وديع غزوان في هذه الأيام حيث يحتفل العالم بأعياد ميلاد السيد المسيح عنوان المحبة والسلام والتسامح ، في هذه الايام المباركة كان القاسم المشترك بين كل العراقيين بمختلف مكوناته تمنيهم ان يسود السلام ربوع الوطن وان ينعم اهله بالأمان الذي افتقدوه بسبب صراعات السياسيين ومشاحناتهم .
المستمع الى أماني العراقيين في ايام الاعياد هذه يلمس فرحة تشوبها الغصة والالم بسبب ما آلت اليه اوضاعهم واضطرار بعضهم لاختيار الغربة التي تصوروا أنها ستنتهي مع حدوث التغيير بعد 2003 , وها هم اليوم حائرون إزاء ما جرى ويجري من تخريب ودمار وطائفية لم يألفوها .الكل كان يتوقع عراقا يتناسب وتضحياتهم على مر السنين الطوال ,وكان الحلم يكبر ويكبر حتى تصورنا انه في متناول اليد، فكانت الانتخابات وصناديق الاقتراع ومنظمات المجتمع المدني وفسحة الحريات النسبية التي سرعان ما عمل سياسيون على تشويه صورتها الجميلة فتقلص الامل وضاعت الاحلام وسط فوضى عارمة سببها ظلال الشك القاتمة بين اطراف العملية السياسية وانعكاسها السلبي على الواقع الامني الذي كان كل مواطن يدفع ثمنه غاليا .في ايام الاعياد هذه وفي كل مناسبة يجدد العراقيون مواثيق المحبة في ما بينهم ويؤكدوا صدق انتمائهم وتمسكهم بوحدتهم الوطنية ونبذهم لكل ما يحاول ان يزرعه البعض من عوامل التفرقة الطائفية وغيرها، فتراهم وكأنهم بهذا يخاطبون عقول بعض السياسيين ممن اعتادوا تغليب مصالحهم الضيقة على مصلحة الوطن .كنت اتابع برنامجاً من احدى الفضائيات حيث التُقي فيه مع عدد من مسيحيي العراق في عواصم مختلفة من العالم وهم يتضرعون الى الله أن يعود الأمن والاستقرار الى بلدهم وكان يمكن لكل مشاهد ان يلحظ مسحة الحزن في وجوههم حتى ان احد الشباب اخذ يجهش بالبكاء وهو يتذكر افراد عائلته الموزعين اضطرارا في السويد والدنيمارك واميركا , صورة بسيطة لكنها تحمل اكثر من معنى وكنت كغيري من العراقيين أتمنى ان يشاهد احد سياسيينا هذه المشاهد مع يقيننا بانهم يعرفونها جيدا , عسى ان ينتخوا لشعبهم ووطنهم الجريح .مازلنا غير يائسين تماما من اصلاح العملية السياسية وواثقين بالمستقبل اذا ما التزم السياسيون بحد ادنى من برامجهم وعادوا الى جذورهم وشعبهم وتخلوا عن شهوات السلطة وما تحققه من امتيازات . فرغم قتامة الصورة مازال هنالك صناديق الاقتراع التي نأمل ان لا تطالها مجددا بصمات الساسة فتغير نتائجها على غير ما نشتهي ونريد .في اعياد المسيح امنياتنا جميعا ان يكف البعض عن اللعب بنيران التفرقة لانها ستحرق الاخضر واليابس كما يقول المثل، امنياتنا الان ليست خاصة انها للعراق ولشعبه الذي تحمل الكثير وضحى من اجل ان تكون اعياده مناسبات للفرح والبهجة وتطلعا الى مستقبل زاهر .العراقيون بمختلف مكوناتهم متوحدون اذا ما ابتعدت شرور السياسة عنهم فلنقل بصوت واحد الله في العلا وعلى الارض السلام وللناس المحبة .الى الاخ علي حسين مع تحياتي الحارة واشواقي الجياشه المرسومه بالمحبة وخالص الامنيات وكيف حال الامين وسلامي لكم جميعا ....طارق الجبوري
كردستانيات :أمنيات عيد المحبّة
نشر في: 25 ديسمبر, 2011: 09:35 م