علاء حسن حوادث تفجير الخميس الماضي بعثت برسائل لرئيس الحكومة، بأن هناك من يستطيع أن يسيطر على العاصمة في عشر دقائق بأربعة عشر انفجاراً، هذا السطر الأول من الرسالة، أما الثاني فيبدو مخروما على طريقة الرقم الطينية، فربما وجه تهديدا للمالكي بالتراجع عن مواقفه،
وإلا ستدخل البلاد في" قادسية جديدة " بصولات الويلاد " المجاهدين، ومنهم كما قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، إن العميد مدير عام عمليات شرطة بغداد مرتبط بتنظيم إرهابي، والسطر الأخير غير المخروم والمكتوب بالبنط العريض يكشف حقيقة أن الصراع السياسي انتقل إلى الملف الأمني.أهالي العاصمة خضعوا الخميس الماضي إلى حالة شبه حظر للتجوال غير رسمي، لأن الشارع لم يعد آمنا، والأجهزة الأمنية في بغداد التي يدير عملياتها إرهابي بحسب تعبير النائب الزاملي ليست قادرة على بسط الأمن لكونها مخترقة، ومنشغلة منذ سنوات بتجربة كفاءة جهاز الكشف عن المتفجرات، وصاحب صفقة استيرادها برتبة لواء مازال رهن الاعتقال، لأنه ورط الحكومة والخبراء الأمنيين بجهاز متخصص بالكشف عن البهارات.أبناء العاصمة عاشوا هواجس تداعيات تفجير سامراء فعادوا إلى منازلهم يوم الخميس الماضي للابتعاد عن مسلسل تفجير العبوات الذي استمر حتى المساء، فيما كانت الهواتف النقالة تنقل رسائل الاستفسار عن السلامة، والدعاء بإنقاذ العراق من الانجرار نحو حرب طائفية، يراها المقيمون في المنطقة المحصنة مجرد فقاعة، يروج لها المتورطون بالوقوف وراء تنفيذ عمليات إرهابية والمطلوبون للقضاء والهاربون من العدالة.عدد عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرة في العاصمة غير معروف ولكنه يتجاوز مئات الألوف، وهؤلاء نصفهم من "الفضائيين " المتبرعين برواتبهم لأمراء الأفواج والألوية مقابل إجازة مفتوحة، باعتراف وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي، والرجل أعلن عبر وسائل الإعلام عزمه القضاء على هذه الظاهرة، وسخر من أجهزة الكشف عن المتفجرات، وكثرة أعداد السيطرات، ووعد بإزالتها باعتماد ستراتيجية أمنية جديدة، شريطة استقرار الأوضاع السياسية. أحداث الخميس أضافت يوما جديدا للتقويم الدموي للعاصمة بغداد، وجددت المطالبة بتطهير الأجهزة الأمنية، وهي لا تشمل المراتب، وإنما الضباط الكبار، وكذلك عناصر حمايات المسؤولين والسياسيين، ومعالجة المشكلة تكون بحل سحري سريع، بإعطاء جميع الحمايات إجازة مفتوحة، واعتماد عناصر بديلة، وبأعداد متساوية مخصصة لكل مسؤول، وتكون مهمتهم لمدة زمنية محددة، وبعدها يكلفون بحماية الأمن الشخصي لمسؤول آخر، بمعنى حماية وزير الدفاع، تتحول لوزير الداخلية وبالعكس، وبهذه الطريقة نعزز الثقة بين المسؤولين والسياسيين، ونضمن ولاء رجال الحماية للجميع، فنحتوي الأزمة السياسية بشكل عاجل وفوري، حينما يتفق المالكي والنجيفي على تبادل حماياتهما، وبهذا الحل السحري نحقق إدارة ناجحة للملف الأمني في مرحلة مابعد الانسحاب الأميركي، ونضع حدا "لصولات الويلاد " بشن قادسيتهم على الأبرياء العزّل، ومخططات إثارة الحرب الطائفية.
نص ردن :صولة (الويلاد)
نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:15 م