امستردام/ عدنان أبو زيد2011.. سجال محتدم بين الفنّ والسلفيةمع تعاظم نفوذ المد السلفي في بعض الدول العربية، وتطلع القوى المحافظة لتسلم زمام الحكم في بلدان أخرى، يستوقف كثيرين، ذلك النزاع المحموم والجدال حامي الوطيس بين رموز تلك القوى، وحاملو لواء الفن لاسيما فنون التمثيل والرقص والغناء،
حيث تحولت وسائل الإعلام إلى ساحة نزاع مكشوف بين طرف يتملكه حنين استعادي لتطبيق رؤية إسلامية معينة في محاولة لترسيخ الرجوع إلى ماض يعتقده الإسلاميون مثاليا في تفاصيله الأخلاقية ومن حقهم بعثه من جديد. أما الطرف الآخر فهم فنانون وانفتاحيون باتوا في موقف الدفاع، محاولين القفز أمام الأحداث بغية المحافظة على مساحة حرية عاشوها طوال سنوات في ظل أنظمة كانت غالبا ما تعادي النفوذ الاسلاموية السلفي، لكن المثير أن هؤلاء الفنانين، آثروا عدم الاشتباك، محاولين في بعض الأحيان محاباة التيار الجديد المعروف بتطرف أفكاره وحدة انفعالاته وعنف ردود أفعاله، ويتوقع مراقبون أن يشهد العام 2012 تقديم الفن الكثير من الضحايا والتنازلات بسبب تغير الموقف السياسي، أما العام 2011 فقد شهد بداية الجدال واتخاذ مواقف واصطفافات سياسية وعقائدية، يسردها هذا التقرير.rnعادل إمام ينحني أمام العاصفة في 2011ومن الفنانين الذين غالبا ما كانت لهم مواقف مناهضة للتيارات السلفية في أعماله الفنية وتصريحاته، عادل إمام حتى هُدّد بالقتل من جراء ذلك، لكنه اليوم ينحني للعاصفة حين صرح في أواخر هذا العام بضرورة إعطاء الفرصة للإسلاميين للحكم طالما إنهم فائزون في صناديق الاقتراع. وقد عد كثيرون رأي الفنان إمام الجديد بمثابة انقلاب في أفكاره التي طالما صرح بها. و كانت المواجهة بين الفنان إمام والسلفيين بلغت أوجها حين أعلن أكثر من مرة بمعارضته إسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وحين حمّل الفنان إمام حركة حماس مسؤولية العدوان على غزة، لتطالب فتوى أصدرها أبو مصعب عبدالودود، احد زعماء تنظيم القاعدة بإهدار دم إمام.rnالمظهر السلفي على الفنوفي مصر وتونس واليمن، هناك دعوات صريحة للفنانين في العام 2011، إلى إطلاق اللحى، وللفنانات إلى ارتداء الحجاب، في محاولة لإضفاء المظهر السلفي المحافظ على الفن، لكن الكثير من المفكرين حتى بين الإسلاميين من يرى أن من الضرورة التي فرضت اختيار مظهر معين في الماضي تختلف عن ضرورة الالتزام الحالي به. وينطبق ذلك على سبيل المثال لا الحصر على الفنانة عبير صبري التي دُعِيت إلى الحشمة بملابسها بعدما نشرت لها صورة بمواقف جريئة اعتبرها الإسلاميون خدشا للحياء. وبلغ استياء بعض الفنانين للدعوات السلفية إلى حد أن السيناريست المصري عمرو سمير عاطف أكد شراءه لمسدس يهدد به أفراد من وصفهم بـ(هيئة الأمر بالمعروف) في مصر، حيث قال لوسائل الإعلام : من يسألني عن زوجتي من رجال الدين، أو يحثني على الفضيلة سأقتله. قتل عارية الساقينوبعدما ظهرت الفنانة المغربية لطيفة أحرار عارية الساقين في مهرجان مراكش العام 2011، نُشِرت على موقع فيس بوك دعوات أطلقها راديكاليون لقتل لطيفة بعد أزمة "قفطانها عاري الساقين" في مهرجان مراكش.، وبلغت جدية الأمر إلى الحد الذي استدعى عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المعين والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى الاتصال بها مستنكرا التهديدات التي تلقتها. وكانت الفنانة المغربية قد دافعت عن ظهورها بسيقان عارية، بأنها تساير الموضة والأناقة التي تلائم المرأة.وتركز اغلب الدعوات السلفية في العالم العربي والإسلامي وحتى بين المتطرفين في إسرائيل على الأجندة (الاستعادية ) للماضي من ناحية المظهر والسلوك، من دون الأخذ بنظر الاعتبار متغيرات العصر الذي يفرض قيما وأساليب حياتية جديدة.rn2011 يهرول إلى الماضيويفسر الكاتب الهولندي أريل فان كوك في مقال له نشرته جريدة "تروم بتير" العام 2011، ما يحدث من الهرولة إلى الماضي حتى بين اليمين الأوروبي إلى أن تضخم المدن الكوزموبولتانية المكتظة بملايين البشر مقابل غياب العدالة الاجتماعية والأزمات الاقتصادية، يصد الناس عن العولمة التي وحدت مظهر وسلوك الناس بطريقة سطحية وبلا توافق عادل حقيقي، مما جعل الناس تهرب إلى ماض لم يكن في كل الأحوال أحسن من الحاضر لمن يقرأ التاريخ بإمعان.ولهذا لن يكون مستغربا أن تهرب فنانة مثل إيمان شاكر نجمة "العار" من الواقع الذي تعيشه معتزلة الفن متمنيةً من الله أن يُثبتِّها على هذا القرار مؤكدة أنه قرار نهائيٌّ ،مشيرةً إلى أن الفن لا يليق بالمرأة المسلمة، وإنها اكتشفت أن معظم الفنانات تنتهي حياتهن بالندم وعدم تكوين أسرة، أو بالانتحار.وتماشيا مع الجو السلفي العام الذي يسود المنطقة تتمنى المطربة المصرية المحجبة شاهيناز ألا يكتب الله عليها خلع الحجاب. كما تدعو الفنانات المحجبات اللاتي تخلين عن حجابهن إلى العودة إليه.ويرى بعض الإسلامويين الذين ينشطون اليوم عبر وسائل الإعلام في مصر وتونس وليبيا، أن المظهر الخارجي يمثل أسلوبا حاسما يحدد الانتماء العقائدي للشخص، بل هو بمثابة التعبير عن هويته المسلمة، مفرزا إياه عن غيره.ومثل هذه الت
فنّانون يبدّلون المواقف وآخرون يثبتون أمام التيار المحافظ المتنامي
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 06:46 م