TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:الذنب على الضحايا!

شناشيل:الذنب على الضحايا!

نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 09:11 م

 عدنان حسين الكلّ خرج بريئاً، خالياً من كل مسؤولية عن دزينة التفجيرات المروّعة التي ضربت بغداد يوم الخميس .. الإرهابيون لم يُفصحوا عن هويتهم، والحكومة  تنصلت عن مسؤوليتها بالتنديد وبدعوة قوات الشرطة والجيش الى المزيد من الحيطة والحذر وتشديد الإجراءات الأمنية، وقيادة عمليات بغداد حمّلت ضمنياً جهات سياسية لم تسمها مسؤولية "التفجيرات السياسية" التي لم تضرب منشآت "حيوية"!.
الإرهابيون تركوا الأمر للحدس والتخمين، فهم من "القاعدة" بالنسبة للبعض، وهم بعثيون من فلول النظام السابق بالنسبة لبعض آخر، وهم من الميليشيات الطائفية، وهم عصابات مسلحة من المرتزقة المأمورين تتبع قوى سياسية متصارعة على السلطة والنفوذ والمال، بالنسبة لبعض آخر وآخر.اما الحكومة فمن الواضح انه لم ينتبها أي شعور بالذنب وأي إحساس بالتقصير .. المهم أنها ندّدت بأقوى لهجة بالجريمة البشعة ومرتكبيها  وأوصت قواتها باجراءات أمنية مشددة حتى لا تتكرر الجريمة .. وستتكرر مرات ومرات ، وتتكرر معها البيانات الحكومية المنددة والأوامر بتشديد الإجراءات ... ولا شيء آخر.قيادة عمليات بغداد كانت الأكثر ظُرفاً بين مُعلني المواقف بعد أن حصلت التفجيرات وحصدت ما حصدت من أرواح " أولاد الخايبة" وجُرح فيها من جُرح وهلع من هلع، فهي (القيادة) خرجت علينا بتصريح مفاده ان هذه التفجيرات "سياسية" وانها لم تنل من المؤسسات الحيوية! .. والتفجيرات السابقة ماذا كانت هويتها؟ اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية؟!! وهل ثمة أكثر أهمية وحيوية من البشر؟!على من تقع مسؤولية الأرواح التي أُزهقت يوم الخميس والدماء التي سالت والنفوس التي أصيبت في الصميم والممتلكات التي تدمرت؟ الفاعلون مجهولون .. وحتى لو كانوا معلومين، وهم معلومون في الواقع، فإنهم في مأمن من أي عقاب لأنهم يضربون بدم بارد مطمئنين الى ان يد العدل والقانون تظل بعيدة عنهم في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، ما يوفّر ازدهارا لـ"سلعتهم" الدموية. والدولة تدفع عنها كل مسؤولية.المسؤول إذن هو المواطن  القتيل والجريح والمدمر نفسياً والفاقد أملاكه .. هو المسؤول لأنه لم يأخذ حذره .. إنه ذنبهم أن يكونوا وقت التفجير في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ! ما كان ينبغي على العمال أن يكونوا في مسطرهم الصباحي اليومي يوم الخميس انتظاراً لفرصة العمل الذهبية .. كان عليهم أن يتأخروا ساعة عن موعد المسطر أو الا يسعوا أبداً وراء رزقهم .. وما كان يتعين على تلاميذ المدارس أن يذهبوا في ذلك اليوم الدامي الى مدارسهم ... وما كان يتوجب على الموظفين أن يلتحقوا بوظائفهم .. وما كان على الباعة أن يبكّروا الى الأسواق "على باب الله"  .. كان على الجميع أن يلزموا بيوتهم .. كان عليهم أن يكونوا على درجة عالية من قوة الحدس ليتوقعوا حدوث التفجيرات بعد أن اجتاحت الأطراف السياسية نوبة صراع جنوني جديدة على السلطة والنفوذ والمال.. كان على الجميع، عمالاً وتلامذة وموظفين وكسبة، أن يخمّنوا وقوع التفجيرات، فلا يتجاوزون عتبات منازلهم  ولا يعرّضون أنفسهم الى التهلكة! الحق عليهم (الضحايا) من قبل ومن بعد، فلا عزاء لهم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram