TOP

جريدة المدى > سياسية > خشية اميركية من انهيار أمني فـي العراق

خشية اميركية من انهيار أمني فـي العراق

نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 08:25 م

□ بغداد/ إياس حسام  الساموك تتصاعد الخشية الأميركية مما سيؤول إليه الوضع في العراق، بعد ان تمت عملية سحب آخر جندي قبل ايام، هذه المخاوف نقلها اكثر من مسؤول في البيت الابيض، ، بالاضافة الى المخابرات الاميركية وتبرر واشنطن توجسها  بسبب ما مرت به البلاد
من تحولات على المستويين الأمني والسياسي خلال الفترة الماضية، فنائب الرئيس جوزيف بايدن أجرى اتصالات مع الزعامات العراقية على خلفية الأزمة السياسية بين الشركاء، "ائتلافي العراقية ودولة القانون"، وتهديد احدهما الآخر بتشكيل حكومة أغلبية، فضلا عن الاتهامات التي وجهت الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بدعمه عمليات إرهابية.أما قائد الجيوش الأميركية فقد عبر هو الآخر عن مخاوفه على الساحة العراقية، مستدلا بما وصف بالانهيار الأمني الخميس الماضي لوقوع اكثر من 20 تفجيرا في يوم واحد تعيد الذاكرة إلى سنوات خلت من التردي الأمني الخطير الذي عصف بالعراق فترات الاحتقان الطائفي.وفي ظل هذه التصريحات والتحذيرات، يثور التساؤل: هل الولايات المتحدة نادمة على قرار الانسحاب؟ وما مدى تعرضها للضغوط من اجل جلاء قواتها؟".بالتأكيد أن لواشنطن إستراتيجية عامة من الصعوبة ان تتراجع عليها بين ليلة وضحاها، والحديث عن الندم قد يبدو بعيدا عن الواقع، وعلى ما يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عبد الجبار السعيدي "فإن الجيش الأميركي خرج برغبته من العراق ولم يتعرض لأي هزيمة وبالتالي فإن قرار الرحيل مدروس".وسبق للجمهوريين، والذين اتخذوا قرار حرب العراق عام 2003، ان اتهموا الرئيس الاميركي باراك اوباما بالفشل خلال مفاوضاته مع حكومة بغداد، وأفاد السيناتور الجمهوري جون مكين بان قرار  اوباما بسحب القوات الاميركية  كافة قد وضع  استقرار العراق على المحك. و قال السيناتور في تصريح له يوم الاثنين الماضي  " التدهور الذي نشهده اليوم في العراق كان متوقعا، و على الولايات المتحدة الآن ان تبذل ما في وسعها لمساعدة العراقيين في تثبيت الموقف، هذه الأزمة نتجت عن فشل و عدم رغبة ادارة اوباما في التوصل الى اتفاق مع الحكومة العراقية من اجل تمديد وجود القوات الأميركية في العراق مما تسبب في تجريد العراق من الاستقرار الذي أسسه الجيش الاميركي و تقليص قدرة الولايات المتحدة على دعم العراق".وكما هو معروف فإن النظام السياسي الأميركي ينطوي على لعبة سياسية بين الديمقراطيين "الذين ينتمي اليهم اوباما"، والجمهوريين والذين، حسب السعيدي في حديثه لـ(المدى)، " يحاولون صب غضبهم على الرئيس الاميركي استنادا الى مرجعياتهم اليمينية التي تتركز في ضرورة ايجاد قوى عسكرية مهيمنة على منطقة الشرق الاوسط خدمة للمصالح الاميركية وحلفائها في المنطقة".وعلى العكس، فإن الديمقراطيين استبدلوا السياسة التي كان يتبعها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن، واوضح استاذ العلوم السياسية ان"ادارة اوباما اخذت تعتمد مبدأ المساومة والمصالح المشتركة وتتخلى  عن مفهوم التصريحات الهجومية".وبالنتيجة فإن الانسحاب النهائي من العراق كان بناء على هذه المصالح المشتركة والتي لن يرتضيها التيار اليميني الأميركي.وقد تفسر تصريحات الجانب الأميركي الأخيرة على أنها تحذيرات الى حكومة بغداد من منزلقات قد تتعرض لها خلال المرحلة المقبلة، غير ان السعيدي يعترض "لماذا لا نفسرها بانها دعم للحكومة العراقية؟" مبينا " من الغباء الا تتوقع واشنطن ما سيجري في بغداد خلال هذه الايام، وبالتالي فان كل الأحاديث التي تصدر عن قادتها (الأميركان)  محسوبة لأنهم على بينة من أمرهم ".وبالوقوف على تصريحات العسكريين الأميركان الذين، حسب مراقبين أمنيين، قد لا تؤثر في الواقع السياسي كونها تعتمد ادلة الساحة بعيدا عن الاتفاقيات السياسية التي تعقد بين اللاعبين الكبار والصغار في المطبخ السياسي، وبالنظر الى الحالة العراقية فأن القرار الأميركي لم يتخذ لولا قراءة جيدة لمواقف ابرز المؤثرين في المشهد العراقي، لاسيما دول الجوار "ايران، تركيا، السعودية، الكويت، الأردن، سوريا"، وفي ظل هذه المعطيات فأن القرار كان سياسيا بامتياز ولعل من الخطأ ان يحسب وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، والذي كان احد ابطال هذا القرار، على الجانب العسكري.وتؤشر الأدلة التاريخية ان القادة العسكريين ينفذون ما يملي عليهم السياسيون، فبالعودة الى الماضي القريب، "حرب الخليج الثانية"، عندما كان قائد قوات التحالف نورمان شوارزكوف متوجها نحو اسقاط صدام عام 1991 تلقى أمرا سياسيا بالرجوع من دون معرفة أسبابه وما كان عليه الا تنفيذه.وبالمقارنة بين تلك الأحداث والتصريحات التي أدلى بها قائد القوات الأميركية راي اوديرنو الى رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي والتي عبر من خلالها عن مخاوف على مستقبل العراق الديمقراطي ، لا تعدو كونها رسائل تبغي الولايات المتحدة ايصالها عبر قياداتها العسكرية.الخبير الأمني، وابرز مرشحي رئيس الوزراء نوري المال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram