صفاء العبـد هذا اسم عراقي لامع يُضاف الى قائمة الذهب العربية .. فبعد (12) عاما من نجاح مدربنا السلوي المجتهد محمد النجار في قيادة منتخب الاردن الى الفوز بذهبية الدورة العربية ، يأتي الدور هذه المرة على زميله ومواطنه وصنوه في الابداع والتألق والاجتهاد المدرب الكبير قصي حاتم ليحقق ما حققه النجار ولكن مع المنتخب القطري هذه المرة.
وفي الحقيقة فان ما فعله قصي في "دورة الدوحة" هذه لم يكن مفاجئاً لمن يعرفه .. فهو من بين اكثر اللاعبين اجتهاداً في لعبته يوم كان نجماً من نجوم نادي الرشيد .. كما انه من بين اكثر اللاعبين تميزاً وحرصاً وعطاءً يوم كان علماً من اعلام منتخبنا الوطني .. ويوم تحوّل الى عالم التدريب استقطب الانظار بطريقة نادرة وقد تكون غير مسبوقة عندما تولى مهمة تدريب منتخب لبنان خلفاً للامريكي بول فاكنر لينتشله من محنته ويقوده الى تحقيق افضل النتائج في دورة الالعاب الآسيوية بالدوحة ايضا عندما تصدّر تلك المجموعة الصعبة التي ضمت يومها منتخبات عملاقة مثل الصين واليابان وتايوان وكازاخستان واوزبكستان.اما عندما تحوّل الى قطر فانه سجل نجاحاً ملفتاً وكبيراً وجعل الانظار كلها تتجه نحوه عندما صنع من فريق نادي الغرافة قطباً كبيراً وبارزاً من اقطاب السلة القطرية ليقوده الى الفوز بأكبر بطولتين محليتين وهما بطولتا كأس الامير وكأس ولي العهد ليصبح الحديث عن كرة السلة في قطر يعني الحديث عن قصي حاتم اولاً وقبل كل شيء.ولأنه كذلك فقد وجد فيه المعنيون في السلة القطرية منقذاً لمنتخبهم الذي كان يترنح تحت وطأة ما اصابه من تراجع كبير واخفاقات متتالية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لاولمبياد لندن ، فكان القرار الذي وضعه على رأس الجهاز الفني للمنتخب بحثاً عما يمكن ان يحققه معه في دورة العرب.اما الذي حدث بعد ذلك فلم يكن اقل من حكاية من حكايات الف ليلة وليلة .. فها هو قصي يُعلن عن نفسه نجماً ساطعاً من جديد وهو يمتطي مع منتخبه العنابي ذلك الحصان الطائر ليحلق بعيداً في سماء العرب ، فكان ان اسقط كل المراهنات وشطب على كل تلك التوقعات التي كانت تذهب الى ترجيح كفة منتخبات مصر والاردن وتونس ولبنان مسجلاً الانتصار تلو الآخر وصولاً الى منصة التتويج التي اعلنته بطلاً بلا منازع متوجاً بتلك الذهبية الثمينة التي منحت قطر اول لقب من نوعه على صعيد الالعاب العربية. نعم ، قطر هي من توّجت بالذهب ولكن بصناعة عراقية خالصة ، مثلما حدث مع سلة الاردن قبل اكثر من عقد من الزمن على يــد النجار ، ومثلما كاد يحدث ايضا مع كرة القدم الاردنية على يــد مدربنا الرائع عدنان حمد عندما كان على بُعد ثوانٍ قليلة من الذهبية الأغلى في الدورة لولا ان عبس الحظ بوجهه عند تلك اللحظات الحرجة من عمر اللقاء النهائي للمسابقة.هكذا هم العراقيون عندما يعلنون التحدي ، وتلك هي قدراتهم وابداعاتهم ، وبهذا القدر من العطاء يمكن أن يرسموا معالم الإنجاز بأبهى صوره. تُرى ، ألا يحزّ في النفس ان تبقى كل هذه الطاقات المبدعة بعيدة عن رياضتنا العراقية .. أليس من سبيل يمكن من خلاله الاستعانة بهم والاستفادة من خبراتهم وامكاناتهم لكي تصب في رحم رياضتهم الأم بدلا من أن تصب لدى الآخرين ؟!شكراً لقصي .. شكراً لحمد .. شكراً للنجار ولكل مَن يُبدع ليثبت للجميع بأن طاقات العراقيين أكبر من أن
خارج الحدود: شكراً.. قصي حاتم
نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 07:43 م