النجف / عامر العكايشي تمتزج العطور التي يركّبها العطارون بالقرب من ضريح الإمام علي في النجف بأجواء الصفاء والتأمل التي ينقطع فيها المقبلون على هذا المكان إلى عالم آخر فيأخذون شيئا منها إلى أوطانهم تذكارا يبقى شاهدا في نفوسهم على لحظة الصدق التي عاشوها كلما استنشقوا شذى عبيرها .ويشكل إقبال الزوار على اقتناء أنواع من العطور المركبة بدقة ازدهارا اقتصاديا لهذه المهنة التي باتت اليوم تجارة قائمة بذاتها
بعد أن كانت تعتمد على بعض الأفراد الذين كانوا يعانون سابقا من قلة المقبلين عليها وشحة موادها الأولية .يقول كرار الشمرتي وهو من أشهر مستوردي ومركبي أنواع العطور في النجف لـ( المدى) " إن ازدهار هذه التجارة جاء لسببين الأول كثرة الزوار الوافدين إلى النجف من داخل العراق وخارجه وتوفر الأنواع الأصلية من مناشئها العالمية وهي ممتازة " . ويضيف "نحن نستورد هذه العطور من أربعة مناشئ إسبانية وفرنسية وإنكليزية وألمانية وهي عالميا تعتبر من صنف الدرجة الثانية لان الدرجة الأولى تكون عادة قيمتها المادية مرتفعة جدا و الدرجة الثانية التي نعمل عليها الآن موجودة في عمان وسوريا والسعودية وبلدان أخرى وهي خاضعة لجهاز التقيسس والسيطرة النوعية ". ويؤكد أن" الزوار يحرصون على شراء أنواع العطور كون بعضها مستحبة للصلاة مثل المسك والعنبر والرازقي إلى جانب عطور الماركات العالمية والزائر يتبرك بها لأنها من النجف، جاسر رخيم زائر من السعودية اعتبر إن " العطور التي اقتناها ستكون شاهدا وتذكارا على لحظات انقطع فيها إلى عالم آخر مليء بالصدق". ولم يختلف كثيرا مهمدار سلمان زائر من باكستان عما ذهب إليه جاسر بقوله " إن زيارتهم النجف وضريح الإمام علي (ع) تكون مرة واحدة في العمر لذا فهم يحرصون على أن يكون العطر تذكارا على تلك اللحظات الصادقة ".والى جانب الزوار المقبلين على شراء هذه النوعيات من العطور التي يركبها العطار حسب الرغبة عن طريق خلط نوعيات منها مع بعضها بنسب ومقادير معينة يقبل الشباب بشكل كبير على اقتناء هذه النوعيات من العطور لكونها مركزة ورخيصة السعر نوعا ما .يقول الشاب علي حسن الذي ابتاع احد أنواع هذه العطور " إن العطور المستوردة المعبأة في القناني الجذابة هي عبارة عن مواد مغشوشة ليس إلا كون الأصلية منها باهظة الثمن وقد تصل أسعارها إلى 100 دولار في حين زجاجة صغيرة من هذه العطور المركزة لاتتجاوز قيمتها دولارا واحدا فقط ".ويعقب احمد عدنان على كلام علي بقوله " ليست لكونها رخيصة فحسب وإنما ثابتة ولاتتغير بعد تعرضها لأشعة الشمس و لاتتحول إلى عطور كريهة بفعل التفاعلات الكيميائية مع الشمس ومع إفرازات الإنسان". وعن طبيعة الأنواع التي يفضلها الشباب لفت جاسم إلى أنها" ( الهافوك ) و ( اللانكوم ) و( الهوكو ) و( الوتر ) و ( غرام الليل ) و( الهاواي ) و( الرومانتك ) هي أكثر مايطلب وهي تحتاج إلى تركيب أكثر من نوع لإنتاجها ".ولكن مستوردي العطور شكوا من تأخر بضائعهم في الحدود بعد أن تصل مباشرة إلى البلاد من فرنسا وإنكلترا وألمانيا وذلك لكونها تصنف بكونها مواد كيميائية .
ازدهار تجارة العطور المركّبة في النجف

نشر في: 28 ديسمبر, 2011: 08:08 م