TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :حان وقت المكاشفة

كردستانيات :حان وقت المكاشفة

نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:20 م

 وديع غزوان بعد كل الذي جرى ويجري صار المواطن شبه يائس من إصلاح ما آلت إليه أوضاع العراق بسبب صراع السياسيين على مصالحهم الضيقة . ما حدث يوم الخميس الماضي  يجلب الأسى والمرارة والحزن  لكنه في نفس الوقت يشكل إدانة لكل أداء الفرقاء العابثين بأمن الوطن والمواطن. أوضاع ومواقف خاطئة طيلة أكثر من ثماني سنوات  سبق أن نبهت عليها قوى وشخصيات وطنية صادقة الولاء للوطن والشعب  فكان مصيرها التهميش والإقصاء  المتعمد.
ما يؤسف له  أن كتلا سياسية  اتخذت من موضوع عدم استقرار الوضع الأمني حجة للابتعاد تدريجيا  عن مفاهيم الشراكة الحقيقية ومحاوله الاستفراد بالسلطة بكل ما توفره من امتيازات فكانت نتائج ذلك  تضحيات غالية  دفعها ويدفعها المواطن البسيط  بين  قتل وتشريد وتهجير  ودماء غزيرة  بفعل  جرائم الإرهاب الخسيسة.مايمر به العراق دقيق وحرج وحساس  ومع ذلك فان موقف الكتل مازال دون مستواه  ويشم منه رائحة التآمر والإجهاز على الآخر وهي عقلية  لم تستطع هذه الكتل تجاوزها رغم كل شعاراتها باعتماد الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وغيرها من التصريحات الرنانة التي لم تجد صداها على ارض الواقع. وبغض النظر عن دعوات إجراء انتخابات مبكرة أو سحب الثقة من الحكومة فان الموقف المطلوب باعتقادنا يتطلب قبل ذلك وقفة تصحيح ومكاشفة لكل الأوراق والتخفيف من لهجة التهديد والوعيد المتصاعدة سواء من هذا الطرف أو ذاك. ومع تقديرنا لكل دعوات التحاور على طاولة المفاوضات فان التجربة أثبتت انه إذا لم يسبق ذلك موقف جريء وشجاع  يضع النقاط على الحروف فان العملية السياسية  ستبقى مهددة بخطر الانقضاض  عليها من أعدائها بعد أن لحقها التشويه وما سادها من تخبط  ومناكفة بين قوى يفترض أنها احرص ما تكون على هذه العملية . ويبدو إن البعض اعتاد على أن يعتاش ويستقوي من خلال الأزمات  وبقاء الأوضاع متوترة  تثير القلق والحيرة عن المواطن الذي مازال يبحث عن بارقة أمل تأتي من هنا وهناك . والسؤال الذي يفرض نفسه  على  كل تيار وحركة سياسية و يوجه العراقيون إليهم في هذا الظرف الصعب: ماذا قدمتم لنا خلال السنوات التي أعقبت 2003؟ وبدون انحياز لطرف أو تجنّ على الآخر فان  الحصيلة التي خرجنا منها نحن الملايين من البسطاء  هي سرقة أحلامنا وآمالنا بعراق  جديد وفساد أجهز على كل شيء: السياسة والاقتصاد والأوضاع الاجتماعية ,وغير تجربة إقليم كردستان فان كل محافظات العراق تعاني الأمرّين من سوء الأوضاع, دون إغفال ما شاب هذه التجربة من أخطاء نتمنى أن تقلصها  حركه الإصلاح والتجديد التي تدعو إليها كل الأطراف الكردستانية لكن يتحمل عبء المضي بها بالدرجة الأساس الديمقراطي  والاتحاد الوطني  الكردستانيان.مرة أخرى نؤكد ألا حلول لأزمات العراق  من دون مكاشفة بين الأطراف لكل الأخطاء واعتراف كل طرف بإخفاقاته وهو ما نعتقده صعباً لكنه ليس مستحيلاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram