بغداد/ المدى حذرت المخابرات الأميركية من صراع طائفي بعد تقلّص النفوذ الأميركي في العراق، فيما أبدى قائد الجيوش الأميركية خشيته على مستقبل العراق بعد الانسحاب. ونقلت وسائل إعلام غربية تحذيرات وكالة المخابرات الأميركية من أن المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق يمكن أن تتحول إلى عنف طائفي، بعد أن انسحبت القوات الأميركية من البلاد، في حين يقول مسؤولون أميركيون إن الانسحاب قلص النفوذ الأميركي في العراق، بعد تسع سنوات من الحرب.
وهاجم المرشحُ الرئاسي الجمهوري المحتمل ميت رومني الرئيسَ الديمقراطي أوباما بسبب ما وصفه "بفشل واضح" في الاحتفاظ ببعض القوات في العراق، "لمنع الانزلاق إلى صراع طائفي". وكانت قد فشلت المحادثات، التي أجرتها حكومة أوباما للاحتفاظ بوجود عسكري محدود في العراق حين طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حصانة من المحاكمة للجنود الأميركيين عن أية جرائم يرتكبونها هناك، ورفضت الحكومة العراقية المطلب.وفي تعليقه على تقارير مخابراتية، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية: "كانت هناك انقسامات طائفية في العراق قبل أن نغزوه، وستكون هناك على الأرجح صراعات طائفية بعد انسحاب القوات الأميركية. هذه نقطة واضحة". وأضاف: "لكن هذه الخلافات يجري الآن حلها من خلال السياسة والحوار. وسفارتنا تساعد في العمل على حل هذه الخلافات. وأعتقد أن استمرار وجود القوات الأميركية لم يكن له دور".الى ذلك، أعرب رئيس أركان الجيش الأمريكي رايموند اوديرنو، أمس الجمعة، عن قلقه من الأحداث الدامية التي يشهدها العراق، مؤكدا أن تلك الأحداث قد تؤثر سلبا على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد.وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي على هامش استقباله رئيس أركان الجيش الأميركي رايموند اوديرنو، وحصلت (المدى) على نسخة منه إن "النجيفي بحث مع اوديرنو مستجدات الوضع الأمني العراقي ومجمل التطورات الأخيرة التي حدثت في بغداد".من جانبه أعرب اوديرنو عن قلقه خلال البيان "من الأحداث الدامية التي يشهدها العراق والتي ألقت بظلالها على المشهد السياسي العراقي"، مؤكدا أن "تلك الأحداث قد تؤثر سلبا على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد".وشهدت بغداد، أمس الأول، مقتل 63 شخصا وإصابة 197 آخرين في سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة ولاصقة وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة هزت مناطق عديدة من العاصمة، فيما نجا مستشار البنك المركزي العراقي من محاولة اغتيال، أسفرت عن إصابة احد عناصر حمايته بجروح شمال بغداد.وتأتي هذه التفجيرات في وقت تشهد فيه الساحة العراقية أزمة سياسية كبيرة، تتمثل بإصدار مذكرة قبض بحق نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلبا إلى البرلمان بسحب الثقة عن نائبه القيادي في القائمة العراقية أيضا صالح المطلك.
المخابرات الأميركية تتوقع صراعاً طائفياً بعد 2011
نشر في: 23 ديسمبر, 2011: 10:18 م