أكثر من ملتقى ومهرجان ثقافي شهد هذا العام في بغداد والمحافظات الأخرى، تنوعت في اهتماماتها وأهدافها.مهرجان عالم الشعر ففي مدينة النجف الأشرف وفي شهر تشرين الثاني انطلقت الدورة الثانية من مهرجان «عالم الشعر»، وتحت شعار «الشعر يضيء حراً»، بحضور أكثر من ثلاثمئة شاعر وباحث وناقد عراقي وعربي، حضروا من خارج العراق وداخله. في هذه الدورة تعلم القائمون عليها وهم اتحاد الكتاب والأدباء في النجف من هفوات الدورة الأولى، برغم قلتها ونجح المهرجان الذي استقطب شعراء عراقيين وعربا جاءوا من أميركا وكندا وأوروبا وبعض البلدان العربية التي يقيمون فيها.
أمسيات كثيرة وشعراء أكثر غطوا أيام المهرجان الأربعة بقصائد مكتوبة بتقنيات العمود والنثر من دون أن يحدث هذا الأمر أي تصادم بين المدارس الشعرية التي كانت حاضرة كلها في هذا المهرجان. شعراء شبـاب كثيرون وفي أعمار متـقـاربة وثـقـافـة تكاد تكون متقاربة أيضاً اختار بعضهم القصيدة التقليدية، وبعض آخر وجد نفسه في قصيدة النثر وقرأوا جنباً إلى جنب وتحاوروا مع الشعراء الكبار الذين قدموا من المنافي في لحظة لم تحدث من قبل.استمر المهرجان على مدى أربعة أيام ضمت قراءات شعرية وأبحاثاً نقدية شارك فيها أكثر من 250 شاعرا عراقيا وعربيا وعالميا.rnمهرجان الكميت الأوّلكما شهدت محافظة ميسان، افتتاح مهرجان"الكميت الثقافي الأول" الذي أقامه اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، بمشاركة مثقفين وأدباء من شتى محافظات العراق، وفي المهرجان الذي رعاه محافظ ميسان بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة، نظمت أكثر من جلسة شعرية ونقدية، وأشار رئيس اتحاد أدباء ميسان في كلمته عن "ميسان عاصمة ثقافية بوصفها فكرة مستقبلية"، ليذكر الشاعر فراس طه الصكر:" انه لمن دواعي سرور ميسان أن تقيم مهرجان الكميت الثقافي الأول، وهي تحتضن كوكبة من أعلام العراق في المجال الكتابي"، وأشار إلى أن "الحراك الإبداعي في العراق وميسان على وجه الخصوص والأفكار المستقبلية في جعل ميسان عاصمة للثقافة العراقية لما لها من إسهام كبير في رفد الساحة الإبداعية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم كافة، بالعديد من الطاقات الإبداعية التي حملت اسم العراق عالياً في المحافل الإقليمية والدولية".بعدها بدأت القراءات الشعرية، ومع قصيدة للشاعر عارف الساعدي عن ميسان، لتتوالى مشاركات الشعراء: زاهر الجيزاني، أجود مجبل، أحمد العلياوي، نجاة عبد الله، ورعد زامل، وسط احتفاء الجمهور بالكلمات التي تأرجحت فيها التجارب بين أشكال فنية مختلفة من الكتابة الشعرية، أعقبها المؤرخ جبار عبد الله الجويبراوي بنبذة تاريخية عن الشاعر الكميت الأسدي ومرقده في محافظة ميسان.مهرجان كلاويشالثقافي الـ 13وانطلقت في السليمانية فعاليات مهرجان كلاويش الثقافي الثالث عشر ، بمشاركة أكثر من 150 شخصية ثقافية عراقية وعربية وأجنبية. والمهرجان الذي حمل شعار الرؤى المختلفة نحو الإبداع تستمر فعالياته لمدة خمسة أيام، ويقدم على هامشه العديد من الأعمال الأدبية والدراسات الفكرية والنقدية في مختلف الموضوعات بالإضافة إلى عدد من المعارض منها معرض فتوغرافي لفنانين إيرانيين ومعرض آخر كبير للكتاب يتضمن كتباً بلغات متعددة.فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والنقاد في العراق قال : إن مهرجان كلاويش أصبح منبرا مهما من منابر الثقافة العراقية والكردستانية ومحط أنظار جميع المثقفين في العالم.المخرج والسينارست جليل زنكنة أشار إلى أن المهرجان لم يخصص ركنا للدراما والإخراج، وأكد أن هذا المجال أصبح مهما في اغلب المهرجانات العالمية وعلى المشرفين على المهرجان الاهتمام أكثر بالدراما والمسرح. الملا بختيار المشرف العام على المهرجان أكد لإذاعتنا أن المهرجان هذا العام أعطى مساحة كبيرة للبحوث والنقد، وأن المهرجان دعا للمشاركة فيه مثقفين من كل محافظات العراق من دون استثناء. واجمع مثقفون من العراق وإيران وفرنسا على أن مهرجان كلاويش الذي يقام سنويا في مدينة السليمانية يعد جسرا مهما من جسور التواصل الحضاري بين بلدانهم.وقال هؤلاء المثقفون الذين جمعهم المهرجان في دورته الثالثة عشرة إنهم في غاية الارتياح كونهم يتواصلون في ما بينهم مباشرة من أجل ثقافة إنسانية حرة بعيدة عن التعنصر والتسييس وأمثالهما من المفاهيم الخارجة عن المتن الحضاري. وأعربوا في لقاءات خاصة بصحيفتنا عن أملهم في أن يحافظ المهرجان على تألقه الذي اعتادوه منه في كل دورة من دوراته.
تظاهرات ثقافية متنوعة.. وحضور مهم للشعر
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 06:06 م