TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: حيّا الله (المغاومة)

نص ردن: حيّا الله (المغاومة)

نشر في: 25 ديسمبر, 2011: 08:30 م

 علاء حسن الفارق بين المقاومة و"المغاومة " ليس بلفظ حرف القاف ، وإنما بالمفهوم والمواقف ، والاستجابة للأوضاع السياسية السائدة في العراق بعد خروج القوات الأميركية باستثناء عدد قليل من المدربين بحسب رئيس الحكومة نوري المالكي .
بعد أشهر قليلة من سقوط النظام السابق ، تبنت قوى عراقية خيار حمل السلاح لمواجهة المحتل ، وبعضها شمل بعملياته  الحكومة والمشاركين في العملية السياسية ،  ثالث لم يستثن أحدا ، وجعل القوات الأميركية ومؤسسات الدولة ومن يعمل فيها من منتسبي الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة هدفا لنشاطه ، وأصحاب هذا التوجه يقتربون من تنظيم القاعدة بالأهداف والأساليب  ، إن لم يكونوا جزءا منها.قبل خوض انتخابات العام 2005 تخلت مجاميع مسلحة عن "المقاومة " وأعلن أصحابها المشاركة في العملية السياسية والمجاميع كانت بالمئات وتصنيفها يخضع لعوامل مناطقية وعشائرية ، ومذهبية ، ومعظمها انضمت للصحوات لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الذي جعل الكثير من المناطق نسخة من قندهار ، عندما فرض على  سكانها تبني عقيدته بالقوة ، ومنذ ذلك الوقت تبين الفارق الشاسع بين المجاميع الإرهابية ، وبين ادعاءات مقاومة القوات  الأميركية.حتى الآن لا تتوفر بيانات دقيقة عن عدد ضحايا القوات الأميركية من العراقيين، ولا احد ينكر أنها انتهكت حقوق الإنسان  في الكثير من المواقف والشواهد، ومهما كان عدد الضحايا فانه لايساوي ما فقده العراقيون جراء العمليات الإرهابية المتواصلة حتى بعد الانسحاب، وعندما تصدر بيانات وإحصائيات من جهات رسمية مستقلة ستثبت المقاومة الشريفة أنها غير متورطة باستهداف الأبرياء ، مثل الأخرى التي لاتعرف صفتها بعد ، ولم تعلن أنها شريفة أو غير ذلك .حيا الله المقاومة لأنها أجبرت القوات الأميركية على الانسحاب النهائي من العراق ، وبارك الله بجهودها عندما أعلنت انضمامها للعملية السياسية ، وتركت السلاح للتوجه نحو البناء والإعمار ، استجابة لمشروع المصالحة الوطنية ، والكلام هنا مجرد تمنيات وأحلام ، لان المصالحة ونتائجها من وجهة نظر المسؤولين المعنيين بهذا الملف حققت خطوات كبيرة ، في حين يراها الآخرون متعثرة ، وربما تسير نحو الوراء، وبقدر عدد مؤتمرات المصالحة ومجالس إسناد العشائر والصحوات ، تشهد بعض الأحياء والمناطق المتفرقة في بغداد والمحافظات نشاطا ملحوظا لجماعات مسلحة،  تدعي أن أعمالها تندرج ضمن المقاومة ، وليس "المغاومة ".تجارب دول العالم في مقاومة المحتلين ، اكتسبت  احترام شعوبها لوضوح أهدافها وبرامجها ، ولم يقتصر نشاطها على الجانب المسلح ، وإنما امتد نحو الآداب والفنون والإعلام وإنشاء مراكز البحوث ، وهي لم تقتل الحلاقين أو سواق سيارات الأجرة لنقلهم عناصر من رجال الجيش والشرطة ، ولم تختطف صحفيا أجنبيا مقابل الحصول على  فدية مالية ، وحرصت على التعبير عن إرادة قاعدة شعبية واسعة بغض النظر عن العرق واللون والجنس ، فاستحقت أن تكون مقاومة ، وحققت أهدافها بنيلها التأييد الدولي . النوع الآخر من "المغاومة " أساء لهذا المفهوم عندما استهدف الجميع بأعمال التفخيخ والقتل على الهوية وزرع عبوات في طريق تلاميذ المدارس  الابتدائية والأسواق الشعبية  ،  لكي يحافظ على شرف مقاومته بحصد المزيد من أرواح الأبرياء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram