TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: متى يعلمون ؟!

كردستانيات: متى يعلمون ؟!

نشر في: 28 ديسمبر, 2011: 08:24 م

 وديع غزوانلا يختلف اثنان على أن نظاماً يحترم نفسه لابد من أن يضع في رأس أولياته احتياجات  مواطنيه الأساسية وتوفير مستلزمات الضروري منها بالحد الأدنى  كالتعليم والصحة والأمان وغيرها من الخدمات ، وهذا لا يتحقق دون قناعات سياسية تؤمن بهذا الهدف وتتفق في ما بينها عليها مهما اختلفت منطلقاتها وتباينت نظرياتها، فالمهم أن لا خلاف على شيء أساسي سام يعد  الإنسان فيه قيما عليا ويوظف كل الموارد والمؤسسات لخدمته .
إزاء ذلك لا يملك العراقي وهو يجد نفسه مضطرا للبحث عن الرعاية الصحية في الخارج غير أن يتساءل عن أسباب استمرار سوء هذه الخدمات الضرورية في وطنه وما الذي يميز بلدان العالم الأخرى بما فيها دول الجوار عنه وهو الذي يمتلك كل هذه الثروات التي شاء السياسيون وفي مختلف الأنظمة التي تعاقبت على حكمه تبديدها وضياعها لتكون في متناول يدهم فقط، وإذا أضفنا إلى كل ذلك ما يمتلكه البلد من كفاءات فان علامات التعجب والاستفهامات تكون أكبر .لاندري وحيث يبحث كل واحد منا  في أرجاء المعمورة عما يشفي جراحه وأوجاعه وهو يقف في مطارات وبوابات دول بانتظار عطف موظف يمنحه تأشيرة الدخول : لا ندري في أي خانة يمكن تصنيف نخبنا التي تجيد في تصريحاتها كل الكلمات المنافقة والمخادعة عن احترام الإنسان لكنها في خضم توليها مقاعد المسؤولية تناست أبسط حقوق شعبها وعملت على تغليب مصالحها على حساب جوع ومرض وتشريد الملايين .ماذا نقول عن أولئك ونحن نراهم يجوبون دول العالم مع عوائلهم ويستخدمون احدث السيارات  ويسكنون أفخم الفلل في أي بقعة يشاؤنها في العالم بفضل جوازاتهم الدبلوماسية والأموال التي اقتطعوها من الميزانية ونحن شبه عراة وأكثرنا يتضوّر جوعا وبعضنا يحسب في الغربة يوميا ما لديه من مال جمعه بعرقه وكده بالحلال لكي لا يضطر يوما إلى أن تمتهن كرامته .قد نكون أفضل من غيرنا لكننا مع ذلك قلقون جدا عما ستؤول إليه الأمور ويزداد ألمنا ونحن نرى عشرات المشاهد التي تؤشر امتهانا لأبسط حقوق الإنسان وانتهاكا لقيم السماء  الداعية إلى العدالة والمساواة فلا نجد غير الحسرة على ما ضاع من سنوات العمر بانتظار حلم طال أمد تحقيقه خاصة ونحن نستمع أو نشاهد البعض من المسؤولين المحسوبين على كل الأنظمة يعيشون حد التخمة مقابل آخرين محرومين اضطرتهم الظروف القاسية إلى السفر ومغادرة مكانهم الدافئ بحثا عن الأمان والاستقرار والعلاج فيا للعراق ويا لشعبه .من الصعب الادعاء في ظل هكذا أوضاع إننا نسير نحو الأحسن حيث الكفاءات بمختلف أنواعها تهرب والمؤسسات تنهار ونسب الفقر تزداد والبطالة تنخر شريحة الشباب فمتى يعي أولو الأمر ذلك ؟ والى متى يظلون يديرون ظهورهم للمواطن ؟ فهل أنهم تعمدوا ذلك ؟ قد يصح القول هنا (إن كنت لاتدري فتلك مصيبة وإن كنت  تدري فالمصيبة أعظم ) و"إنا لله وإنا إليه راجعون"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram