عامر القيسيهكذا بدم بارد ومشاعر متحجرة ,وبروح المسؤولية الوطنية العالية يمتنع قادة البلاد عن الاجتماع والتوافق وحل الأزمة التي تعصف بالبلاد على ايقاعات التفجيرات الارهابية التي حصدت أرواح العراقيين في بغداد يوم الخميس الدامي الآخر لتكتمل لدينا ايام الاسبوع كاملة مصبوغة ومضرجة بالدم.
وكأن دماء الخميس سالت في كوكب المريخ أو في اقاصي مجاهيل أفريقيا !! لم يعد للأسئلة معنى .. لم يعد للنقد والانتقاد معنى .. لم يعد للأمل معنى ...لم يعد لأي شيء معنى في ظل وجود هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي لا يهز ضمائرها تفجير ولا يرف لها جفن لمنظر دمائنا وهي تسيل في الشوارع وعلى الأرصفة ، لاشيء يحرك ويهز هذه الطبقة التي تحجرت وانتهى دورها عمليا في العراق لانها لم تقدم شيئا وليس في جعبتها ما تقدمه غير الصراعات على المراكز والامتيازات والتسقيط السياسي واللعب على الحبلين والانحناء امام اجندة الجوار !هذه هي حقيقة طبقتنا السياسية التي تتصدى لحاضر البلاد ومستقبلها ، وقد شهدنا لها الصولات والجولات في سوح التكالب الحقيقي على كل ما ليس له علاقة بمصالح البلاد . ومن هنا أقول : دلونا على ما قدمتموه للناس غير جهودكم المشكورة لاختطاف الهوية الوطنية لصالح الطائفية وتعميق هوة الخلافات الاجتماعية والسياسية ، دلونا على غير الفساد والمفسدين من الطبقة نفسها التي نتحدث عنها ، دلونا على غير ما يدفعه الناس من أثمان باهضة لخلافاتكم المستعصية وآخرها كارثة الخميس الدامي وما سيأتي بعدها . دلونا على غير القراءة السياسية لتفجيرات الخميس ، دلونا على غير هشاشة الوضع الامني وسهولة اختراقه حتى تتمكن 11 سيارة مفخخة نهارا واثنتان مساء في العاصمة وحدها من أن تصبغ خميسنا بالدم وتطبع يومنا بالحزن والكارثة .لم يعد امام المواطن الا ان لا يقرأ تفجيرات الخميس الا على انها من صنع اياديكم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، لا يستطيع المواطن الا أن يقرأ موته الحاضر أمامه الا بكونه صناعة خلافاتكم التي دمرت حياتنا وسرقت فرحة سقوط الدكتاتورية والظلم والاستبداد من قلوبنا .تخدعون انفسكم اذا تصورتم ان لكم رصيدا في الشارع باستثناء الولاءات المعروفة التي تجذب الطبقة الجاهلة من الناس التي سيتسنى لها لاحقا ان تعرف انكم الممثلون بامتياز لمصالحكم الضيقة جدا ضيق المستقبل الذي ينتظر العملية السياسية بسبب قيادتكم الحكيمة جدا للبلاد والعباد!لا صوت يعلو الآن الا صوت مفخخاتكم وعبواتكم وتسقيطاتكم السياسية التي تواصل نسف رؤوسنا وتحويل حياتنا الى جحيم حقيقي .ماذا تنتظرون لكي تستمعوا الى صوت العقلاء وتجتمعوا بما يليق بقادة حقيقيين للبلاد في زمن الازمات والكوارث لتؤكدوا لمرة واحدة ، من باب ارضاء الضمير فقط ، انكم قادرون على التحاور الحقيقي وليس التحاور عن طريق المفخخات وقتل الناس لاجبار بعضكم البعض على الانحناء للآخر والاذعان لشروطه ؟متى فقط ان لم يكن اليوم ؟
كتابة على الحيطان: هل ننتظر يوماً دامياً آخر ؟!
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 07:09 م