TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :رياح الربيع الأولمبي

مصارحة حرة :رياح الربيع الأولمبي

نشر في: 28 ديسمبر, 2011: 07:56 م

 إياد الصالحي تتخذ الدول المتقدمة على مستوى ادارة الرياضة جملة من القرارات الصارمة المجردة من العلاقات الشخصية لحماية مصالح منتخباتها والمحافظة على سمعتها عندما تتعرض الى انتقادات قاسية بسبب نتائج متدنية وقاسية في لعبة ما يكون المسؤول الاداري اول من يدفع ثمنها ولا يوجد التفاف او تسويف ينأى بالاخير عن مواجهة العقاب، فمهما كبر شأنه وعظمت انجازاته السابقة جاء اليوم ليكون تحت طائلة الحساب وبقاؤه لم يعد مجدياً، فهناك وطن واحد يعمّر على الارض وجميع مواطنيه يمتطون صهوات التغيير والرحيل!
اما هنا في بلدنا، فلابد من الاعتراف أولاً ان بعض مسؤولينا صاروا اكثر دهاءً وفطنة من عقول الغرب كلما لفحتهم نيران الانتقادات لاجبارهم على دفع الحساب او تحميلهم الاضرار المعنوية التي يتعرض لها العراق في مشاركة خارجية يتباهون بانهم خير سفراء له ولا يتركون صحيفة او تلفازاً او اذاعة إلا وملؤوها فخراً بقدراتهم الادارية على تحقيق المعجزات بيد انهم لا يخجلون من ابداء سخطهم على تأخر مسؤولي الحكومة في تكريم الرياضيين، لكنهم يتوارون عن الانظار ويدفعون بمن هم اقل مسؤولية لتبرير الفشل امام الاعلام ويظهرون عناداً شرساً في عدم تقبل النقد او الاتهام، فالخسارة أمر طبيعي في الرياضة وفارق المستوى وقلة الخبرة والاخطاء الفنية حجج جاهزة وباتت اطواق نجاة للهروب من تبعات التقصير.لهذا اجد ان الروشتة الفنية التي وصفها الدكتور باسل عبد المهدي في رؤيته الصريحة لما جرى لرياضتنا في (عربي 12) بالدوحة غنية بالحلول الناجعة والاجراءات الرادعة بعد ان باغت الرجل الجميع قبل ان يلتئم شمل الاولمبيين على طاولة التقييم قريباً، وجاءت في رؤيته تلك مسألتان خطيرتان تستدعيان التحقيق الدقيق فيهما إذ اعترف ( ان الاولمبية سمحت لمشاركة بعض الفرق خلافاً لما اوصت به اللجنة الاستشارية ) و (هناك غياب متعمد لجهاز مراقبة وتقييم كفء، والامانة العامة للاولمبي سمحت لجواز مرور الرياضي الى الدوحة من دون ضوابط ومعايير علمية ). ماذا يعني ذلك ؟ ان سياسة ادارة الرياضة العراقية تحكمها الارتجالية في تحديد اهدافها وما تزال ضغوطات العلاقات الشخصية تمزق مواثيق المناهج العلمية التي اشار اليها عبد المهدي والمتفق عليها قبل بدء الدورة العربية، اي ان التهاون في قبول رياضيين ضعفاء بحجة اكتساب الخبرة والسكوت على فضيحة البون الشاسع لبعض العابنا مع الآخرين، أمر مريب يدلل على وجود تعمد في افشال سعي بلدنا الى تطوير مراكزه وتصنيفاته في مختلف الالعاب التي كانت تشير النتائج الظاهرة على شاشة التلفاز مع علم دولتنا الى تخلفه وراء دول تحلم بربع الميزانية السنوية المخصصة للجنة الاولمبية الوطنية لتنمية مشاريعها الرياضية.ليت البعض يستفيد من دروس الدوحة وما اقساها، لا ان يدور حول الحجة نفسها مثلما خرج علينا امين عام اللجنة الاولمبية د.عادل فاضل في لقاء تلفازي قبل يومين رد خلاله بصرامة على سؤال مقدم البرنامج بشأن العقوبات المتوقعة بحق المقصرين: وهل تريد العودة بنا الى ايام الرضوانية ؟ وكأن فاضلاً لا يرى مبرراً لاتخاذ تدابير عقابية بحق الفاشلين لانها ترتبط بفكرة الايذاء الجسدي للرياضي في عهد اولمبية النظام السابق! والغريب انه أكد شروع المكتب التنفيذي بتطبيق عقوبة جديدة تتلخص بـ "  تقليص ميزانية الاتحاد الفاشل للعام المقبل " وهي فرصة لرئيس الاتحاد ليبقى جاثماً وعاجزاً عن تطوير لعبته بسبب شحة الدعم!ولكم ان تتخيلوا عشرات الاعذار التي يمسك بها مسؤولو الاولمبية للتملص من تهمة سقوط الرياضة العراقية تحت حوافر العدائين الافارقة وانكسار سيوفها من دون حياء والقبول بتمزق شباكنا واهانة كرتنا انصياعاً لرغبة زيكو في التجريب.لا بديل اليوم من ثورة تغيير وجوه كثيرة في ( ربيع اولمبي ) هذه المرة قبل ان يجد المتكاسلون مقاعدهم الوثيرة جاهزة للتجديد في الدورة الانتخابية المقبلة سواء في المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية باعتباره المسؤول الاول عن التخطيط لأكبر فضيحة عراقية في الدورات العربية على مستوى الافراد والجماعة أم في الاتحادات المركزية التي ثبت انها لا مركزية فعلاً بعد ان تخلت الاولمبية عن مسؤوليتها وسلمت الاتحادات مقدرات العبث بحظوظ رياضيينا امعاناً في حقيقة تعاطي بني آدم مع وقائعه على الارض فكثير من المصائر نصنعها بأنفسنا ونبكي عليها.. ولا نتعظ ابداَ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram