حاوره: يوسف المحمّداوي - تصوير: أدهم يوسفبتواضعه المعهود استقبل المدى في مكتبه في بغداد سفير جمهورية مصر العربية شريف كمال شاهين مؤكدا لصفحتها ضيف الخميس،أن ثورات الربيع العربي بدأت من العراق الذي يعد الحافز لحدوث الثورات في بقية الدول العربية،
وقال شاهين ان العراق ومصر يعدان اهم دولتين عربيتين لما يمتلكانه من ارث حضاري وتاريخي،وهما متشابهتان في الكثير من الامور المشتركة،وبشان الاوضاع في سوريا اعرب السفير شريف عن قلقه للأوضاع في سوريا مبديا عدم معرفته سلفا بما ستؤول إليه الأمور،وعن وصول الاحزاب الدينية للحكم في مصر قال هذه الديمقراطية ونتائج الانتخابات افرزت ذلك واذا ما نجحت تلك الاحزاب بتحقيق منجزات الثورة في الحكم فالأمر يفرح الجميع ، اما اذا فشلت فصناديق الاقتراع كفيلة بتغييرها حسب قوله وفيما يلي نص الحوار:العراق مهيّأ لاستضافة القمّة* كيف تقيّمون العلاقات العربيةالعراقية بعد الانسحاب الأميركي؟- أولاً العراق له ثقل كبير ليس على المستوى العربي فقط، وانما على المستوى الاقليمي، فالعراق كما معروف يمتلك ارثا حضاريا وتأريخيا وهو يمثل مع مصر اهم دولتين في الوطن العربي، فهو من ساهم في تأسيس الجامعة العربية والكثير من الامور العربية كان مساهما فعالا في وجودها، واليوم بعد الانسحاب، المطلوب من العراق ان يتصدر قيادة العرب من جديد في ظل هذه التغييرات التي تفور في المجتمع العربي، فهناك تحولات كبيرة تحدث في ظل ثورات الربيع الحاصلة والتي كان العراق اللبنة الاولى لتلك التحولات فمنه انطلقت اول ثورات الربيع العربي وكان المحفز لها في بقية البلدان ، فالعراق اليوم عليه التصدي لقيادة الوطن العربي، لاسيما وان بغداد ستكون الحاضنة للقمة العربية المقبلة في الربع الاول من العام المقبل كما حددت من قبل الجامعة وصرح بها الامين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي اثناء زيارته الاخيرة لبغداد والتي اكد فيها ان هناك ملفات كثيرة تنتظر هذه القمة لكونها مؤجلة من العام الماضي، وهناك ضرورة على عقدها ونحن نرى ان العراق مهيأ لاستضافتها.rn* هل لديكم توقعات بنجاح هذه القمة وما الذي يميزها عن القمم السابقة؟ - نعم انا متأكد من ذلك وستخرج بنتائج جديدة، ولاول مرة سيشعر المواطن العربي بعد هذه الثورات ان هذه القمة تمثل الشعوب ولا تمثل قادة الانظمة، وانها ستتحدث باسم الشعوب وترسم ملامح طريق مستقبل افضل وستكون قمة غنية بالمصداقية من قبل الشارع العربي بالعكس من القمم العربية السابقة التي كانت محل تندر من قبل ذلك الشارع.rnما حدث في العراق يختلف عن  أحداث ليبيا* ما سبب الازدواجيّة التي تعامل بها العرب مع الحالة العراقيّة، فكانوا ضد تجربة العراق في ازاحة الديكتاتور في حين كانوا مع ازاحة الديكتاتور في لبيبا، رغم ان ادوات التغيير تتشابه –فصدام ازيح بقوات اجنبية وكذلك القذافي؟- كل حالة عربية لها خصوصيتها، فالمجتمع الدولي استفاد من أخطائه في العراق ،وتعامل مع الحالة الليبية بوسائل مختلفة فهو مثلا لم ينزل قوات عسكرية على الاراضي الليبية بل ساهم في تسليح الشعب الليبي بشكل سريع ليقدر ويرسم ملامح ثورته، فما حدث في العراق يختلف عن ما حدث في ليبيا، واما عن موقف العرب مما حدث في العراق لكون الاحتلال شيئا صادما للشعوب، ودخول القوات الاجنبية للعراق سابقة لم يشهدها الوطن العربي، وتجربة العراق لا تنسى بأنها تجربة كبيرة وقد افرزت من الدروس التي استفادت منها ليس دول المنطقة بل الدول الكبرى ايضا مثل الولايات المتحدة الاميركية، وعلاقة العرب مع العراق في بداية التغيير سادها نوع من الارتباك، وهذا الارتباك عكس موقف القادة والزعماء العرب الموجودين في الساحة السياسية آنذاك.rn* هناك من يشكك بان الربيع العربيبدأ في العراق؟- بكل تأكيد الربيع العربي بدأ من العراق، فمع سقوط النظام السابق وهناك حالة من الفوران في العالم العربي تهدأ ثم تثور، واستطيع ان اصفها كالبركان الخامد، واكتمال عوامل انفجاره هو ما حصل في العراق، ومن يشك فليشك المهم ان الحقيقة هي التي ذكرتها بالتأكيد.موقف الإعلام سلبي* لماذا لم يسلط الاعلام العربي الضوء على الانسحاب الاميركي في حين تسليط الاضواء على الخلافات السياسية الحاصلة او على الانفجارات؟- انا لدي تحفظ على دور الاعلام بشكل عام، وارى أنه لا يخدم الواقع العربي ولا يخدم الحقيقة، فالاعلام اصبح مجيرا من اجل البيع فقط، ولم نره يركز على الجوانب الايجابية في الاحداث، بل تركيزه ينصب على السلبيات فقط، فالسلبيات كما هو معروف تكون قائمة وموجودة في أية احداث كبيرة كما يحصل الآن في الوطن العربي، لكن التركيز عليها يولد احباطا لدى المواطنين، فالمواطن في ظل المتغيرات الحاصلة يحتاج الى امل، ومثال ذلك ما تعمله الفضائيات والصحف في مصر، وما يصرح به بعض مقدمي البرامج للأسف يثير الشارع المصري بل يساهم فيما يحصل من اضطرابات، لأن هدفهم هو البيع وكأن تلك الفضائيات مثل الدكاكين التي تكون بضاعتها خلق اجواء من الاثارة من اجل البيع وبالتالي هي مساهم كبير في بلبلة وتضليل الرأي العام بدلا من ان تكون اداة تثقيف وتوعية للمجتمع، وللأسف