TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > نهاية الحوار مع واشنطن

نهاية الحوار مع واشنطن

نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 07:30 م

علي نافع حمودي أكثر من مرة طالعت ما نشرته نيويورك تايمز الأمريكية من مقال لقادة القائمة العراقية ( علاوي والنجيفي والعيساوي) وهو يمثل آخر محاولة للحوار مع واشنطن عبر الإعلام هذه المرة بعد أن فشلت محاولات إقناع الأمريكان بأن يدخلوا على خط المفاوضات ما بين العراقية ودولة القانون أو لنقل بعبارة أدق بين علاوي وتحالفه وبين المالكي .
 فما الذي يدفع قادة العراقية لنشر مقال في صحيفة أمريكية ؟ بالتأكيد هم لا يريدون مخاطبة أوباما أو بايدن أو الحزبين الديمقراطي والجمهوري ، بقدر ما إنهم يريدون مخاطبة الرأي العام الأمريكي بغية تشكيل قوة ضغط على الإدارة الأمريكية للضغط على حكومة لمالكي أو المالكي شخصياً وهذا ما تجلى بوضوح في عبارتهم المقتبسة من المقال (على الولايات المتحدة أن تشرط دعمها المالكي بوفائه باتفاق تقاسم السلطة "وبحله الكيانات غير الدستورية التي يحكم الآن من خلالها ) ،وهذه العبارة تحمل الكثير من النقاط التي يجب أن نتوقف عندها ونحللها.فقادة القائمة العراقية يدركون جيداً بأن واشنطن تدعم المالكي الشيعي كما جاء في وصفهم له، وتدرك جيداً أيضاً بأن ما سعى إليه المالكي من إجراءات ربط بموجبها أغلب الكيانات المستقلة بمكتبه كان في فترة وجود الأمريكان وهذا يؤكد أن الأمريكان كانوا على علم ودراية بما يفعله المالكي قبل الأزمة الأخيرة إن لم يكونوا قد مكنوه من ذلك ولا نريد أن نقول دفعوه لذلك.وهذا ما يجعلنا نؤكد أن المالكي أو التحالف الذي يقوده وأمريكا كانا مستعدين تماماً للانسحاب بينما الأطراف الأخرى لم تكن مهيأة أو ربما لم تكن مصدقة لهذا الانسحاب ،وبالتالي وجدت نفسها في هذا الموقف وجعلها تنظر للأمور من زاوية طائفية رغم إن زعيم القائمة العراقية معروف عنه  إنه علماني  .وبالتأكيد فإن العزف على وتر الحرب الطائفية المتوقعة الحدوث والتي حذرت منها مقالة قادة القائمة العراقية،إنما هي بعيدة كل البعد عن الواقع الشعبي العراقي ولكنها قريبة جداً سياسياً واحتمالية وقوعها بين السياسيين كثيرة جداً ، خاصة إن المقال ابتدأ بهذا التشخيص منوهاً بأن ما يحصل الآن تصفيات لسياسيين من السُنة  وضربوا مثلاً بذلك مذكرة اعتقال طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية .ومن البديهي أن نقول بأن ما قاله قادة العراقية لا يندرج إلا ضمن البديهيات ولم يأت بجديد وبالتأكيد إنهم قالوا هذا الكلام للسفير الأمريكي والبريطاني والإيراني واتصلوا بالعمق العربي للقائمة العراقية ولم يستطيعوا إقناعهم بأن يتدخلوا لفك الاشتباك الحاصل في العملية السياسية في البلد ومحاولة إيجاد مخارج للأزمة المركبة،فالأزمة الآن ليست سياسية فقط بل قضائية أيضا ولها تداعيات كبيرة جداُ إن أخذت مساراتها القضائية بشكل ربما يكشف أوراقا كثيرة لم تعلن بعد.وأنا شخصياً كنت أتمنى لو نشر زعماء القائمة العراقية مقالتهم هذه في الصحف العراقية الواسعة الانتشار طالما إنها تحمل محاولة كما يقولون لإيقاف الحرب الأهلية المتوقعة من قبلهم المستبعدة من قبل الشعب،ولكنهم نشروها في نيويورك تايمز،لأن الغاية الحقيقية منها تكمن بمحاولة أخيرة لعودة الأمريكان للعراق تحت أي لافتة ومن أي باب من الأبواب التي ربما ستكون مشرعة أمامهم ، ولكن هذه المقالة تعكس بكل تأكيد خيبة أمل هؤلاء الزعماء بأمريكا التي أتخيل إنهم يحمّلونها مسؤولية ما يحصل الآن ليس للسُنة في العراق بل لهم كأشخاص ورؤساء كتل ربما يكونون في المستقبل القريب مرفوضين من قبل ناخبيهم، خاصة إن التعايش السلمي والمشاركة في إدارة الدولة تتطلب وجود أشخاص يتصفون بالاعتدال قادرين على أن يمثلوا ناخبيهم بشكل جيد وأن لا يستخدموهم وقوداً لحرب لا تبقي شيئاً لكنها تبقي هؤلاء الساسة في العملية السياسية , وهنا لا أعتقد إن هنالك مواطنا عراقيا يقبل بعودة الأمريكان سواء أكان هذا المواطن سُنيا أم شيعيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram