فنان له ذاكرةٌ متوهجةٌ، وحضورٌ متميّز، وحلاوة شباب، وسعة أفق، قدّم أعمالاً متميزة على خشبة المسرح وفي التلفزيون.. الشكرجي العائد إلى أحضان بغداد التقيناه وسألناه: * ما هي أمنياتك لعام 2012؟ - أمنياتي أن يسود العدل والمساواة والمحبة عموم وطننا العربي، وبخاصة العراق الوطن "الأم" الذي أُثخن بالجراح والهموم ومعاناة المواطن اليومية. * ماذا تعني لك الغربة؟
-هي الغربة حتى لو كنت تعيش في جنة أو نعيم، إلاّ انك تشعر بأنك بعيد كل البعد عن تلك التي ولدتك وأرضعتك واحتضنتك، وكما قال الشاعر العراقي عبدالمحسن الكاظمي: بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وان شحوا عليّ كرامُ* وكم هو حجم الأمل عند جواد الشكرجي؟- الأمل بدأ في عصرنا هذا "ألم"، ولا استطيع إلا أن اشهق وأقول (يا بويه)، أو كما قال شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري:أنا عندي من الأسى جبلُيتمشى معي وينتقلُ *وحجم الحب؟-الحب هو أكسير الحياة وهو المادة الفاعلة لأننا من دونه سنغدو أكثر من جماد، وربما الجماد فيه بعض من حياة، أو ربما الخشب فيه حياة لأنه أصلٌ من نبات وشجر ومن دون هذا يبدو الإنسان بلا حب كائنا ظلاميا تكتنفه الظلمة. *في أية محطة أنت الآن من محطات العمر؟- العمر قطار إن لم يمر في جميع المحطات لم يعد قطارا، ولم يعد عمرا، لان للقطار بداية ونهاية، وأعمارنا مهما تطول قصارُ!* ما هي قيمة الفن عندك؟- الفن يعني بالنسبة لي الولادة ولولاه لغدوت شيئا آخر، الفن هذّبني وأدبني وشذّبني، واسقط مني خطايا وأبقى بعضا منها، وأحاول جاهداً أن اقضي على ما تبقى منها، الفن كان لغة مشتركة استخدمها بيني وبين الناس، لأن الفن لغة العقل والضمير معاً، الفن لا يحاكي إلاّ الجمال. * بماذا تحلم؟ - حلمي أن أرى أولادي وهم يافعون نافعون قبل ساعة الرحيل، أن أراهم وهم سامقون كنخيل وطنهم قبل أن أغمض عيني الإغماضة الأخيرة، وحلمي أن أرى وطني جديدا جميلا عبقا عطرا معافى، وان أراه حقيقة لا حلما الجأ إليه كل مرة.
أمنيات بانتظار 2012..جـــواد الشكرجــي: حلمـي أن أرى وطنــي معـافــى
نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 10:34 م