اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > تصريحات مشعل.. والتفاؤل

تصريحات مشعل.. والتفاؤل

نشر في: 2 أكتوبر, 2009: 07:54 م

حازم مبيضين أشاع إعلان القيادي الحماسي خالد مشعل عن قبول الورقة المصرية الرامية الى تحقيق المصالحة، كأرضية أساسية لصياغة نهائية للمصالحة الفلسطينية ، وعقد لقاء وطني بين جميع الفصائل الفلسطينية الشهر القادم،  وقوله إن مشروع المصالحة سيضمن انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية أجواء التفاؤل بين الفلسطينيين، لكن ترافق ذلك مع اشتراطات محددة سلفاً،
خفض سقف التوقعات، ودفع لتذكر العديد من جولات التفاوض التي شهدتها القاهرة، والتي استهدفت دائماً رأب الصدع في صفوف الفلسطينيين، قبل اﻻنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان مفترضاً أن تتم بداية العام المقبل، وتقترح مصر اليوم تأجيلها ﻹتاحة مزيد من الوقت للتوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بين فتح وحماس.تصريحات مشعل ستظل أقوالا إن لم ترافقها أفعال إيجابية مطلوبة من الجميع، والمستغرب أنها ترافقت مع تصريحات حماسية أكدت إنه ﻻ يوجد حتى اﻵن اتفاق قريب بين فتح وحماس، على اﻷقل في المرحلة الراهنة، وأن النقاش ما يزال قائماً حول شكل وتركيب منظمة التحرير، وشكل الحكومة، واللجنة الفصائلية المشرفة على اﻻنتخابات والمرحلة اﻻنتقالية، وأن مسألة المعتقلين السياسيين هي أبرز نقاط عرقلة اﻻتفاق اﻵن، وينفي ذلك صفة الإيجابية عن تعامل حماس مع الورقة المصرية، رغم إعلان موافقتها الكاملة عليها، خصوصاً وهي تطالب بفترة اختبار ما بين اﻻتفاق واﻻنتخابات، لضمان تطبيق ما يتفق عليه، وهنا تبدو واضحةً أجواء التشكيك في توجهات فتح، وبما يؤشر – للاسف - إلى أن أجواء التفاؤل سابقة لأوانها.تتزامن التصريحات الحماسية المتفائلة والمتشائمة في آن معاً مع مواصلة بعض الفضائيات المفلسة أخلاقياً، استضافة ديناصورات تكاد تنقرض من الفلسطينيين، الذين يحتمون بقرارات بعض العواصم، ولم تلامس أيديهم السلاح منذ عقود، ليشنوا هجماتهم على القيادة الفلسطينية الساعية للسلام وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وليتبرعوا بمناهضة الحل السياسي من أساسه، وهم يعدوننا بتحرير كامل التراب الفلسطيني، والقضاء على دولة إسرائيل بشكل مبرم، وحين تأخذهم الحماسة ينظرون علينا كيف أن الولايات المتحدة في طريقها للاضمحلال، وأنهم ينتظرون عقد حلقات الدبكة على أنقاضها، وبما يمنحهم عن حق لقب الدبيكة، ويبتعد بهم مسافات ضوئية عن طموحات شعبهم في العيش بسلام وأمان، والتفرغ للبناء وإشاعة ثقافة الحياة بديلاً عن ثقافة الموت والدمار، التي يبشرنا بها هؤلاء، وهم يرددون كالببغاوات ما تجود به قريحة معلميهم ومرشديهم في بعض العواصم الاقليمية، التي تسعى لصرف النظر عن أزماتها، سواء الداخلية أو مع المجتمع الدولي، برفع صوتها المجاني عالياً دفاعاً عن عروبة فلسطين في مزايدة مكشوفة وممجوجة على الفلسطينيين المكتوين بنيران الاحتلال البغيض.يؤكد كل ذلك أن الاصابع الخارجية تواصل مهمتها المشبوهة، بالعبث في الساحة الفلسطينية لإشاعة المزيد من أجواء الاختلاف، التي تعود على القضية بالضرر، مثلما تؤكد أن هناك من يحاول الاستفادة من الأجواء الراهنة، للعودة إلى ساحة ( النضال ) ولو عبر الفضائيات، وكل ذلك يؤكد بما لايدع مجالاً للشك، واستناداً إلى تجارب سابقة، أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وأن النقاط التي أشارت حماس إلى عدم حسمها، كفيلة بنسف أي اتفاق محتمل، ويثير الشكوك في أن التصريحات المشوبة بالتفاؤل، تستهدف رفع المسؤولية عن حماس إذا ما فشلت جولة التفاوض المقبلة في القاهرة، وإذا ما تم إحباط المبادرة المصرية، وحرقت ورقتها في مسلسل حرق الاوراق وإحباط المبادرات التصالحية، مثلما حدث مع اتفاق مكة الذي تمزق أشلاءً في انقلاب غزة، وسال حبره مع الدماء التي أريقت على مذبح شهوة السلطة والتسلط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram