أربيل /حسام مصطفى ازدانت شوارع مدينة عينكاوة ، التي تستقبلك بيافطة عند مدخلها الرئيسي ، "مدينة التآخي والسلام ترحب بكم " ، بمظاهر استقبال أعياد الميلاد التي ستبدأ منذ هذا اليوم 25/12 حتى أعياد رأس السنة الميلادية ، فمن النادر إن تجد محلا يخلو من مظاهر الزينة لشجرة عيد الميلاد وتشبيهات بابا نوئيل وأنواع مبتكرة من الزينة لجلب الزبائن وإلفات نظرهم .
فيما توزعت إعلانات حفلات الأعياد ورأس السنة على واجهات المحال وجدران البيوت والفنادق مع كتابة أرقام هواتف للحصول على المزيد من المعلومات وحجز الطاولات لتلك الاحتفالات . جوانة ابنة السادسة عشرة سنة مهووسة بنقل أرقام الهواتف أثناء مجيئها إلى المدينة من المنطقة التي تسكنها في أربيل للحصول على مزيد من المعلومات عن الحفلات التي يحييها مجموعة من المطربين العراقيين ، أمثال أحمد السلطان ،أوراس ستار ، صلاح حسن ، وغيرهم إلا أنها قالت للمدى إن جهودها هذه ستذهب في مهب الريح لان والدها يفضل أن يقضي سهرة رأس السنة في أجواء عائلية لاتكلف كثيرا ، وأضافت سندرلا إن اقل مبلغ سمعته من المتعهدين هو مئة دولار للشخص الواحد وبما أن عائلتنا تتكون من أربعة أشخاص فهذا يعني أن الحفلة للعائلة الواحدة بعددنا تكلفها أكثر من نصف مليون دينار وهو مبلغ كبير على الكثير من العوائل ،فيما قال والدها للوكالة انه يفضل الاحتفال في البيت أو مع عوائل أخرى والتجول ليلا في شوارع أربيل وعينكاوة فقد سئمنا الأغاني التي سيعيدونها علينا ولكن بمظهر آخر .وكانت المغنية اللبنانية الشهيرة نانسي عجرم قد وصلت ، عصر الخميس الماضي، إلى عاصمة إقليم كردستان عبر مطار أربيل الدولي.ومن المقرر أن تحيي المغنية اللبنانية والعربية بالاشتراك مع الفنان خالد سلمان، حفلا غنائياً في قاعة (غالاكسي) ببلدة عينكاوة المحاذية لمدينة أربيل.في مولات أربيل خصصت أقسام لبضاعة أعياد الميلاد: من شجرة الميلاد إلى الأجراس والكرات الملونة والدمى الصغيرة التي تمثل بابا نوئيل ، وتراوحت أسعار المواد من ألف دينار للكرة الصغيرة إلى تسعة آلاف للشجرة البيضاء الصغيرة والكبيرة بـ 53 ألف دينار وأقنعة بابا نوئيل بـ خمسة آلاف دينار . الزبائن ليس من الطائفة المسيحية فحسب فـ "أبو أحمد " الذي يسكن أربيل منذ خمس سنوات ويعمل مهندسا في القطاع الخاص ، وكان من ضمن المتسوقين في الجناح المخصص لبضائع أعياد الميلاد قال للمدى " منذ زمن كنا في العائلة نحتفل مع أخوتنا المسيحيين بأعيادهم بل نكون في معظم الأحيان أكثر احتفاء بأعيادهم خصوصا في مناطق الكرادة والمسبح والعرصات وكراج الأمانة وكمب سارة في بغداد ، لكن مع بداية الحروب عام 1980 التي شنها صدام ودخول البلاد في نفق لم نخرج منه حتى الآن تغير الكثير من عادات هذا العيد إلى درجة التلاشي بازدياد أعداد الضحايا وتواصل الحروب ، وتصاعدت الأمور إلى حد الاختفاء بعد سقوط الدكتاتورية في 2003 وصعود قوى دينية تتعامل مع هذه المناسبات بصورة متطرفة لايقرها الدين الإسلامي نفسه : وأضاف أبو أحمد " أنا الآن بانتظار بعض أقربائي للاحتفال هنا في أربيل بأعياد المسيحيين والميلاد بسبب تعذر احتفالهم في بغداد بسبب مناسبات دينية إسلامية حزينة و احتراما لمشاعرهم ".يقول صاحب قاعة للاحتفالات في أربيل ،داوود غالي ،للمدى عن ارتفاع أسعار بطاقات الاحتفتلات لديهم " الفنانون يطلبون مبالغ مرتفعة بعض الشيء وأعترف بأن أسعار البطاقات مرتفعة ، ولكن ماذا نفعل هذا هو الواقع ، وأضاف داوود ، ورغم ذلك إلا أن القاعة عندي ممتلئة ومحجوزة منذ أكثر من أسبوع ، لكننا أيضا نقدم على الطاولة أفخر أنواع الطعام وخدماتنا للزبون في هذه الليلة متميزة وطلباته مستجابة حتى وان كانت خارج الذي عرضناه لأننا لانريد أن "يزعل " أحد علينا .أبو نوزت ، وهو صاحب محل للموبيليا في منطقة " تيراوه " قال للمدى " إنها ليلة واحدة في العام سأحتفل فيها مع عائلتي المكونة من زوجتي وأربع بنات وولد " وعن كلفتها العالية لهذه الليلة . قال أبو نوزت " الحمد لله الخبر كثير وهي ليلة من العمر وأنا اترك فيها اختيار المكان للعائلة وإذا كان المكان لايعجبني فاني اعترض فقط ، وبإمكانهم أن يغيروا المكان " لاتبدو أحداث الثاني من الشهر الحالي في زاخو قد أثرت على حركة الناس ورغبتهم في الاحتفال وتجاوز ما حدث والدليل الأسواق التي تغص بالمتبضعين من كل الطوائف لبضائع أعياد الميلاد المتميزة فيما يلجأ الكثير من العراقيين في محافظات الوسط والجنوب إلى مدن الإقليم لفك الاختناقات في حياتهم ولو بصورة مؤقتة .أم سعد من جانبها تفاجأت باتصال من أختها من بغداد تخبرها بأنها ستأتي مع عائلتها إلى أربيل لقضاء فترة أعياد الميلاد ، لأنها ، حسب ما قالت نقلا عن ضيفتها القادمة من بغداد " إن الوضع لم يعد يطاق " وهي حالات كثيرة ومتشابهة ليس من بغداد وحسب ، فأبو رامي جاء مع عائلته من الناصرية بعد أن حصل على إجازة عمل لمدة عشرة أيام وقال " أخي هنا منذ أربع سنوات واليوم استغل فرصة أعياد الميلاد لتغيير الجو ، ففي الناص
أعياد الميلاد.. مدن مزدانة ومواطنون يلجأون إلى كردستان للاحتفال

نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:16 م