علاء حسن في "يوم الوفاء" من حق العراقيين أن يعبروا عن فرحهم بالرقص والغناء احتفاءً بالإعلان الرسمي لخروج القوات الأميركية من البلاد، والدعوة جاءت على لسان أحد مستشاري رئيس الحكومة، وهو من قياديي الأحزاب المنضوية ضمن التحالف الوطني ، والسيد المستشار اخذ دور احد وزراء الإعلام في زمن النظام السابق عندما كان يوجه بفتح أبواب مسرح الرشيد ويجبر المطربين والموسيقيين والشعراء الشعبيين على المشاركة في احتفالية غنائية لمناسبة تحقيق نصر للعراق على البوابة الشرقية .
في يوم الزحف الكبير ، والنخوة ، والبيعة والمرور ، كانت السلطة تحشد طلاب المدارس والجامعات والموظفين والجيش الشعبي ، وتوجه الرفاق من حملة شارة الحزب ووسام الاستحقاق العالي ونوط الشجاعة بالإشراف على تنظيم التظاهرات، وتوفير مستلزمات النقل بطريقة السخرة لنقل المواطنين إلى ساحات الاحتفالات في المحافظات، ليعبروا عن فرحهم ومشاعرهم ، لكي يجددوا عهد الوفاء والبيعة الدائمة للقيادة الحكيمة، وفي مقدمتها صانع أمجاد العراقيين ومجدد انبعاث الأمة . صورة الأمس يريد أن يستنسخها السيد المستشار، لكنه عبر عن أسفه الشديد لسرقة فرصة الفرح من العراقيين في يوم الوفاء من قبل جهات مشاركة في الحكومة والعملية السياسية، ثبت أنها متورطة في تهديد امن المواطنين والنظام السياسي ، وبالحرف الواحد قال " كنا نريد من كل العراقيين أن يفرحوا بالغناء والرقص والموسيقى في يوم الوفاء ، ولكن هناك من سرق هذه الفرصة منهم، فجعلهم يعيشون هواجس تراجع الملف الأمني بعد أن ثبت أن حمايات عدد من الشخصيات متورطة بارتكاب أعمال إرهابية " .المستشار قيادي في احد الأحزاب المشاركة في الحكومة وعرف عنه انه كان من ابرز دعاة مصادرة الحريات بإغلاق النوادي والحد من شيوع المظاهر التي تقاطع الأعراف الاجتماعية السائدة المعبرة عن التحفظ تجاه الكثير من المظاهر، ومن بينها الغناء والموسيقى والامتناع عن ارتداء الحجاب، ودعوته إلى الفرح في يوم الوفاء على طريقته ألغت ما أعلنه في السابق ، خصوصا أن الكثير من المواطنين يعرفون أو يحفظون تصريحات المسؤولين والسياسيين التي تمس حقوقهم وحرياتهم الشخصية . العراقيون ليسوا بحاجة إلى تسمية أيامهم على طريقة النظام السابق ، وهم قبل المسؤولين والسياسيين كانوا يتطلعون إلى خروج القوات الأميركية ، لاعتقادهم بأنها لم تحفظ أمنهم ، وأشرفت على عملية سياسية عقيمة ، وكانت وراء كتابة دستور ملغوم ، وفرض إرادة طرف على حساب آخر ، وجسدت الفوضى المنظمة في البلاد حتى أصبحت عنوانا للديمقراطية في العراق. العراقي يحتفل حينما يشعر بأن الفرقاء السياسيين تركوا خلافاتهم ، واتجهوا نحو بناء دولة المواطنة ، وحسموا خلافاتهم ، وتوصلوا الى اتفاق نهائي ، لتعديل الدستور وتخليصه من الألغام الموجودة في العديد من المواد والفقرات ، وهو يحتفل عندما يتم رفع جميع الكتل الكونكريتية ، وتحقق الحكومة برنامجها بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وخصوصا من يعيش تحت مستوى خط الفقر ، أما أن يحتفل المواطن استجابة لدعوة المستشار، فالأمر أشبه بمن يطلب من حامل نعش أبيه أن يغني مقام البنجكاه مع بستة الليلة حلوة ، حلوة وجميلة آهااااااااااا جميلة.
نص ردن :دعوة للفرح الإجباري
نشر في: 26 ديسمبر, 2011: 08:00 م