيم الحرب الصليبية, يطلع علينا الساعي لترشيح الحزب الجمهوري للمنافسة على رئاسة الولايات المتحدة بتصريح بغيض ومقيت, يعتبر
 فيه أن الشريعة الإسلامية خطر محيق يهدد الولايات المتحدة والعالم أجمع, وهو المعروف بتبنيه فرضية مقلقة تقوم على أن الشريعة الإسلامية تنطوي على تهديد لأميركا يضاهي في خطورته الإرهاب أو أشد, وأعرب عن قناعته هذه بصراحة في كلمته أمام معهد المشاريع الأميركي في واشنطن, صيف العام الماضي, حين قال إنه يعتقد أن الشريعة الإسلامية تمثل تهديداً قاتلاً لصمود الحرية في الولايات المتحدة والعالم, على النحو الذي يعرفه.غينغريتش هذا واحد من مجموعة من المنظرين المناوئين للشريعة الإسلامية, يعتبرون أنه مثلما شكلت الشيوعية تهديداً أيديولوجياً وأخلاقياً لأميركا, بمعزل عن خطر الصواريخ السوفياتية، فإن من يصفونهم بالمتطرفين الإسلاميين, يسعون اليوم لفرض الشريعة عبر الجهاد السري, الذي لا يقل خطورة عن الجهاد العنيف الذي يتبناه تنظيم القاعدة, وقد عبر غينغريتش عن هذه الأفكار  بقوله إن المجاهدين السريين يستخدمون أدوات سياسية وثقافية واجتماعية ودينية وفكرية, بينما يلجأ المجاهدون العنيفون للعنف, وأن كلا الصنفين من المجاهدين يسعى لفرض نفس الواقع في نهاية المطاف, بإقامة نمط متطرف من الشريعة, لتحل محل الحضارة الغربية, وهو لم يتوان عن شن هجوم عنيف على سياسة إدارة الرئيس أوباما, التي تمتنع عن وصم الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام المتشدد بأنه إرهاب إسلامي أو جهادي على حد وصفه.المؤسف أكثر أن غينغريتش ليس الوحيد بين مترشحي الحزب الجمهوري, الذي يرى في الإسلام تهديداً للحضارة الأميركية, ذلك أن كل المتنافسين الجمهوريين ينظرون بعينيه, وبالأصح بعيني اللوبي الصهيوني إلى هذه المسألة, فقد شددت ميشيل باكمان على وجوب مقاومة الشريعة الإسلامية في عموم الولايات المتحدة, ومت رومني أكد مسبقاً أنه لن يسمح بتطبيق قواعد تلك الشريعة في المحاكم الأميركية، وفي هذا ما يدل على ضيق نظرة هذا الحزب وقياداته لقضايا عالمية من هذا القبيل, وعجزهم عن فهم حراك العالم, وحشر أنفسهم في الدائرة الضيقة التي يرسمها لهم طموحهم في سكنى البيت الأبيض, وهي دائرة يرسمها لهم قادة إسرائيل, ومن يقف معهم من اليهود الأميركيين, والمقتنعين بالقضية الصهيونية من غير اليهود،مؤكداً أن المتنافسين من الجمهوريين على نيل بطاقة الترشيح للرئاسة, لايعرفون شيئاً عن الإسلام كدين تسامح قبل أن يكون دين حرب ودماء, ويجهلون أن الشريعة الإسلامية في أساسها تكفل حقوق جميع المواطنين وتحميها, بغض النظر عن الديانة التي يعتنقون, هذا من ناحية المبدأ التي يتجاهلها هواة السياسة هؤلاء, أما من حيث الواقع السياسي فإنهم أكثر جهلاً, وهم يعلنون العداء المسبق لأمة تنتشر في أربعة أرجاء الأرض, وفي وقت تتجه فيه إلى أشكال من الحكم تستند إلى هذا الشريعة السماوية, وتستمد منها القوة والحضور, ويقفزون على حقيقة أن السلام العالمي يستدعي حواراً حضارياً بين أتباع هذه الديانات, يجمع ولا يفرق, ويفضي إلى التعامل الإنساني الإيجابي بينهم, وبما يخدم أهداف البشرية في العيش بسلام بدل إثارة نعرات دينية, تخدم مصالح طرف معين دون باقي البشر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram