أربيل / المدى رجّح مصدر مطّلع مقرّب من حركة التغيير (كوران) المعارضة في إقليم كردستان، أن يجري لقاء قريب يجمع رئيس الجمهورية جلال طالباني وزعيم الحركة نوشيروان مصطفى، بعد إجراء اتصال هاتفي ثان بين الجانبين في غضون 48 ساعة.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريح صحفي نقلته "الشفق نيوز" إن "رئيس الجمهورية وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني أجرى الجمعة الماضية، اتصالا هاتفيا مع زعيم حركة التغيير"، مؤكدا "بذل الجانبين محاولات جدية لتهيئة الأجواء لعقد لقاء قريب بينهما".وأشار المصدر إلى أن "الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع السياسية في الإقليم والعراق"، موضحا إن "عقد مؤتمر وطني كبير يجمع كافة الكتل السياسية لبحث تلك الأوضاع كان من بين الموضوعات التي ناقشها الجانبان".يذكر أن الرئيس جلال طالباني كان قد أجرى اتصالا هاتفيا مع زعيم حركة التغيير الكردية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وهي أول مكالمة هاتفية بين الجانبين منذ قيادة مصطفى لانشقاق كبير عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني وتشكيله حركة طالبت بإصلاحات جذرية في الإقليم اسماها حركة التغيير (كوران).ومبادرة طالباني هي الأولى من نوعها منذ الانتخابات العامة التي شهدها الإقليم، وشاركت فيها (حركة التغيير) كأول طرف سياسي معارض بعد انشقاق زعيمها عن الاتحاد الوطني الكردستاني.وقال القيادي في (التغيير) محمد رحيم لـ «الحياة» السعودية إن «المبادرة كانت من الرئيس جلال طالباني بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، ركز الجانبان خلالها على الأزمة في بغداد ولم يتطرقا إلى الأزمة في الإقليم».وعن موقف الحركة من الأزمة في بغداد قال: «إلى الآن لا نملك معلومات كافية عن الوضع، لكنها بلا شك أزمة خطيرة جداً».وأوضح المحلل السياسي جمال بيرة أن «الأزمة الخطيرة التي تشهدها العملية السياسية في بغداد، إضافة إلى الأزمة المستمرة في الإقليم منذ شباط الماضي، دفعت طالباني إلى إطلاق المبادرة، في إطار مؤتمر وطني شامل لكل القوى السياسية فلا يمكن عقد مثل هذا المؤتمر من دون حضور المعارضة التي فرضت نفسها كقوة فاعلة». ونقلت وكالة كردستان للأنباء عن قيادي في (الحزب الديموقراطي)، بزعامة مسعود بارزاني قوله إن «الحزب يرحب بالاتصال الهاتفي بين جلال طالباني ونوشيروان مصطفى، للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردستانية». من جهة أخرى، التقى مصطفى قياديين في الاتحاد الإسلامي المعارض في السليمانية وأكد الطرفان «أهمية وحدة الصف والبيت الكردي، للخروج بموقف موحد من المتغيرات».في هذه الأثناء رأس بارزاني اجتماعاً للمجلس القيادي في حزبه للبحث في الأزمة في بغداد والإقليم، وجاء في بيان عقب الاجتماع أن «الاجتماع أكد أن الكرد لن يكونوا جزءاً من الصراعات المذهبية، بل جزءاً من الحل».وفي سياق متصل وصف نائب عن التحالف الكردستاني وجود نائب رئيس الجمهورية المطلوب قضائياً طارق الهاشمي في إقليم كردستان بـ( الضيف ) .وقال النائب شريف سليمان " أننا كتحالف كردستاني مع قرارات وأحكام القضاء ونحن نحترمها ومنها مذكرة الاعتقال التي أصدرها القضاء مؤخرا ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لكن تواجد الأخير في كردستان هو ضيف على الإقليم وندعو كافة الكتل السياسية إلى احترام الاتفاقات التي بينها ".وأضاف إن " إقليم كردستان لن يكون أبدا جزءاً من المشلكة بل العكس هو لطالما عرف بعد 2003 بأنه جزء من الحل وأقرب مثال على ذلك دوره الجوهري في تشكيل الحكومة الاتحادية الحالية وفي تقاسم المناصب ،لكن للأسف ما نراه ونعيشه اليوم هو أزمة حقيقية بسبب الخلافات المتراكمة بين الكتل المتصارعة منذ تشكيل الحكومة ولحد الآن ونحن نحذر من عواقب هذه الصراعات وندعو إلى تغليب لغة الحوار ونبذ الخلافات للمضي قدما بترسيخ العملية السياسية والديمقراطية في العراق وبما يحقق تطلعات الشعب العراقي.
مبادرة طالباني أنعشت حراكاً سياسياً لتوحيد المواقف الكردية وحلحلة أزمة البلاد

نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:20 م