TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: شخصية عام 2011

نص ردن: شخصية عام 2011

نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 07:58 م

 علاء حسن إذاعة دولية وجهت سؤالا لعدد من أعضاء مجلس النواب لبيان رأيهم حول من يستحق لقب شخصية عام 2011 من السياسيين والمسؤولين ، والسؤال خضع للحسابات "الكتلوية " لان اختيار الأعضاء وقع على رؤساء كتلهم النيابية ، وزعمائهم وقادتهم ، ولم يتنازل احدهم عن ولائه الكتلوي والمذهبي والطائفي ، وبعضهم أصر على اختيار المسؤول الفلاني شخصية العام ، لاعتقاده بان المسؤول حقق انجازات كبيرة بتحسين الأداء الحكومي ، فضلا عن دوره في تسريع الانسحاب الأميركي من العراق ، ونجاحه في إدارة الملف الأمني .
بعض الإجابات لسؤال الإذاعة حملت جانبا من الطرافة ، فاختار النائب المستقل حسن العلوي نفسه شخصية العام ، وكذلك للسنوات السابقة ، لأنه تعرض للاعتقال والملاحقة ، ولايوجد كما قال في الطبقة السياسية من ينافسه بالثقافة والنضال ، وانه باحث ومزواج ، ولذلك تفوق على الآخرين بالصفات التي ذكرها فاستحق اللقب .عضو مجلس النواب صفية السهيل لم تجد في الساحة السياسية من يستحق اللقب ، لان الجميع وباستثناءات قليلة جدا ، انشغل بتحقيق مكاسبه الشخصية والحزبية والفئوية ، وليس هناك من تبنى الدفاع عن مطالب الشعب العراقي كما وردت في برنامجه الانتخابي .في زمن النظام السابق كانت شخصية كل الأعوام معروفة  ، ومن يختار غيرها يدفع نفسه للوقوع في ورطة وانتظار المصير المجهول ، وهذه الحالة لم يتخلص منها البعض من هواة ومحترفي الرقص على إيقاع الولاء المطلق للزعيم والمسؤول والقائد الرمز ، والحالة هذه ربما لاتعكس صدق المشاعر بقدر التعبير عن الخوف من احتمال المحاسبة على طرح رأي يخالف إجماع الجوقة ، واتفاقها على رمز واحد ليحتل موقعا اكبر من حجمه ، شغله بالأكاذيب والتسويق والترويج وبدعم من وسائل إعلام حزبية .لاتوجد في العراق مؤسسات لاستطلاع الرأي ، وان وجدت فهي تسخر من قبل جهات حكومية لانجاز مهمات محددة ، وبغيابها من الصعب جدا اختيار سياسي ليكون شخصية العام فيظل الاختيار خاضعا للرغبات والأهواء والتوجهات ، ولايخرج من هذه الدائرة ،  لان الرمز المفروض بقوة لايعطي فرصة لمنافس آخر ، ولذلك عندما أقدم موقع إلكتروني على طرح سؤال لجمهوره في عام سابق يتعلق باختيار شخصية تستحق لقب رجل الدولة في العراق ، وقع الاختيار على شخصيات ليست لها علاقة بالدولة ، وهم قادة أحزاب وقوى معروفة في الساحة السياسية .لايواجه الجمهور ثمة صعوبة في اختيار فنان أو رياضي ليكون شخصية العام ، لكنه يتردد كثيرا حينما يختار السياسي ، لأنه سيقع تحت طائلة الميول والانتماء والولاء ، وربما يشطب على الجميع لأنهم لايستحقون اللقب من وجهة نظره .في الأيام المقبلة ستنشر وسائل إعلام عربية وأجنبية نتائج استطلاعاتها لاختيار شخصية العام ، وسيكون لمرتكبي الفضائح حصة في النتائج ، بوصفهم الأسوأ ، ومثل هكذا استبيان في العراق باستطاعته أن يعبر عن رأي الجمهور بشكل حقيقي ، لان السيئين أعدادهم كبيرة ، والحيرة في اختيار احدهم والمشكلة في إعلانه لأنه  ربما يكون مسؤولا  امنيا كبيرا فيهجم بيوتنا على رؤوسنا قبل أن نغير قناعاتنا بأنه يستحق لقب شخصية العام بالقوة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram