رعد العراقيوجه ماء الرياضة العراقية محفوظ بتأريخها العريق وبأسماء ابطالها حينما يتصدرون وينافسون اشقاءهم في الدورات الرياضية العربية كانوا يرسلون اشارات الرهبة والهيبة على بساط القوة او السرعة او الالعاب الجماعية تلك المكانة صنعت ببعض الاستعدادات والدولارات البسيطة لكن كان وراءها تخطيط سليم وتهيئة تفسية وجسدية وتقييم لقدرات الرياضيين فتراهم يحسبون الميداليات
ويتوقعون المراكز قبل أية مشاركة ومنهم مَن يتمنى ان يحظى بدعم مادي كبير يقلب به موازين القوى ويستحوذ على قمة جدول المشاركة! اما الان فان العملية اصبحت اقرب الى ذر الرماد بالعيون .. تصريحات اعلامية رنانة ومعها وعود بأن تكون الدورات الرياضية المقبلة وتنافس العراق بها افضل كما حصل في الدورة السابقة ، اما دليلهم على ذلك فهي ملايين الدورات التي سترصد للمعسكرات التدريبية وانهم سيناقشون اسباب الاخفاق وتقييم المشاركة ومكافئة مَن حقق إنجازا وأجرأ تصريح هو النظر بمحاسبة الفاشلين! اما كيف ستكون المحاسبة ؟ فالجواب لدينا بأنها ستختفي مع حزمة الاخفاقات واسبابها التي تنام منذ سنوات في ادراج ومستودعات اللجنة الاولمبية! لو كانت الملايين وحدها هي من تضمن التفوق الدائم لكانت هناك دول كثيرة تنافست على الاستئثار بكأس العالم وشرائه بمليارات الدولارات وفي حديثنا الكثير من الدول التي يمكن ان تقدم على هذا العرض فقط من اجل ان يسجل اسمها وتفخر بمجرد الاستحواذ عليه في خزائنها لأربع سنوات فقط! قلناها وسنعيد القول: انه التخطيط السليم والفكر المتجرد في قيادة دفة الرياضة العراقية بدءاً من الاتحادات الرياضية وصولا الى قمة الهرم ..انها القيادة التي لا تكتفي بالاطلاع على انجازات ورقية وارقام وهمية سجلتها تلك الاتحادات في بطولات اقرب منها الى نزهات وسفرات ترويحية ، انها القيادة التي تحاسب وتطالب ما تحقق من دخول جيل جديد الى عالم الرياضة العراقية ومعه بوادر موهبة حقيقية محسوبة الزمن للتنافس المستقبلي. والآن ، من حقنا ان نسأل: أين البطولات التي سمعنا بها عبر وسائل الإعلام لمختلف الالعاب بأن وفودنا اشتركت بها وحققت انجازات كبيرة بها ، وأين وكيف صرفت الملايين لمعسكرات الإعداد لنتفاجأ ان هناك لاعبين لا يملكون ابجديات الاداء البدائي، واخيراً اين وعود القيادات الرياضية بأننا سنكون رقما صعبا ونحقق انجازات كبيرة في هذه الدورة ؟! اذن نحن كنا فاشلين سواء بالمشاركة او بالوعود ولا استبعد مَن سيخرج علينا ليقول بأننا حققنا عددا من الميداليات الذهبية وتحسّن مركزنا عند دورة القاهرة السابقة لكني سأذكره بأن هناك مَن انسحب من هذه البطولة وهو منافس قوي كان يمكن ان يزاحم ابطالنا ممن حصدوا الميداليات ،لأن لهم باعا طويلا ايضا بتلك الالعاب ثم هل ان طموحنا هو التقدم بضعة مراكز فقط ام العودة الى الواجهة الكبيرة بهذا الوفد الجرار من لاعبين واعلاميين! اما فشلنا بالوعود فهي حقيقة تفرضها النتائج والارقام ومستوى الكثير من اللاعبين الذين لم نلحظ بأنهم تطوروا نحو الافضل لنشفع اكتسابهم الخبرة لكثرة مشاركاتهم او استعدادهم قبل البطولة! سنقول وبصراحة: لقد بدأت عملية التغطية على فشل المشاركة وتبرئة المسؤولين عنها ، بل ان هناك مَن سارع من الدوحة الى جعل بعض ما تحقق بأنه اقرب الى الإعجاز حتى منحت رئيس اللجنة الاولمبية لقب الشخصية الرياضية لعام 2011 ولا نعلم كيف يختزل ملايين الرياضيين العراقيين أدمت قلوبهم دماً وهم يتابعون الهزائم في كل المشاركات ويقرر بعض الصحفيين ممن يفترض انهم اقرب الى ألم وقسوة الخروج بتلك النتائج إلا اذا كان تواجدهم مع جلسات الشخصيات اكثر من تفاعلهم مع مجريات الدورة وكيف تحتفل الوفود الاخرى وتتسابق على حصد الميداليات لبلدانها ؟!
رأيك وأنت حـر: وعودهم اليوم وغداً في الهواء!
نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 07:46 م