علاء حسن إذاعة دولية وجهت سؤالا لعدد من أعضاء مجلس النواب لبيان رأيهم حول من يستحق لقب شخصية عام 2011 من السياسيين والمسؤولين ، والسؤال خضع للحسابات "الكتلوية " لان اختيار الأعضاء وقع على رؤساء كتلهم النيابية ، وزعمائهم وقادتهم ، ولم يتنازل احدهم عن ولائه الكتلوي والمذهبي والطائفي ، وبعضهم أصر على اختيار المسؤول الفلاني شخصية العام ، لاعتقاده بان المسؤول حقق انجازات كبيرة بتحسين الأداء الحكومي ، فضلا عن دوره في تسريع الانسحاب الأميركي من العراق ، ونجاحه في إدارة الملف الأمني .
بعض الإجابات لسؤال الإذاعة حملت جانبا من الطرافة ، فاختار النائب المستقل حسن العلوي نفسه شخصية العام ، وكذلك للسنوات السابقة ، لأنه تعرض للاعتقال والملاحقة ، ولايوجد كما قال في الطبقة السياسية من ينافسه بالثقافة والنضال ، وانه باحث ومزواج ، ولذلك تفوق على الآخرين بالصفات التي ذكرها فاستحق اللقب .عضو مجلس النواب صفية السهيل لم تجد في الساحة السياسية من يستحق اللقب ، لان الجميع وباستثناءات قليلة جدا ، انشغل بتحقيق مكاسبه الشخصية والحزبية والفئوية ، وليس هناك من تبنى الدفاع عن مطالب الشعب العراقي كما وردت في برنامجه الانتخابي .في زمن النظام السابق كانت شخصية كل الأعوام معروفة ، ومن يختار غيرها يدفع نفسه للوقوع في ورطة وانتظار المصير المجهول ، وهذه الحالة لم يتخلص منها البعض من هواة ومحترفي الرقص على إيقاع الولاء المطلق للزعيم والمسؤول والقائد الرمز ، والحالة هذه ربما لاتعكس صدق المشاعر بقدر التعبير عن الخوف من احتمال المحاسبة على طرح رأي يخالف إجماع الجوقة ، واتفاقها على رمز واحد ليحتل موقعا اكبر من حجمه ، شغله بالأكاذيب والتسويق والترويج وبدعم من وسائل إعلام حزبية .لاتوجد في العراق مؤسسات لاستطلاع الرأي ، وان وجدت فهي تسخر من قبل جهات حكومية لانجاز مهمات محددة ، وبغيابها من الصعب جدا اختيار سياسي ليكون شخصية العام فيظل الاختيار خاضعا للرغبات والأهواء والتوجهات ، ولايخرج من هذه الدائرة ، لان الرمز المفروض بقوة لايعطي فرصة لمنافس آخر ، ولذلك عندما أقدم موقع إلكتروني على طرح سؤال لجمهوره في عام سابق يتعلق باختيار شخصية تستحق لقب رجل الدولة في العراق ، وقع الاختيار على شخصيات ليست لها علاقة بالدولة ، وهم قادة أحزاب وقوى معروفة في الساحة السياسية .لايواجه الجمهور ثمة صعوبة في اختيار فنان أو رياضي ليكون شخصية العام ، لكنه يتردد كثيرا حينما يختار السياسي ، لأنه سيقع تحت طائلة الميول والانتماء والولاء ، وربما يشطب على الجميع لأنهم لايستحقون اللقب من وجهة نظره .في الأيام المقبلة ستنشر وسائل إعلام عربية وأجنبية نتائج استطلاعاتها لاختيار شخصية العام ، وسيكون لمرتكبي الفضائح حصة في النتائج ، بوصفهم الأسوأ ، ومثل هكذا استبيان في العراق باستطاعته أن يعبر عن رأي الجمهور بشكل حقيقي ، لان السيئين أعدادهم كبيرة ، والحيرة في اختيار احدهم والمشكلة في إعلانه لأنه ربما يكون مسؤولا امنيا كبيرا فيهجم بيوتنا على رؤوسنا قبل أن نغير قناعاتنا بأنه يستحق لقب شخصية العام بالقوة .
نص ردن: شخصية عام 2011

نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 07:58 م