اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل يذوب الثلج من جديد في موسكو؟

هل يذوب الثلج من جديد في موسكو؟

نشر في: 25 ديسمبر, 2011: 07:54 م

د. فالح الحمراني لم تذهب  الاحتجاجات التي شهدتها موسكو في العاشر من ديسمبر سدى.لقد تلمست النخبة الحاكمة بها إشارة واضحة من المجتمع، أو بالأحرى من الشرائح الأكثر وعيا وإدراكا ونشاطا واحتراما لكرامتها الإنسانية، بضرورة التغيير وكسر الجمود وتفكيك المركزية الصارمة والقبضة الحديدية التي انتهى دورها، 
 وفتح الأبواب على مصراعيها للحوار مع الرأي العام.أدركت القيادة الروسية أن رياحا جديدة تهب على ميول المجتمع الروسي وان المجتمع يتطلع إلى التغيير وجعل الحياة أكثر حيوية ونشاطا وتوسيع ساحة التنافس وحرية الرأي والنقد البناء  والسماح للزهور الاجتماعية الجديدة تتفتح.فهل انتصرت إرادة التغيير؟وهل ستذوب ثلوج الجمود من جديد كما ذابت في عهد صعود الزعيم السوفياتي الأسبق نيكتا خروشوف بعد فضحه سياسة عبادة الفرد في عهد جوزيف ستالين ومن ثم إطلاق ميخائيل غورباتشوف عصر البيريستريكا لتخطي الجمود الذي أثقل الحياة في عهد ليونيد بريجنيف والحرس القديم الذي أحاط به. ومن التجني القول إن النظام القائم بروسيا هو نظام ديكتاتوري وإنما هو نظام الديمقراطية الموجهة الذي يحصر العملية السياسية بيد دائرة محدودة دون أن يتيح مساحة واسعة للأقليات السياسية سواء كانت ليبرالية أو محافظة، بذريعة الحفاظ على  الاستقرار في البلاد.وغدا هذا النهج عائقا لإحداث نقلة نوعية في  طبيعة الحياة بروسيا.ورصد غالبية المراقبين السياسيين ما أعلنه الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الخميس الماضي في الرسالة الرئاسية السنوية التي توجه بها إلى الجمعية البرلمانية والتي اقترح من خلالها إجراء إصلاحات في النظام السياسي القائم في البلاد ،ردا من السلطات الروسية على الاحتجاجات التي نظمت في البلاد مؤخرا وتهدف الإصلاحات التي اقترحها الرئيس ميدفيديف إلى تعديل النظام السياسي الذي ترسخ خلال رئاسة فلاديمير بوتين لروسيا والذي تمثل في "الديمقراطية الموجهة" ليتحول هذا النظام إلى نظام يخلق أرضية تقوم عليها المنافسة السياسية. وتباينت ردود أفعال المراقبين على الإصلاحات السياسية المقترحة. فمن جهة تبدو الإصلاحات على أنها سعي نحو النهج الليبرالي ونحو تغيير نهج "الديمقراطية الموجهة" ليحل محله نهج المنافسة السياسية. ومن جهة أخرى يشر المراقبون إلى أن الإصلاحات تهدف في واقع الحال إلى استقرار النظام السياسي القائم حاليا والى إرضاء من خرج إلى الشارع محتجا. ونقلت صحيفة "كوميرسانت" عن ميخائيل فيدوتوف رئيس المجلس الرئاسي لتطوير المجتمع المدني في روسيا قوله في تعليق على الإصلاحات التي اقترحها رئيس البلاد: "لا أرجح أن تكون هذه المقترحات قد أتت على خلفية الاحتجاجات التي وقعت مؤخرا، وإن هذه المقترحات نابعة من حقيقة أن المجتمع في تغير مستمر".   وان يسمح "بإدارة لعبة التنافس" السياسي. أما نيقولاي بيتروف من مركز كارنيغي بموسكو فقد ذكرت صحيفة "فيدوموستي" عنه أن الكرملين أدرك حقيقة أن النظام السياسي الذي خطه بوتين، ورغم قدرة هذا النظام على الحياة الى حد ما، أدرك الكرملين أن النهج الذي رسمه بوتين يتسم بالبساطة الكبيرة، وأنه لم يعد من الممكن إبقاء المجتمع قيد التحكم به، إذ يمكن لهذا القيد أن ينكسر. وتابع: "وكان بوتين والأوساط المقربة منه مترددين في إطلاق العنان، وإن كانت هذه الإجراءات ناجعة منذ نصف عام فقط، فإن الأوضاع الآن تتطور بشكل ديناميكي للغاية. ولم يعد احد يهتم بكيفية الانتخابات التي ستجرى بعد خمس أو سبع سنوات وإنما الجميع مهتمون بالانتخابات الجارية الآن". إن "الأوضاع قد تغيرت وباتت التطورات بادية للعيان، من خلال نتائج انتخابات الدوما، والاحتجاجات في ساحة بولوتنايا، والنقاشات المستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويرجح المراقبون تخلي فلاديمير بوتين عن الطابع الصارم للنظام السياسي القائم، والسماح "بإدارة لعبة المنافسة" وذلك عقب عودته إلى كرسي الرئاسة الروسية عقب الانتخابات المزمعة في البلاد في آذار/ مارس المقبل. أما الرئيس دميتري ميدفيديف فقد أفصح في الرسالة الأخيرة التي وجهها إلى الجمعية الفيدرالية خلال ولايته الرئاسية الأخيرة قبل الانتخابات، أفصح عن الملامح العامة لحزمة من الإجراءات الشاملة على صعيد الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد وتفعيل التواصل العكسي بين السلطة والمواطن. وتتجسد الإصلاحات السياسية المقترحة بالعودة إلى العمل في البلاد بنظام الانتخاب المباشر لحكام المقاطعات والأقاليم، وتخفيف شروط تسجيل الأحزاب السياسية، وإلغاء نظام قبول التسجيل لخوض انتخابات الدوما عقب جمع تواقيع المؤيدين للحزب الذي يزمع خوض الانتخابات المحلية وانتخابات الدوما، وتغيير مبدأ تشكيل مجلس الدوما، وتقليص عدد التواقيع المطلوب حصول المرشح الرئاسي عليها، إضافة إلى توسيع تمثيل الأحزاب السياسية في اللجان الانتخابية المحلية والمركزية. ويمكن مما تقدم استنتاج أن الإصلاحات المزمعة تتلخص في العودة إلى النظام السياسي الذي كان قائما في البلاد قبل إحداث الرئيس فلاديمير بوتين تعديلات جوهرية عليه منذ مطلع عام 2000

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram