TOP

جريدة المدى > سياسية > العنف يهزّ بغداد وزيارة بترايوس لم تحل الأزمة

العنف يهزّ بغداد وزيارة بترايوس لم تحل الأزمة

نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 10:13 م

 عن: نيويورك تايمز  لم يمض أسبوع على رحيل آخر القوات الأميركية من العراق حتى انهار الموقف الأمني في البلاد. ففي تصعيد عنيف للصراع الذي يهدد بتمزيق النسيج السياسي الرقيق بعد أيام قليلة من رحيل القوات الأميركية عن العراق، ضربت البلاد موجة تفجيرات خلفت مئات الضحايا من المدنيين في العاصمة بغداد.
كانت صور العنف رهيبة. إن طريقة العراقيين في حل انقساماتهم الطائفية والعرقية، يمكن أن تقرر توحيدهم بالشكل الذي أرادت الولايات المتحدة أن ترعاه على مدى السنوات التسعة الماضية. وسط الصراع، هناك رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته التي سرعان ما انخرطت في معارك مع المحافظات والمسؤولين في القائمة العراقية –منها اتهامه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بالإرهاب والسعي إلى اعتقاله، وطلبه من البرلمان سحب الثقة عن نائبه صالح المطلك-. لقد فقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ثقته بأعضاء القائمة العراقية الذين شعروا بالحذر من قرار الحكومة في اتهام الهاشمي بتهم الإرهاب، وقبل ذلك أصابهم الغضب من رفض المالكي تسمية وزراء الدفاع والداخلية وقيامه بمسك الوزارتين بيديه.هذه ليست طريقة عمل زعيم ديمقراطي. من جانبهم حاول كبار مسؤولي إدارة أوباما التدخل ومحاولة التخفيف من هذه الأزمة. فقام مدير المخابرات المركزية ديفيد بترايوس بزيارة سرية الى العراق في الأيام القليلة الماضية إلا انه لم يستطع فعل الكثير. من جانبه اتصل نائب الرئيس جو بايدن هاتفيا مع الزعماء من مختلف الأطياف العراقية. وقال البيت الأبيض "مرة أخرى أكد نائب الرئيس على ضرورة خضوع الأفعال والإجراءات إلى حكم القانون والدستور العراقي. في هذا الوقت الصعب، تقف الولايات المتحدة مع العراق كشريك إستراتيجي وصديق حميم". في الوقت نفسه، يبقى في العراق حوالي 17 ألفاً من الأميركان –نصفهم من الدبلوماسيين وكوادرهم الساندة، بالإضافة إلى المتعاقدين الأمنيين الأهليين-. يعمل السيد المالكي على التمسك بالسلطة السياسية والأمن الوطني مع اكتمال انسحاب القوات الأميركية رسميا في 18 كانون الأول، إلا انه يتعرض لهجوم من بقية الكتل التي تتهمه بتأجيج الصراع. ويبدو أن تفجيرات الخميس مصممة لتقويض حكومة المالكي. قالت إدارة أوباما على لسان مارك تونر الناطق باسمها، بأنها تعتقد أن الهجمات كان مخطط لها "منذ فترة وليست بالضرورة مرتبطة بأحداث الأسبوع الماضي". إلا أن السيد المالكي قال في تصريح يمكن أن يصعّد من التوترات الطائفية، بان منافسيه السياسيين هم من كان وراء التفجيرات، بينما حذر منافسوه من محاولات "نشر بذور الصراع الطائفي". النخبة السياسية في العراق تنجرف إلى مواجهات عالية الخطورة، حيث اندلع الصراع القديم على شكل عداء علني بعد ساعات من خروج القوات الأميركية، عندما بدأت حكومة المالكي بحملة علنية لاتهام نائب الرئيس طارق الهاشمي بتنظيم عمليات اغتيال ضد أفراد في الحكومة. بينما قال الهاشمي إن هذه التهم باطلة تهدف لأضعاف منافسي المالكي وتعزيز موقفه. من جانبهم ضغط المسؤولون الأميركان على القادة العراقيين من اجل تجاوز هذه المصاعب، ففي يوم الخميس (الماضي) اتصل نائب الرئيس جو بايدن بالرئيس العراقي جلال طالباني كي يدعم جهوده في رعاية الحوار. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إنهم قلقون من التفجيرات المفاجئة التي طالت كل أطياف الشعب العراقي من شيعة وسنة، من عمال وتلاميذ وغيرهم. تأتي إعمال العنف هذه في الوقت الذي يقلق فيه كثيرون من أن التهم الموجهة للهاشمي قد تعيد الأساليب القمعية لعهد صدام حسين. الكثير من القادة، من بينهم رئيس البرلمان أسامة النجيفي، مقتنعون الآن بان الأمل الوحيد للبقاء في العراق هو تشكيل أقاليم حسبما يقره الدستور العراقي. إلا أن المالكي، الذي يعتبر نفسه الزعيم الوطني الذي يفعل أي شيء من اجل الحفاظ على وحدة العراق، يصف تشكيل الأقاليم بالقول "إنها وصفة للتقسيم". يقول غريث ستانسفيل، باحث في مجلس تشاثام "إن الفيدرالية كفكرة كانت بمثابة قنبلة موقوتة تنتظر سحب مسمار الأمان منذ أن سمح دستور 2005 بتشكيل الاقاليم". ان التركيبة السياسية لعراق ما بعد صدام –الانتخابات والمحاصصات الطائفية العرقية الهشة– أبقت العراق يعمل في أحلك الساعات منذ الاجتياح الأميركي عام 2003، وقد نجحت في الموازنة بين تأثير دول الجوار والوجود الأميركي. وبرغم تزايد الاستياء –من قلة الطاقة الكهربائية والفقر الذي يعانيه العراقيون- فان نوعا من الاستقرار قد تحقق في السنوات الأخيرة. ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram