ثامر الهيمصمن منا لم يتعذب في التعامل مع اسطة العمالة والنجار والميكانيكي والحداد والسمكري والصباغ ...الخ ، في حين تعاني اغلب الحرف من البطالة والشكوى مزمنة من أنها لا تسد الاحتياجات الخاصة بهم ، ألم تكن هذه اشكالية ؟ فمواعيدهم لا توصف بأنها غير دقيقة بل تكاد عموما" أن تكون كلمة غير دقيقة متفائلة جدا" بل العكس غير مضبوطة بالاساس.
فهم يعانون من مشكلة كيفية تعليق أكبر عدد ممكن من الزبائن من خلال استلام مقدمة أو المباشرة بالخطوة الأولى ليبدأ مسلسل المواعيد الذي يحصر الزبون في خيار واحد وليس امامه غير الصبر والتذمر. كما أن العمل الموسمي ومحاولة جني أكبر أجر ممكن بأي وسيلة هو هدفهم المركزي إضافة الى ضعف المهارة يتعدى بعضهم على اختصاص غيره لغرض احتواء أكبر عدد ممكن ، يضاف لذلك الكسل والتراخي عند استلام الدفعة الأولى مع عدم احترام أي سقف زمني يتحدد . مما ينشأ عنه توترات قد تصل إلى مرحلة خارج سياق التعامل الاعتيادي وهذا النمط من سوء المعاملة له سلبيات كثيرة جدا" المال والوقت إضافة لاهتزاز منظومة القيم الاجتماعية والدينية حيث يتم انتهاكها يوميا" مما يؤدي لانتشارها وتصبح نسقا" وعرفا" اجتماعيا" مع الأسف. ولهذا فإن تطور الحرف فنيا" وتنظيميا" يصبح علاجا" لمشكلتها ورفع مستواها. والا لماذا نستورد الأثاث مثلا" ولدينا كل الإمكانات لتصنيعها ؟ المشكلة في أن المهارات لم يتم التدريب على أساسياتها ولذلك احتكر الاسطوات الصنعة كما يسمونها ولذلك يكون كسر هذا الاحتكار بالتركيز على الدورات والمعاهد لكل الحرف أمرا" اساسياً. ثم أن تنظيم هذه الحرف في نقابات تصبح مرجعيات لهم تحدد حقوقهم وواجباتهم بها يضمن شرف المهنة واحترام الحرفة.وهذا يشكل القاعدة الأساسية للانتاج الكبير عندما تتحول الورش الفردية الى شركات لها فروعها في الاحياء أو المدن والاقضية والنواحي فمثلا" موجودة شركة أو مكتب لكهربائيات وتأسيسات المياه ومكتب للنجارة والحدادة والالمنيوم في المنطقة لها اسم تجاري وعضوية في النقابة ولها اسعار حد أعلى وادنى في أجور العامل درجة اولى وثانية وهكذا ويتم التعامل بشفافية وبسعر معقول عام في المناطق سيكون بديلا" عن المبالغات والاستغفال لتصبح بعدها شركات معتمدة في الاعمال الكبرى والمشاريع الجديدة بدون الحاجة لاستيراد مهارات موجودة عندنا وفي الختام أن الذي يعزز ذلك وثبته هو أن منتسبي هذه الشركات أو حتى الورش مهما كانت صغيرة يجب أن تكون مجازة وعمالها من خريجي المعاهد والدورات ويدفع عنهم التوقيفات التقاعدية وضمان اجتماعي وصحي مما يعزز موقف الحكومة للتخلص تدريجيا" من ترهل الجهاز الاداري الذي بات عبئا" ورقما" صعبا" في الميزانية بحيث أصبح حائلا" دون التوسع في مجالات الرعاية الاجتماعية وشبكتها كما" ونوعا" فلا زيادة في إعاناتهم ولا في أعدادهم المتزايدة مع الارهاب. فهذه الترهل أصبح عائقا" أمام الرعاية الاجتماعية وشبكتها لسبب بسيط هو فوضى العمل الحرفي ونتائجه المؤسفة حيث فايروس الفساد يحيط بهم.
فضاءات: مشكلة الحِرَف الفردية
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 06:14 م