ميسان / رعد شاكر مع اقتراب موعد امتحانات نصف السنة الدراسية الحالية يشكو الكثير من أولياء تلاميذ المدارس الابتدائية في ميسان تدني مستوى التعليم، ويزعم بعض الآباء والأمهات أنهم اضطروا لإدخال أولادهم وبناتهم في حصص الدروس الخصوصية التي يحاضر فيها معلمون حاليون ومعلمون متقاعدون، أحد مدراء الدوائر الحكومية في المحافظة أكد للمدى انه خصص جزءا من مرتبه الوظيفي لتأمين أجور الدروس الخصوصية لثلاثة من أبنائه اثنان منهما في المرحلة الابتدائية والثالث طالب متوسطة
مبررا بان مستوى التعليم في المدارس الرسمية قد تراجع كثيرا وان معظم المعلمين والمدرسين لا يمتلكون الكفاءة اللازمة لإيصال المادة الدراسية للتلاميذ والطلاب مضيفا " كنا في العائلة وكمعيار على مستوى التعليم نعتمد على الدرجات الجيدة المؤشرة في الشهادات التي يجلبها أبناؤنا خلال وفي نهاية الفصول الدراسية وكنا فرحين ونحن نتأمل الدرجات الممتازة والجيدة وكلمة (ناجح) المكتوبة في ذيل الشهادة، ولم أكتشف إلا مؤخرا أن معظم هذه الدرجات تمنح اعتباطا والدليل إنني طلبت يوما من أحد أبنائي وهو تلميذ في الصف الرابع الابتدائي والذي كان معدل درجاته في مادة اللغة العربية في الفصل الأول 8 درجات، أقول طلبت منه أن يقرأ لي بعض الأسطر في صحيفة يومية وقد فوجئت بأنه بالكاد يستطيع قراءة بعض الكلمات وبعض حروف جملة قصيرة وبشكل متعثر خالطا بين حرف وآخر خلال النطق به " وتساءل بمرارة " أين هذا من مستوى التعليم في زماننا حيث كنا نقرأ المجلات والصحف ونحن في الصف الثالث الابتدائي ؟" وفيما تشكك العديد من أسر الطلبة والطلبة أنفسهم بمستوى الكوادر التعليمية يزعم البعض الآخر إن العديد من المعلمين والمدرسين ومن كلا الجنسين وخصوصا أولئك الذين يدرسون المواد العلمية والصعبة كالرياضيات واللغة الانكليزية يتعمدون عدم بذل الجهد لإيصال المادة بشكل سلس للطلاب في المدارس لكي يضطر هؤلاء لأخذ دروس خصوصية لديهم خارج المدرسة مقابل مبالغ مادية بالطبع فيما يذهب بعض الطلاب الذين التقتهم المدى إلى أن بعض المدرسين يفاتحون الطلبة علنا بضرورة دخولهم دورات تقوية لديهم مقابل أجور ويحذرونهم بعدم النجاح في المادة التي يدرسونها إذا ما تخلفوا عن الالتحاق بهذه الدورات الخاصة !! وفيما تلتزم مديرية التربية الصمت إزاء هذه الظاهرة، تحدثت عضو مجلس محافظة ميسان سهير المنشداوي عن حدوث حالة إنسانية تمس الجانب التربوي في الصميم بحسب تعبيرها موضحة " لقد قام أحد المواطنين أمام أنظارنا بحرق كتب إحدى الطالبات والتي هو ولي أمرها حيث أن هذا المواطن يعاني حالة معيشية صعبة واشتكى من مسألة الدروس الخصوصية وعدم قدرته على تلبية هذا المبلغ لابنته التي هي طالبة في الصف السادس الأدبي ". وأهابت المنشداوي بأصحاب القرار في وزارة التربية النظر في تلك الحالات المتفشية من مرض الدروس الخصوصية بحسب وصفها. المنشداوي أضافت إنها وأثناء زيارتها التفقدية مدارس ناحية الخير لاحظت أن هنالك نسبة تسرب كبيرة لتلاميذ المدارس الابتدائية متابعة " لقد تأكد لي إن عدد المتسربين في مدرسة واحدة فقط قد بلغ 33 تلميذا وذلك لعدم توفر مكان لهم في المدرسة فيما تبلغ مساحة الصف 3×4 متر وعدد التلاميذ في الصف الأول هو 73 تلميذا والأدهى من ذلك إن مدير المدرسة لا يبالي ولم يبذل أي جهد لترغيب التلاميذ بالدوام " وبينت المنشداوي إن هنالك حالات مشابهة لهذه المدرسة في مناطق قلعة صالح وقضاء العزير متسائلة عن دور تربية ميسان ومسؤوليتها في مثل هكذا حالات ؟وفي ذات السياق حذر رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ميسان من انهيار العملية التعليمية إذا لم تبادر وزارة التربية بتوفير متطلبات هذا القطاع على حد قوله وأوضح ميثم لفتة الفرطوسي أنه وخلال تفقده عدداً من المدارس في قضاء المجر الكبير لاحظ وجود نقوصات كبيرة في تلك المدارس، متابعا " إن الذي يعانيه الطالب والمدرس لا يحتمل. ولابد من وجود الحلول السريعة. فهنالك مدارس تعاني صفوفها عدم وجود الأبواب والشبابيك وعدم وجود مياه الشرب وإن الأجواء الباردة في هذه الأيام تؤثر على استمرارية الدوام في هكذا ظروف تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية لذا نطالب وزارة التربية بالتحرك وبالسرعة الفائقة لإنقاذ العملية التربوية التي قد تنهار في أي وقت إذا لم تعالج تلك المشاكل. "وعلى صعيد ذي صلة زار محافظ ميسان أمس عددا من مدارس المحافظة للاطلاع على الواقع التعليمي فيها والوقوف على احتياجاتها بصفوفها وقاعاتها وطلبتها وكادرها التدريسي.وطالب علي دواي لازم الكادر التدريسي وإدارات المدارس بكتابة تقارير وكشوفات حول احتياجات مدارسهم بما يسهم في تطويرها على جميع الأصعدة مؤكدا " أن الاهتمام بالمدارس نابع من احترامنا للعلم والمعرفة نتيجة لدورها الفاعل في تطوير العراق في ا
الـدروس الخصوصية للتـلاميذ تثقل كواهل أسرهم
نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:13 م