TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: هل لدينا دكتاتور؟

شناشيل: هل لدينا دكتاتور؟

نشر في: 24 ديسمبر, 2011: 09:42 م

 عدنان حسينلا يُولد المرء دكتاتوراً حتى لو كان أحد والديه دكتاتوراً .. الدكتاتور يتشكل في المرء تدريجياً بعدما يتولى سلطة، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولكن ليس بالضرورة ان كل سلطة تمسخ الإنسان دكتاتوراً. ولا توجد قاعدة عامة  لظهور الدكتاتور، فكلّ له ظروفه الخاصة وشخصيته الخاصة، ولكن توجد سمات مشتركة للدكتاتوريين وأخرى لنقضائهم.
كيف نميز بين الدكتاتور وسواه؟ كيف ندرك ان شخصاً ما هو دكتاتور فيما غيره ليس كذلك؟الدكتاتورية السياسية هي الأخطر لأن شرّها عميم، فالسياسي الدكتاتور، وهو في العادة رئيس دولة أو رئيس حكومة، يتصرف كما لو انه الواهب والمانح، المتفضّل والمتمنّن، مالك كل شيء والقادر على كل شيء والعارف بكل شيء، المُنزّه عن الخطأ والعيب والمُبرّأ من كل ذنب وخطيئة. وبخلاف هذا تماماً يتصرف الحاكم غير الدكتاتور.من أهم صفات الحاكم غير الدكتاتور التواضع. وتواضعه هذا يجعله يُعطي قيمة ووزناً واعتباراً للغير ولآرائهم، فيعمد الى توسيع دائرة مستشاريه الذين يرجع اليهم في كل صغيرة وكبيرة، ويعمل على فتح أبواب مكتبه للاختصاصيين والخبراء .. يُحسن الإصغاء ويجيد التفكير في ما يُصغي اليه.الحاكم غير الدكتاتور لا يُقصر حلقة مساعديه ومستشاريه على أفراد حزبه أو أقاربه أو أصدقائه .. انه يبحث عنهم حيث يكونون وينتقيهم من أديان ومذاهب وقوميات مختلفة، ومن اتجاهات سياسية متعددة : يمين ، يسار، وسط.الحاكم غير الدكتاتور لا يركّز السلطات بين يديه، فلا يجمع الى رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة وظائف ومناصب أخرى، بل حتى سلطاته وصلاحياته يوزعها على من حوله حتى لا تعميه السلطة وتشلّ تفكيره، وليكون من يحيط به من المساعدين والمستشارين أعواناً له في إدارة البلاد وليسوا تنابلة سلطان.الحاكم غير الدكتاتور يسعى الى تكريس العمل المؤسسي لا تقويضه، فلا يعيّن ابنه أو أخاه أو صهره ومن على شاكلتهم مديراً لمكتبه أو سكرتيراً شخصياً له، ولا يجعل من نفسه أسيراً لهؤلاء ولأهوائهم ومصالحهم.الحاكم غير الدكتاتور لا يضيق بالرأي الآخر، سواء جرى التعبير عنه في البرلمان أو داخل الحكومة أو عبر وسائل الإعلام أو في التظاهرات.السيد رئيس الوزراء نوري المالكي .. من الواضح انك مستشيط غضباً من وصفك من البعض بالدكتاتورية أو بالنزوع نحو الدكتاتورية .. ولا بدّ من أن تعرف ان كل حاكم مُعرّض لأن يكون دكتاتوراً حتى لو كان ديمقراطياً أباً عن جدّ .. مارغريت تاتشر التي كانت رئيسة للحكومة في أعرق ديمقراطية في العالم أرغمها حزبها (المحافظون)على الاستقالة من زعامة الحزب والحكومة (1990) بعدما لاحظ نزعة دكتاتورية لديها بعد عشر سنوات في السلطة.لست أنت من يُقرر ما إذا كنت قد تحوّلت الى دكتاتور أو ان لديك نزعة دكتاتورية أم لا .. الرأي العام هو الذي يقرر هذا .. أما مساعدوك ومستشاروك فلا تصدقهم دائماً.. انهم يغشونك في الغالب .. انهم يقولون لك ما يعتقدون انك تُحب سماعه، لأنهم جميعاً من محيطك: حزبك، عائلتك وعشيرتك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram