دهوك/ عبدالخالق دوسكي قامت مجموعة من منظمات المجتمع المدني المعنية بالبيئة والحيوان في محافظة دهوك بإصدار بيان حول قيام تركيا ببناء سد على نهر هيزل الذي يدخل الأراضي العراقية في قرية (دشته تاخ ) الحدودية التابعة لقضاء زاخو والذي أدى إلى قطع المياه عن هذا النهر في يوم 5/12/ 2011 الأمر الذي تسبب بجفاف النهر ،وبالتالي موت الآلاف من الحيوانات المائية والبرمائية. الدكتور سليمان تمر مسؤول منظمة كردستان لحقوق الحيوان قال في حديث للمدى :
نستنكر ما قامت به تركيا بشأن قطع المياه بشكل كلي عن نهر هيزل" لأنه يتسبب بإلحاق أضرار جسيمة على البيئة في إقليم كردستان إضافة إلى هلاك الكثير من الحيوانات المائية والبرمائية" سليمان بين أن هنالك قوانين دولية خاصة بالأنهار العابرة للحدود وينبغي على الحكومة التركية الالتزام بها ،لذا فقد دعا الجهات المعنية في الحكومة العراقية إلى الضغط على تركيا للالتزام بهذه المعاهدات الدولية وقال" تركيا ببناء هذا السد قد خرقت القوانين الدولية لذلك ينبغي على المجتمع الدولي التدخل لإيقاف هذه الكارثة البيئية"عبدالله قادر مدير منظمة المياه في إقليم كردستان بين أن هنالك ثماني قرى في إقليم كردستان تقع على هذا النهر وأن هنالك أضرارا جسيمة ستلحق بهذه القرى من جراء قطع النهر ،وأضاف قائلا " يأتي هذا السد ضمن مشروع كاب العملاق الذي بدأت به تركيا منذ العام 1970 وينتهي 2025 حيث سيتم بناء 23 سدا على نهر الفرات والتي ستلحق أضرارا جسيمة بسوريا والعراق"مدير الري في قضاء زاخو سلمان محمد أوضح أن هنالك تأثيرات جانبية كثيرة ستنجم عن قيام تركيا بقطع المياه عن طريق هذه السدود وقال" يتفرع من نهر هيزل ساقيتان كبيرتان يرويان نحو (300 ) دونم من الحقول الزراعية في منطقة زاخو ،كما أن نهر هيزل يصب في نهر الخابور الذي يعد من الروافد الرئيسية لنهر دجلة وبالتالي سيؤثر على منسوب المياه في نهردجلة في عموم العراق"يذكر أن هنالك العديد من المعاهدات التي أبرمت بين العراق وتركيا خلال الأعوام الماضية آخرها كانت في العام 1980 والتي تلزم تركيا بعدم المباشرة ببناء أي سد في نهري دجلة والفرات دون إعلام دولتي الجوار العراق وسوريا وقد تم التأكيد على هذا المبدأ في المنتدى العالمي الذي انعقد في اسطنبول عام 2009.يذكر أن العراق قد وافق عام 1947 على عقد معاهدة صداقة وحسن جوار مع تركيا ألحق بها ستة بروتو كولات تضمنت تنظيم الانتفاع بمياه نهري دجلة والفرات وتفادي أضرار الفيضانات وإقامة مشروعات للمحافظة على المياه وان توافق تركيا على مبدأ إقامة أية مشروعات تثبت ضرورة إقامتها وتزويد العراق بالمعلومات الخاصة بالمشاريع والأعمال التي تنوي تركيا القيام بتنفيذها على نحو يوفق بقدر الإمكان بين مصالح تركيا والعراق وذلك باتفاقهما المشترك ،لذلك لم تظهر أي مشكلة قانونية بين الدول الثلاث حتى بدأت تركيا ثم سوريا في وضع الخطط لاستغلال مياه نهر الفرات ،ففي عام 1966 قامت تركيا ببناء سد كيبان الذي بلغت حينها سعة الخزن فيه 30,5مليار متر مكعب وإنشاء محطة كهربائية قوتها خمسة مليارات كيلو واط أما سوريا فقد قامت ببناء سد كبير على نهر الفرات يسمح بتخزين المياه بحجم إجمالي قدره 11,9مليار متر مكعب ومحطة كهربائية بقوة 800 ألف كيلو واط ،وهكذا بدأت كل من تركيا وسوريا بتنفيذ مشاريعها باستغلال مياه الفرات دون مراعاة لحقوق العراق المكتسبة في مياه النهر والتي قدرها الخبراء حينها بـ 18 مليار متر مكعب من المياه ولقد سعى العراق إلى عقد مفاوضات واتفاقيات لتحديد الانتفاع بمياه النهر بين الدول الثلاث إلا أن جميع اللقاءات والمحاولات حينها باءت بالفشل.وأخطر ما في الموضوع غير تأثيراته على الحياة اليومية هو ، على سبيل المثال ، اضطرار تركيا إلى تفريغ سريع لسد كيبان أو سد أتاتورك بهدف إنقاذهما من أي خلل قد يحصل فيهما ،أي أنها ستطلق تصريفاً مقداره (17500) متر مكعب بالثانية وستقوم سوريا بإمراره من خلال المهرب الاضطراري لسد الطبقة إلى العراق الذي سيكمل الخزن في الفراغ المتبقي أمام سد حديثة حيث لن يستوعب أكثر من (8) مليار متر مكعب أي أن المتبقي سيكون أكثر من (20) مليار متر مكعب وبتصريف طاغٍ يمكن تحويل جزء بسيط منه كما جاء أعلاه إلى منخفض أبو دبس وستحيل الموجه الطاغية من المياه مدن العراق في حوض نهر الفرات من الرمادي حتى البصرة وبضمنها بغداد إلى خراب كامل وستحل الكارثة بالعراق. هذا بالإضافة إلى إمكانية حدوث انهيار في احد سدود تركيا وطوفان العراق. وكان السفير العراقي في منظمة الفاو ومنظمات الأمم المتحدة في روما الدكتور حسن الجنابي قد أعرب عن القلق الشديد حول التناقص الهائل في كميات المياه الواصلة إلى العراق عبر الرافدين واللذين تناقصت مناسيبهما خلال السنوات الثلاثين الأخيرة بمقدار الثلثين، ما يضع البلد وسكّانه في وضع خاص وخطير لم يعتد عليه العراق منذ الخليقة وحتى الآن. وأضاف في مؤتمر صحفي في روما ، بأن خطر العطش خيّم على العراق في السنوات الثلاث الماضية بسبب الجفاف الشديد الذي حصل في المنطقة وانعكس بشكل كارثي في العراق باعتبار العراق الدولة أسفل الحوض ،ولهذا السبب وجدنا لأول مرة في تاريخ العراق أن سكان بعض المناطق جنوبي العراق يتظاهرو
تركيا تقطع المياه كلّياً عن نهر هيزل متجاوزة كلّ الاتفاقات

نشر في: 26 ديسمبر, 2011: 08:11 م