TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :عباس البياتي وبابا بايدن

العمود الثامن :عباس البياتي وبابا بايدن

نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 10:33 م

 علي حسين لا أدري لماذا لا يتحلى النائب عباس البياتي بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على امره الذي يطلب منه دوما أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب، ولا ادري لماذا يصرّ السيد البياتي على أن يحاصرنا في الفضائيات والصحف ويطلق سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة، طبعا أتمنى ألاّ يتصور البعض إنني أريد أن اسخر من السيد النائب ولكنني أؤمن كما يؤمن غيري كثيرون أن أفكار وخطب السيد البياتي
 لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هسترية من الضحك، السيد البياتي الذي يتنقل يوميا من فضائية إلى أخرى حاملا آخر الأخبار والمستجدات في معركة تكسير العظام بين دولة القانون والعراقية، خرج علينا بالأمس ليزف البشرى للعراقيين، فقد وصل اخيرا نائب الرئيس الأميركي وسيعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، هكذا إذن فبعد أن توعدنا السياسيون بسيناريوهات مختلفة وباضطرابات وفوضى عارمة.. وتمنوا لهذا الشعب عدم الاستقرار وغير ذلك كثير.. وصلنا مع السيد البياتي لآخر التمنيات وهي أن يساهم السيد بايدن في وضع النهاية للحرب الضروس بين علاوي والمالكي.  اليوم الجميع تنفسوا الصعداء مع التصريح الذي أطلقه مشكورا عباس البياتي والذي فتح بابا صغيرا لإمكانية التسامي على الخلافات بين الأشقاء والاصطفاف في خندق واحد ضد العدو وهو خطر الشعب الذي صدع رؤوس المسؤولين والسياسيين بكثرة مطالبه وإصراره على العيش بكرامة ومطالباته التي لا تنتهي بتوفير الخدمات.وأنا اسمع البياتي أمس ظللت متفرجا على الرجل، الذي آثار تصريحه انتباهي لأمرين مهمين، الأول، خفة البياتي ورشاقته في التحول من الموقف إلى نقيضه، وثانيها مراهنة بعض السياسيين على ضعف ذاكرتنا، فقبل أشهر ظل السيد البياتي ومعه العديد من أعضاء دولة القانون يشككون في نوايا بايدن ويعتبرون تحركاته خطرا على العملية السياسية في العراق، وأتذكر أن السيد البياتي ملأ مجلدات من التصريحات ضد بايدن لأنه أراد أن يتدخل في فض النزاع على منصب رئيس الوزراء آنذاك، وحين قال بايدن في تلك الأيام "إن واشنطن ستنتهج سياسة أكثر تشددا حيال الحكومة والقادة العراقيين لدفعهم لإجراء إصلاحات سياسية". خرج عليه البياتي شاهرا سيف يحذره من ان يدس انفه في شؤون العراقيين قائلا بالحرف الواحد إن "بايدن يقرأ الصورة القديمة ونأمل منه أن يخصص جزءا من وقته لدراسة الملف العراقي والوقوف على التطورات على الأرض بإمعان، إن الشعب العراقي يحتاج إلى دعم وإسناد لا إلى نصائح معلبة وجاهزة، إن هذه التصريحات خرجت عن السياق الدبلوماسي فلا يمكن لأية دولة أن تتعامل مع دولة أخرى بنفس أبوي".  هكذا إذن وبلمح البصر خلع عباس البياتي ثياب المقاتل ضد الأب بايدن، وارتدى زي المرحب بزيارة نائب الرئيس الأميركي فأخذ يزف لنا البشرى بان بابا بايدن بحكمته ورجاحة عقلة سيضع حدا لحروب السياسيين، لو أخذنا ما صرح به البياتي على محمل الجد، ولو جرى تقييمه بعيدا عن اعتباره نوعا من الكوميديا المباشرة إلى درجة الإسفاف، فإن شيئا ما يحاك ضد هذا الشعب المسكين، الذي ابتلي بسياسيين لديهم قدرة هائلة على التلون، وأبصارهم معلقة دائما بالسلطة، لكنهم للأسف لا يعرفون أن الناس ليسوا بالغباء الذي يظنون. فلو استمع البياتي لحديث الشارع وشكوى الناس من الواقع السياسي، سيدرك أنهم الناس وان صبروا على مثل هؤلاء السياسيين، لكنهم لن يغفروا لهم ضلوعهم في الكذب والتضليل.مشكلة البياتي ومن معه أنه ينفخون في بالون ويوهمون أنفسهم أن هذا حمل سوف يسفر عن جنين في حين أنه مجرد نفخ. إن نموذجاً يفرح ويهلل لوصول بابا بايدن ويعتقد أن الوصول إلى السلطة يمر عبر الانتهازية والمحسوبية مثل هذا النموذج لا يملك أي مقومات لكي يعبر عن أحلامنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram