دهوك/ عبدالخالق دوسكيعلى غير عادتهم احتفل المسيحيون في محافظة دهوك بقدوم عيد ميلاد السيد المسيح حيث قاموا بإجراء مراسيمهم وسط أجواء اتسمت بالقلق من حدوث ما قد يعكر عيدهم بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة دهوك وقضاء زاخو تحديدا .
بهذه المناسبة بارك الأب ماسيس شاهينيان راعي كنية الأرمن في دهوك عيد الميلاد على المسيحيين في جميع أنحاء العالم وقال"أطلب من الرب أن يمسح جميع الخطايا التي طالت أبناء شعبنا المسيحي لكننا رغم ما يحدث فإننا لا نعد أنفسنا أقلية ضمن هذا البلد وإنما نحن من أبنائه ونحن متمسكون بوطنيتنا "وبيّن إن ما جرى في قضاء زاخو لم يكن يحمل وراءه أهدافا دينية وسياسية واصفا إياها بنوع من الغباء " كان غباء من قبل بعض المراهقين الذين تركوا آثارا سلبية على نفوس أبناء المسيحيين في إقليم كردستان ،وقد أدت تلك الأحداث الأليمة إلى هجرة نحو عشرعوائل مسيحية إلى خارج العراق "وقال " أصبح المسيحيون مستهدفين في العراق لأسباب عديدة وكان ملاذهم الوحيد هو إقليم كردستان "وطالب الأب شاهينيان بـ" ضرورة توفير الاحترام المتبادل بين الأديان لأن هنالك أصولا مشتركة بين المسلمين والمسيحيين".من جهته الأب يوسف ياقو راعي كنيسة ماريث آلاها الخاصة بالطائفة الكلدانية بين إنهم قاموا بإجراء كافة طقوسهم وصلواتهم الدينية في ليلة عيد الميلاد متمنين أن يعم السلام في العراق وإقليم كردستان ويسود الإخاء والسلام بين كافة مكونات الشعب العراقي وقال " نطلب من طفل المغارة أن يحل السلام بيننا لأنه أمير السلام لأن الإنسان في هذا الوقت بحاجة إلى السلام مع أخيه وجاره ومع كل العالم "وقال أيضا :رفعنا صلواتنا إلى الحكومة أيضا لكي تقوم بتوفير الأمن والأمان لنا للعيش في موطننا بسلام وأمان ومحبة رغم الأوضاع التي نمر بها في عموم العراق ،وأضاف " نشكر الحكومة على توفيرها لنا الأجواء الآمنة للقيام بقداسنا في ليلة الميلاد حيث الحراسات كانت متوفرة أكثر من قبل"وحول مدى تأثير الأحداث الأخيرة التي جرت في قضاء زاخو على أجواء العيد قال القس يوسف ياقو" سببت لنا قلقا ولكنها صارت من الماضي ولا نريد أن نتذكرها حتى نستطيع أن نعيش بفرح ومحبة وسلام".هورمز نجا مواطن مسيحي من محافظة دهوك قال" إن هذا العيد يختلف عن الأعوام السابقة فكنا نقوم بقداسنا إلا إننا كنا قلقين من أن تقوم جماعات متطرفة بالهجوم على إحدى الكنائس الخاصة ،لأن الذي جرى في قضاء زاخو قد أرعبنا إلى درجة إن الكثير منا لم يشتر لوازم العيد ،لذا نحن نحمد الله على مرور هذا العيد بسلام ونتمنى أن يستمر الاستقرار والأمان و تقوم الحكومة بتوفير الأمان لكافة القوميات والأديان المتواجدة في المنطقة وتحاسب الذين أشاعوا الفوضى والبلبلة بين الناس" .يذكر أن هنالك العديد من الطوائف المسيحية التي تعيش منذ آلاف السنين في إقليم كردستان وتربطهم علاقات حميمة مع المسلمين المتواجدين في المنطقة .وكانت صحيفة "هولير" اليومية قد تناولت إقامة المسيحيين مراسيم صلاة عيد ميلاد السيد المسيح والتزاور في ما بينهم لتقديم التهاني في أجواء آمنة في إقليم كردستان. وأضافت الصحيفة إن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى أن تعداد المسيحيين في الإقليم يتراوح بين 250-300 ألف نسمة أغلبهم من الكلدان ،وأن هناك 96 كنيسة في الإقليم وأن 57 منها أقيمت فيها مراسيم قداديس عيد الميلاد. ونقلت الصحيفة عن مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف في الإقليم خالد جمال قوله إن الاحتفال بعيد الميلاد جرى في أجواء تمتاز بالحرية والأمن وأن العديد من المسيحيين من داخل وخارج العراق جاءوا للمشاركة في هذه الاحتفالات.يذكر أن المسيحيين كانوا يشكلون نسبة 3.1 بالمئة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.
وسط احتفالهم بأعياد الميلاد..راعي كنيسة الأرمن في دهوك:لا نعدّ أنفسنا أقلية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 08:11 م