يوسف فعلاطلقت الاتحادات الرياضية التي لم تحصد من مشاركتها في دورة الدوحة شيئا وخرجت خالية الوفاض تجر اذيال الهزيمة سيلا من التبريرات المسلفنة الجاهزة لمداراة اخفاقاتها للتخفي وراءها للهروب من تحمل المسوؤلية عسى ولعل تقنع المتابعين والجمهور بان الخروج المبكر من الدورة وعدم تحقيق الاحلام والطموحات مردها سوء التحكيم وصعوبة القرعة وغيرها من التبريرات التي لم تعد تنطلي على احد، وانما هي محاولات مكشوفة ليست فيها اسرار خافية تهدف الى ذر الرماد في العيون لتمرير الاخفاق واسكات الاصوات المنادية بالتغيير.
وباتت تلك الاتحادات الفاشلة تنتظر رحمة اللجنة الاولمبية الوطنية بتشكيل لجان متخصصة لمعرفة اسباب الاخفاق العربي لان ذلك سيكون طوق النجاة لانهاء القضية والخروج منها سالمين من دون التعرض اليهم بشيء.وكشفت المستويات الهزيلة لبعض الاتحادت الرياضية عدم امتلاكها الخطط الستراتيجية التي تطور قدرات لاعبيها واعدادهم بصورة مثالية وفق رؤية فنية رصينة للتنافس بقوة في البطولات الدولية بسبب اعتمادها على اليات عمل روتنية ضعيفة بعيدة عن مفاهيم التدريب الحديثة التي تضع في حسبانها تسخير طاقات اللاعبين الفنية والبدنية والذهنية بطريقة متفق عليها مسبقا لتحقيق الانجاز، يرافقها في الاتجاه نفسه ضرورة ان تصرف الاموال للرياضيين لا ان تهدر حسب امزجة رؤساء الاتحادات الرياضية وكما اشتكى رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي في احدى مؤتمراته الصحافية ان مشكلة عدم تطور الرياضة ان 70% من ميزانية الاتحادات تصرف على الامور الادارية و30% الى الرياضيين،وهي معادلة مخيفة من الصعب ان تنتج ابطالا يستطيعون التغلب على نظرائهم في المنافسات العربية او القارية. وهذه المعادلة تعد السبب المباشر لفشل الاتحادات الرياضية في الدورة العربية ولا دخل للتحكيم او ظلم القرعة في هزيمة اللاعبين من الادوار الاولى. تشكيل اللجان المتعددة وعقد المؤتمرات واصدار البيانات الرنانة وتحديد اوراق العمل للفترة المقبلة لن تجدي نفعا،ماهي الاعبارة عن خطابات معروفة مستهلكة ومحاولة لوضع خارطة طريق لا يمكن تطبيقها وستبقى حبرا على ورق، لان ظروف الفشل واضحة لا تحتاج الى قرائن لفك الاشتباك بين الاتحادات والرياضيين الذين يعانون قلة الموارد المادية المخصصة لهم وعدم معاملتهم بصورة صحيحة من قبل الاتحادات، وفق تلك المعطيات جاءت النتائج مطابقة للواقعين الفني والاداري البائس للاتحادات الرياضية قبل انطلاق الدورة العربية وتتلائم طرديا مع الجهود التي بذلت من رؤوساء الاتحادات والاعضاء العاملين فيها، وليس كما يصرح اغلب رؤساء الاتحادات الذين غابت عنهم شمس النجاحات انهم كانوا ضحية التحكيم والقرعة او عدم ظهور اللاعبين بمستواهم الفني المعهود. والاتحادات الرياضية امام منعرج خطير يتعلق بمستقبل الرياضة يتطلب منها اعلان مسؤليتها بشجاعة عن الفشل الذريع في فعاليات الدورة العربية بدلا من الصاقها في خانة اللاعبين والامور الاخرى، لكي تكون الخطوات المقبلة واثقة و يكون معيار العمل في الاتحادات الرياضية النزاهة والفكر المتجدد وتخصيص الميزانية للجانب الرياضي لتوفير سبل النجاح للابطال وعدم الاهتمام بالامور الجانبية لان المرحلة المقبلة يجب الجميع الابتعاد عن المجاملات لان الاتحاد ات الرياضية التي تفشل في تحقيق النتائج الجيدة في الدورة العربية لايمكنها من التقدم خطوة واحدة الى الامام في الدورات الاولمبية والاسياد.
نبض الصراحة: تبريرات الفاشلين
نشر في: 25 ديسمبر, 2011: 08:08 م